لن تسكتوا صوت الأسرى
تاريخ النشر : 2021-05-15 20:52

شكلت إذاعة صوت الأسرى منذ تأسيسها حلقة وصل بين الأسرى وذويهم ،وحملت رسالة تحدٍ لإجراءات الاحتلال التعسفية لاسيما في منع زيارات الأهالى منذ فترة طويلة بحجج واهية ، ووثقت تجربة الحركة الوطنية الأسيرة عبر سلسلة من البرامج الإذاعية التي تناولتها مع عددٍ من الأسرى المحررين والمؤسسات التي تتابع انتهاكات السجانين الإسرائيليين. ، كما أن انطلاق هذه الإذاعة في إطار شبكة القدس للإنتاج الفني والإعلامي كان عملاً استثنائياً خدم قضية الأسرى ودفع باتجاه تعزيز معنوياتهم وإرادتهم .

وحملت الاذاعة رسالة وحدوية تحت شعار ( صوت القضية الفلسطينية صوت الوحدة الوطنية ) ،وتبنت محتوى بمضامين إنسانية ووطنية ومهنية، وبثت باقة من البرامج المنوعة على مدار ستة عشر ساعة رغم قلة الامكانيات في توفير الوقود بدورات برامجية منوعة " الصيف والشتاء ودورة تشرين ويوم الأسير ورمضان والأعياد " وعملت من خلالها إبراز معاناة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية وما يتعرضون له من تعذيب وانتهاكات متكررة ، واستقبال المحررين والمحررات وأهالى الأسرى والحديث عن حكايا وروايات الاعتقال والنضال والحرية ، وواجهت سياسة سلطات الاحتلال بتصوير الأسرى على أنهم مجرمين وإرهابيين وقتلة ومخربين، والتى حاولت من خلالها تضليل الرأي العام العالمي بهذه القولبة السلبية .

وغطى بث الاذاعة ما مساحته 70% من السجون الإسرائيلية، وغالبية مدن الضفة الغربية  ومناطق فلسطينية في الداخل ، وقدمت نموذجا مهنيا ووطنيا وشارك في اعداد البرامج وتقديمها مجموعة من الأسرى المحررين الذين أمضوا فترات طويلة متفاوتة في سجون الاحتلال، الأمر الذي كان له دور كبير في تعزيز قضية الأسرى من خلال معايشتهم لهذا الواقع داخل السجون الإسرائيلية، وشكلت خطوة فعلية مهمة على صعيد تكوين إعلام فلسطيني مقاوم .

وأعتقد أن استهداف وسائل الاعلام ومن ضمنها إذاعة صوت الأسرى خطوة يائسة على الصعيد الاستراتيجى ، واستهداف المواطنين والمؤسسات المدنية يعد جريمة حرب بحق الانسانية ،وسيبقى هذا الصوت هو صوت للاستقلال والحرية .