تنفيذية المنظمة..بيان الإساءة الوطنية وفرصة الرئيس الضائعة!
تاريخ النشر : 2021-05-13 09:34

كتب حسن عصفور/ عقدت تنفيذية منظمة التحرير لقاءا لها بعد "سبات ربعي"، منذ انطلاقة الحدث المقدسي وما أفرزه من حالة غضب طالت فلسطين التاريخية، خيمها صواريخ قطاع غزة، التي أضافت للمشهد السياسي بعدا أربك حسابات دولة الكيان، لتفتح مخزون فاشيتها وعنصريتها وإرهابها في كل مناطق الوطن التاريخي.

وكان الظن، أن غيابها ليس هروبا من مشاركة الضرورة الوطنية، بل بحثا عما يجب أن يكون بحكم مسؤوليتها التمثيلية للشعب الفلسطيني، الشرعي والوحيد، خاصة وأن المعركة لم تعد حصرا في زاوية من الوطن، بل باتت من رأس الناقورة شمالا حتى رفح جنوبا ومن البحر الى النهر، كل بطاقته وما يملك، لكن المشاركة لم تهرب.

وكان المتوقع، بعد أن فرض الحدث المقدسي والصاروخ الغزي معادلة سياسية – أمنية جديدة، ان تدرك تنفيذية المنظمة أنها أمام متغير مفصلي عليها أن تضع أسس انطلاقته القادمة، وعيا وقدرة ورؤية تمثل الجدار الواقي للقضية الوطنية الفلسطينية، خاصة وأن الحدث أجبر الإدارة الأمريكية أن تلهث وراء "الصاروخ الغزي" كي لا يبتعد كثيرا عن مساره ليربك حسابات لم تكن جزءا من "أوراق" رئيسها وأركانها.

ولكن، تنفيذية المنظمة رأت غير ما رأى عموم الشعب، بكل قواه بمن فيهم من تدعي تمثيلهم، فقررت تشكيل "لجنة لدراسة ما هي الخيارات وبحث عن استراتيجية موحدة"، مع إصرار على حركة الاستهبال السياسي بأنها تساند الأهل في قطاع غزة.

وبلا أي تردد، فما كان من "قرارات" تكشف أن هذه المؤسسة باتت "غريبة" كليا عن المشهد العام، وأكدت أنها غير ذي صلة بالكفاحية الوطنية الفلسطينية، وأصبحت عبئا وعقبة آن لها أن تذهب الى "أرشيف الزمن".

أي خيارات تلك التي ستدرسها، وكل طفل فلسطيني يحفظ عن ظهر قلب كل القرارات التي صدرت منذ 2015 وحتى تاريخه، لخصت أن فك الارتباط بدولة الكيان واحتلالها، هو الأول، وما يليه من تعليق الاعتراف المتبادل والبدء في إعلان دولة فلسطين، ووقف كل قرارات عززت الانقسامية السياسية.

كان الأصل أن تعلن تنفيذية المنظمة تنفيذا فوريا لما سبق لها أن قررتـ، وتعلن رسميا البدء بتشكيل "حكومة دولة فلسطين المؤقتة"، الى حين توافق التمثيل البرلماني، حكومة تعيد الاعتبار لربط بقايا الوطن بعد انفصال طال زمنه، وتعيد الاعتبار لقيمة التمثيل والدور والمكانة.

كان الأصل، اعتبار القدس رأس حربة مواجهة وطنية تتطلب مشاركة بكل سبل المواجهة، دعما وحضورا، وأن أراضي الضفة الغربية بكل بلداتها ومدنها أرض رباط كفاحي، تعيد رسم ملامح الخريطة النضالية، وأن العدوانية الإسرائيلية الجديدة لن تكسر القرار الاستقلالي.

كان لتنفيذية المنظمة أن تعتبر ما حدث "جرائم حرب" مركبة تستدعي نهضة شعبية عامة، وتعلن بلا تردد أن "قيادة المواجهة الميدانية" طور التشكيل بعد تواصل مع قوى الفعل المستحدث.

كان لتنفيذية المنظمة ان تعلن الإطار القيادي للتمثيل الوطني العام، ليصبح "قيادة الحدث السياسي"، وأن يكون فعله بين جناحي الوطن، ليكون عنوان المواجهة وقطع الطريق على كل من يفكر الذهاب بعيدا، إطار يكون درعا للتمثيل وليس سيفا على رقبة التمثيل.

ولكن، ما كان من تنفيذية المنظمة قرارات يمكن تسجيلها تحت باب "الإساءة للوطنية الفلسطينية"، ومقدمة نعي مرحلة على طريق بحث مرحلة...بيان ليس من صلب الشعب الفلسطيني، ولا روحه ولا يتوافق مع نبضه.

تنفيذية المنظمة كتبت بقرارتها العار، الجملة الأولى في نعي مكانتها التمثيلية لثورة رفعت القضية الفلسطينية من مكان الى مكان...ووضعت السيف على رقبتها التمثيلية.

هل حققت تنفيذية المنظمة سلوكا وموقفا حلم "بريجنسكي"يوم أن قال "م ت ف وداعا"!

هل لا زال هناك بابا لأن تكون غير ما كانت...ربما، ولكن ليس بذات الأدوات!

ملاحظة: سنفرح بعيدنا دون أن ننسى ما لنا حقا وطنيا وإنسانيا حتى نقهر الظلام...سلاما لروح من رحل دون أن يغادرنا ...سلاما لطائر الفينيق الخالد ياسر عرفات الذي يعود محلقا فوق أرض الوطن!

تنويه خاص: لروح أمي حصن العطاء الذي لم ينته رغم الرحيل سلاما!