سياسيون فلسطينييون يدعون لمواصلة معركة القدس واستثمارها للتأسيس لمرحلة جديدة
تاريخ النشر : 2021-06-01 17:16

رام الله: دعا مشاركون في ورشة رقمية، حول آفاق معركة القدس وأبعادها إلى ضرورة مواصلة الموجة الانتفاضية والبناء على ما أنجز خلالها، وبخاصة وحدة القضية والشعب، وتضافر الفعل المقاوم بأشكاله المختلفة، واستثمار ذلك في التأسيس لمرحلة جديدة عمادها التغيير، وتشمل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وتوحيد المؤسسات، وإعادة القضية الفلسطينية إلى طبيعتها كقضية تحرر وطني، والتمسك بالحقوق الوطنية.

وطرحت خلال اللقاء فكرة تشكيل جبهة وطنية عريضة للتغيير إما من خلال إجراء انتخابات عامة، أو عبر تشكيل قيادة انتقالية تقوم بإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير، وتغيير السلطة ووظائفها، والتخلي عن التزامات اتفاق أوسلو.

وأشاد المشاركون، بمعركة القدس وما حققته من وحدة ميدانية، وإعادة الوعي وتعزيز الهوية للكل الفلسطيني في مختلف التجمعات، داعين إلى عدم المبالغة في الانتصار، ولا التقليل منه، لا سيما في ظل اختلال ميزان القوى لصالح الاحتلال، مطالبين بتنظيم العمل الكفاحي، والاتفاق على الأهداف، وأشكال النضال الملائمة لكل مرحلة وتجمع، ومشددين على أهمية إشراك الشباب والقوى الجديدة التي ظهرت في الميدان في المرحلة القادمة، والعمل على تنظيمها لتكون رافعة للتصدي لمخططات الاحتلال.

وظهرت اقتراحات عدة خلال الورشة بين من طالب بتشكيل حكومة ظل، أو جبهة وطنية موحدة، أو قيادة انتقالية لقيادة المرحلة، ومن ثم إجراء الانتخابات، وبين من طالب برحيل السلطة، وبين من طالب بتشكيل قيادة موحدة للمقاومة الشعبية.

جاء ذلك خلال ورشة رقمية نظّمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، حول آفاق معركة القدس وأبعادها، بمشاركة أكثر من 50 مشاركًا من الباحثين والأكاديميين والمهتمين، قدّم فيها هاني المصري، المدير العام لمركز مسارات، مداخلة ركّز فيها على تداعيات معركة القدس وآفاقها، وما المطلوب فعله للمراكمة على الموجة الانتفاضية الحالية. فيما أدار الحوار خليل شاهين، مدير البرامج في مركز مسارات.

وقال شاهين، إن هذه الورشة تأتي في سياق للتحضير للمؤتمر السنوي العاشر لمركز مسارات، موضحًا أن ما يجري حاليًا من وحدة كفاحية ونضالية في التصدي للعدوانات الإسرائيلية المستمرة في القدس والضفة الغربية وأراضي 48 وقطاع غزة؛ فرض علينا نمطًا آخر من التفكير، لتقديم إجابات عن الأسئلة المتعلقة بالحالة الفلسطينية، والمشروع الاستعماري الاستيطاني، والمتغيرات الإقليمية والدولية.

وأشار إلى وجود أسئلة جديدة يجب أن يتصدى لها المؤتمر بشكل تشاركي، وتتعلق بالأشكال الكفاحية، والهدف الإستراتيجيي والهدف الوطني المباشر، والتغيرات داخل إسرائيل واتجاهها نحو اليمين، وتحوّل المستوطنين إلى ما يشبه القوة الضاربة، إضافة إلى إدراك القوة الفلسطينية الكامنة، ومكامن الضعف لدى الاحتلال، وأهمية المراكمة على نضالاتنا لإحداث التغيير في ميزان القوى، فضلًا عن أسئلة القيادة والتغيير والتجديد.

وبيّن المصري، وجود إمكانية للتغيير لا سيما في ظل تآكل الشرعيات، حيث تفتقد المؤسسة الفلسطينية للشرعية، فلا شرعية لها بعد تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، وعدم قيادتها لمعركة القدس، محذرًا من استغلال السلطة لمعركة القدس وإعادة الإعمار لاستئناف المفاوضات ضمن أفق سياسي سقفه أقل من سقف أوسلو بكثير.

كما وحذر من الثورة المضادة لإجهاض إنجازات معركة القدس التي ستعمل على عدم تحقيقها لأهدافها، من خلال التوصل إلى هدنة من دون تلبية المطالب، والتلويح بالاعتراف بحماس كحركة على حساب الاعتراف بالحقوق الوطنية، وتوظيف الأموال لبث الفتنة بين الفلسطينيين، فضلًا عن خلق معارك جانبية مثل سلاح المقاومة، ومسألة خلافة الرئيس.

وطرح المصري حلولًا للوضع الحالي، مشيرًا إلى أن التغيير من خلال الانتخابات هو الطريق الأسلم، وبما أنه لا توجد انتخابات وأجلت إلى أجل غير مسمى، فالتغيير يكون من خلال تشكيل قيادة انتقالية تعمل على إعادة بناء مؤسسات المنظمة وتغيير السلطة وبرنامجها والتخلي عن أوسلو. وأضاف: "في حال لم يتم الأخذ بذلك، فلا بد من تشكيل جبهة وطنية لكل المؤمنين بالتغيير للعمل على تغيير النهج".