عصفور: النظام السياسي الفلسطيني بحاجة لإعادة إعمار قبل إعمار قطاع غزة - فيديو
تاريخ النشر : 2021-05-30 23:04

القاهرة: قال الوزير السابق والسياسي الفلسطيني حسن عصفور، مساء يوم الأحد، إن إسرائيل تتعامل مع الضفة على أنها "يهودا والسامرة"، والسلطة الفلسطينية مصرة أن تستمر في التعامل مع الاعتراف المتبادل، موضحًا أن أبو مازن يتمسك بالاعتراف المتبادل، دبلا من ان يقوم بتعليق هذا الاعتراف كخطوة رد اعتبار."

 وأكد عصفور في مقابلة مع قناة "الغد": "إن إسرائيل لن تتعامل مع قرار الامم المتحدة حول دولة فلسطين، والذي أكدته المحكمة الجنائية الدولية، وأن العالم يقول هذه دولة فصل عنصري."

وأضاف عصفور: "أعتقد بأنه لا يوجد ترف عند عباس أو حركة فتح بأن ترفض أي توجه لإعادة المنظومة الفلسطينية في إطار واحد، خاصة أنه لم يعد هناك خلاف سياسي جذري كما كان في فترات سابقة، بعدما أعلن رئيس "حماس" في قطاع غزة بشكل واضح لأول مرة منذ تأسيس الحركة بال"88" أن الحركة تتعامل في إطار توافق وطني، وأن تقبل دولة فلسطينية ضمن قرارات شرعية الدولية والقانون الدولي" معربًا بأن ذلك تغيير نوعي في تفكير حماس السياسي مما يدفع بها لأن تكون جزء من النظام السياسي كحركة سلطة وليس حركة معارضة ".

 وأوضح أنه لا خيار أمام الرئيس عباس ليبقى رئيس للشعب الفلسطيني دون الوحدة، وإلا سيتحول لرئيس انقسامي كما تم اتهام حماس بانها خاطفة غزة، فأبو مازن سيخطف منظمة التحرير، وحركة فتح الان عليها ان تتحمل مسؤولية تاريخية في اعادة وحدة الشعب الفلسطيني، ومن اجل ان تتقدم بحل سياسي؛ كي لا تستغل اسرائيل هذا الانقسام.

وحذر عصفور، بأن الإنقسام هو خدمة للحركة الصهيونية، ومن يستمر به يخدم المشروع المعادي للقضية الفلسطينية.

وشدد عصفور، على ضرورة توحيد الإطار الفلسطيني بما يضم فصائل منظمة التحرير وحركتي حماس والجهاد".  

وأردف: "هناك قوة ناشئة في المجتمع الفلسطيني أعتقد من الصعب جدًا أن تستمر على عدم التعامل معها، وأن العناصر الرئيسية فيما يتعلق بهذا الموضع هي طريقة التعامل مع إسرائيل، ولا يوجد رؤية فلسطينية واضحة في الرد السياسي على اسرائيل ".

كما وقال عصفور: "أعتقد أن الرئيس محمود عباس عليه أن يكون أكثر جرأة في التوجه نحو استيعاب كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتي الجهاد وحماس، اللتان عمليًا هن خارج إطار منظمة التحرير، ومنظمة التحرير الان بدون حماس والجهاد لن تكون منظمة تحرير كما كانت سابقًا؛ لأن الواقع السياسي يقول إن كلا الحركتين هما جزء اساسي وعمود من اعمدة العمل السياسي الفلسطيني تختلف او تتفق هذه قضية ثانية ".

وحول الدور المصري في التهدئة الفلسطينية الإسرائيلية أكد السياسي الفلسطيني، على أن التحرك المصري الراهن هو إمتداد لحركة سابقة لم يلاحظها الكثير، مبينًا أنه عندما بدأت مصر تتحرك بتنسيق مع الأردن وبتشكيل الرباعية مع فرنسا وألمانيا، كإختلاف نسبي عن الرباعية الدولية المعروفة الولايات المتحدة "أميركا"، وروسيا، والاتحاد الاوروبي؛ نتيجة تخاذل بشكل أو بآخر.

وأكد عصفور، إن القاطرة التي انطلقت منها مصر بالدور الجديد انطلقت أقوى بكثير من المرات السابقة.

 وأشار إلى أن مصر تتحرك في كل الاتجاهات في القضية الفلسطينية وبتنسيق مرن جدًا مع الاردن، وتتحرك مع السلطة وإسرائيل وفصائل قطاع غزة وبالتحديد مع حركة حماس وتحالفها السياسي القائم هناك.

وبين عصفور بأن العالم أجمع خلال ال 11 يوم هزت العالم تجاه القضية الفلسطينية،

وأضاف عصفور: "إن الإنقسام كسر ظهر القضية الفلسطينية.. وتأكدوا بأن القضية الفلسطينية تعود بسهولة جدًا؛ لأنها متجذرة بالوجدان والعقل والعاطفة، فالشعب الفلسطيني ليس شعب يائس بطبيعته، فهو شعب مكافح منذ التاريخ".

كما وذكر، أن الـ11 يوم أجبر أمريكا بأن تعيد النظر والتفكير بالقضية الفلسطينية بشكل أكثر شمولي مما كان حتى ما قبل ترامب، وأن سابقًا كانت أمريكا قد اقترحت حل الدولتين من 2002 واغتالت ياسر عرفات ودرمت القضية الفلسطينية وعززت الانقسام.

وحول سؤاله عن إذا ما كانت مصر قادرة على قيادة الكل العربي، أجاب السياسي عصفور: "أنا أقول أن هناك إمكانية لمصر بأن تعيد الإعتبار للحل السياسي، لذلك هي تتحرك بالاتجاهين؛ لأنه بدون وحدة فلسطينية لا يوجد حل، وأنه يجب توحيد الاطار الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وأن تكون حماس جزء منه، وأنه لا يوجد حل على الإطلاق؛ لأنه من الصعب جدًا أن تفرض الحل على جزء دون الجزء الاخر".

وقال عصفور: "إن "حماس" فصيل لا يمكن لأبو مازن أو غيره التعامل معه على أنه ثانوي، ولا يمكن الحديث عن وحدة دون حماس سواء نختلف او نتفق معها."

وأضاف: " بأن حديث السنوار  قطع شوط كبير أمامها بأنها حركة  تتعامل مع الشرعية الدولية، وأبو مازن يدرك أن إعادة القضية الفلسطينية على الطاولة جاء نتيجة الحراك الذي حدث، وليس السكون  الذي كان، وأن هذا قوة دفع ايضا"، وأن هذا قوة دفع ايضا، واليوم الرئيس السيسي بوضوح شديد وجه دعوة علنية أعلنتها مصر وليست السلطة، ان السيسي بالتنسيق مع عباس وجه لقادة الفصائل والأمناء العامين ان يعودوا للقاهرة، وبالتأكيد العودة ليس للتوافق كما حدث في فبراير / مارس حول الانتخابات، وانما حول اعادة الوحدة السياسية الفلسطينية نحو خلق اطار موحد، مشيرًا أن الموضوع أسهل بكثير مما يعتقد البعض، خاصة أنه لدينا تجربة سايقة وهي 2011 كان هناك اطار فلسطيني شكل من اجل إدارة الموضوع، ولا يوجد أي عقبة الان على الاطلاق امام ذلك".

وأوضح: "كل جهود مصر تنتهي إلى الصفر اذا لم يكن هناك اطار فلسطيني موحد حتى الاعمار في قطاع غزة، لآنه من الواضح أن الرسالة التي تم الحديث عنها بوضوح ليست رسالة إعمارية، بل هي رسالة سياسية تقول "نريد حل من أجل عدم تكرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة."

وأشار أنه حتى الولايات المتحدة الأمريكية طالبت بذلك، وليس فقط الاتحاد الأوروبي، فأمريكا تريد حل سياسي للموضوع الفلسطيني، وأن الذي يحدث في أمريكا ومن يهود واعلام امريكا سابقة لم نعيشها منذ عام 1948.