هبّة رمضان 1442 وعدالة القدس.
تاريخ النشر : 2021-05-12 11:28

مخطط اقتحام المسجد الاقصى وأحياء القدس من خلال عصابات المستعمرين الارهابيين العنصريين المدعومين من اليمين الصهيوني الفاشي المهيمن خاصة في يوم ١٠/٥ المصادف ٢٨ رمضان، وما يدعونه يوم توحيد اورشليمهم أثمرت ان تنبّه الشعب الفلسطيني مجددًا لحجم قوته وأسس وحدته وكوامن عنفوانه والصاعق الدائم المفجر لهباته وانتفاضاته وثورته، متمثلا بالسواعد السمراء.

تُمارَس اقتحامات المسجد الاقصى منذ العام ٢٠١٥ بشكل مستمر، ودعت منظمات التطرف اليهودي الارهابية بالقدس منذ ٣/٤/٢٠٢١لحضور مؤتمر اقتحام الأقصى، وهو الاقتحام المقرر بما يماثل بالسنة العبرية هذا العام في ١٠/٥/٢٠٢١م، أو ٢٨ رمضان ١٤٤٢هجرية، وباعتبار ما يفعلونه حسب خرافاتهم "طريق عودة ]شعب إسرائيل[ الى جبل المعبد"!

تجهز الفلسطينيون بالقدس لمثل هذا المخطط الصهيوني التوراتي الخرافي الأصل من أيام طويلة قبله، فخاضوا المواجهات في رمضان المبارك وبالأقصى (الاقصى ١٤٤ألف متر مربع أي كل مادار حوله السور) ضد الخرافيين الفاشيين وشكّلوا حالة إلهام متكررة لكل أحرار العالم ولكل الثوار.

محاولات الحكومة الصهيونية الفاشية أن تزيح الأنظار عما تقوم به داخل الضفة من سرقة أرضنا "المتاحة للدولة القادمة" عبر عصابات المستعمرين (المستوطنين) وحاخاماتهم المتعصبين ضد غير اليهود، ظهرت كمحاولات فاشلة فلم تستطع بتكتيك تحويل الأنظار أو تزوير الوقائع أو بإلقاء تهم الارهاب أن تجلب شرعية لماتقوم به بتاتًا.

كما فشلت السياسة الصهيونية-الا مع أراذل العرب- في محاولة الايهام أن أورشليمهم الوهمية هي قدسنا، ولا أورشليم للمحتلين وهذه قُدسُنا، روايتان لن تلتقيا الا بتحرير القدس من المحتلين المزورين.

في ظل هبّة رمضان ٢٠٢١ أثبت الشعب العربي الفلسطيني قوته وجبروته وأثبت -مع أحرار الأمة بكل مكان-أنه حامي كرامة الأمة حينما تصدى ويتصدى في قرية حمصة وفي قرية بيتا وبيت لحم وكفرقدوم وعشرات المواقع...الخ، وكافة مواقع المستعمرات ضد سرقة أرضنا وضد المستعمرين الارهابيين الذين يكرهون العرب بذات حجم كراهيتهم لأشجار الزيتون التي يداومون على قطعها انتقامًا، ونداوم على زراعتها حبًا بأرضنا.

هبة رمضان أثبتت مجددًا صلابة الشعب الفلسطيني وتمسكه بفلسطين في شقي البرتقالة شرقًا وغربًا أي بمصطلحات التفتيت في الضفة الصامدة وغزة البطلة والقدس الأبية وفلسطين٤٨، حيث انتفض كل الشعب في كل هذه الأماكن ليرفض ما يحصل من طرد بشع في حي الشيخ جراح بالقدس، وما يحصل في المستعرات بالضفة، ويرفض حصار غزة الارهابي، ويرفض سرقة الارض في ال٤٨، ويرفض تهويد القدس وتدنيس الأقصى المتكرر.

لايتوه الفلسطيني بين القضايا الوطنية بتاتًا، ولن يستطيع الإسرائيلي تشتيت انتباهه على القضية المركزية وهي مقاومة الاحتلال، لذا فكل وسائل الفعل تتعاضد معًا لأي قضية وطنية أو قومية آنية، لتشكل انتصارًا تراكميًا في الطريق على درب الانتصار الكبير.

هبة رمضان ١٤٤٢هجرية ، وهي الهبّة العربية الفلسطينية أوضحت للمخرّصين أن اختلافات هذا الشعب ثانوية، وهي في إطار الخلاف الديمقراطي الذي عبّر عنه الخالد ياسر عرفات بمقولة ديمقراطية غابة البنادق، فكل القضايا التي تظهر اليوم ذات أولوية على جزئيتها هي طريقة للتوحيد حول مجمل القضايا المؤدية لانتصار القضية المركزية.

هبة رمضان أثبتت مجددًا أن شعب الجبارين لايموت.

وأن المرابطين سينتصرون.

فهم -أي نحن- "على الدين ظاهرين ولعدوهم قاهرين" كما قال ووعدنا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.

"لايضرهم من خالفهم" من أراذل الأمة وانعزالييها الذين أدمنوا الصِغار والذّلة والذيلية للأغراب.

هبّة رمضان أثبتت مجدّدًا أن الدم الفلسطيني واحد في كل فلسطين، في شقي البرتقالة.

وأن النفس العربي عامة، والعربي الفلسطيني لا يستنشق الا الطهارة.

وأثبتت أن الوحدة الميدانية ستكون الطريق نحو الوحدة الناجزة، والله ناصرنا والله أكبر.