أوباما من شوكة نتنياهو لدكران ليبرمان
تاريخ النشر : 2013-11-08 00:59

شهادة أوباما للحالة الموصوفه والخاصة بنتنياهو الشوكة، لا تغير في الواقع شيء، لأن السكوت على بقاء الحالة لتدمي وتتوغل، تدلل على مدى العجز، فكأن الوسائل معدومة، وكأن الماضي لا دلالة فيه، هذه فقط رسالة الشكوى التي تجلت في وصف اوباما لحالة نتنياهو الشوكه، والعجيب أن السكوت على الوضعية يثير تساؤلات تتراوح ما بين الرضا والقبول أو اللا حول ولا قوة في مواجهة إكراه وإغتصاب.

الرئيس الأمريكي الذي يعاني من شوكة نتنياهو، لا يعلم على ما يبدو، أن دكران ليبرمان هو الترتيب التالي لقبول حالة الشوكة، لأن الهروب القادم لإسرائيل وقيادتها، سيكون بإتجاه الإنتخابات، كحل وحيد لمواجهة أي إستحقاق واقع للمفاوضات الجارية، خاصة وأن معسكر اليمين سيتعزز بالعودة الميمونه لليبرمان للحكومة، الذي سيعود بقوة أشد، متظاهراً بالظلم الذي وقع علية كيميني، وكحامي لتوجهات اليمين، بعد الفشل في إتهامه أمام المحكمة، وحتماً سيباشر محاولة جس نبض واقع الإئتلاف بينه وبين الليكود، لتحديد الخطوة القادمة، رئاسة الحكومة مع رئاسة الإئتلاف، أم البحث عن سبيل آخر عبر التحلل من الإتفاق مع الليكود والبحث عن آفاق أخرى يمكن أن يحقق من خلالها مبتغاه.

التقلبات السياسية والمفاجاءات، سمات ملازمة للساحة الحزبية والسياسية في إسرائيل، والأمثلة على ذلك كثيرة، وشهدت عبور شخصيات قيادية سياسية من اليسار إلى اليمين وبالعكس ولو ما ندر، الحالة الأخيرة تمثلت في تشكيل شارون لحزب كديما، الذي شكل هزة معتبرة في الساحة الحزبية الإسرائلية، أثرت بشكل كبير على الحزبين التاريخيين الليكود والعمل، وبقيت أثار ذلك ماثلة حتى الإنتخابات الأخيرة. القادم سيكون أكثر صخباً خاصة إذا ما حدث أي تقدم جدي في المفاوضات، وسيكون نتنياهو في حالة لا يحسد عليها، كون الإصطفاف اليميني سيكون الأسرع لمواجهة أي شكل من أشكال الحل، خاصة وأن أحزاب يمينية وجزء مهم من الليكود كرروا مواقفهم بشكل واضح، وعبروا عن رفضهم لإعطاء الفلسطينيين أكثر من حكم ذاتي يفضي فقط لإدارة شؤون حياتهم، دون أي شكل من أشكال السياده.

الإختبار سيكون لأوباما كما هو واقع الآن، ويتمثل في مدى قدرته على ممارسة إرادة غائبة منذ زمن، إرادة الدولة العظمى الحليفة التي سبق لها أن حددت لإسرائيل المدى والأفق، وحربي سيناء عام 56 وحزيران 73 والحرب على العراق عام 91 وغيرها الكثير، بما في ذلك معضلة نووي إيران الحالية، تشكل دلائل واضحة لمدى قدرة الولايات المتحدة في التأثير بل وتحديد المواقف الفعلية لإسرائيل، وأكثر من ذلك قدرتها على رسم الخارطة السياسية الداخلية لإسرائيل، هذا يعني أن أوباما ما زال غير راغب في تفعيل أدوات ضغطه على إسرائيل، والتي كان لها أثرها بنجاح رابين وفوزه في الإنتخابات ضد شامير عام 92، بعد أن أعلنت أمريكا أنها ستوقف الضمانات المالية لإسرائيل، والدليل المسلك الإسرائيلي الضاغط بإتجاه تعزيز الإستيطان على الرغم من وجود المفاوضات، وعلى الرغم من مواقف أمريكا التي تؤكد عدم شرعية الإستيطان، وكأن نتنياهو بشوكته يصر على مواصلة التموضع وفي أكثر من مكان، على أمل أن يترك الكل مقاعدهم نجاةً من آلام الوخز.

الإرادة الأمريكية هي الوحيده القادرة على لجم نتنياهو وحكومته، وهذا لن يتأتى إذا لم تتوفر الرغبة والقناعة بذلك، وستبقى الإدارة الأمريكية على مواقفها دون تغيير ما دامت مصالحها في العالم العربي غير مهددة، وأبداً لن يضير أوباما لا شوكة نتنياهو ولا حتى دكران ليبرمان القادم.

[email protected]