غزة تدفع الفاتورة
تاريخ النشر : 2021-05-11 14:27

تمسكُ بملابسهم الجديدة التي اشترتها لهم بمناسبة التحضير لعيد الفطر اللاسعيد أبدا، تبكي، تصيح، تنهار...."والله ما لحقتوا تلبسوهم يا حبايبي، والله يما ما شفتهم عليكم لسة"

تبكي معها عماتهم وخالاتهم والجارات ونساء الحي وربما من شاهد خبر استشهادهم، تنتهي أيام العزاء الثلاثة، يمضي الكلُ إلى حيواتهم، تظلُ هي بحسرتها وقهرها عليهم، فبعد كل تلك السنوات بأيامها ولياليها من السهر والتعب والتربية والانتظار ....انتهى كل شيء....لن ترهم مجددا...لن يتشاجروا مجددا ولن تتدخل لتنهي ذلك....لن يطلبوا منها إعداد ما يحبون من طعام، لن تعج النداءات في رأسها ماما، يما، إمي ....كل هذا انتهى، فلم يعودوا موجودين

طيورٌ في الجنة....ما أسهلها على من يقولها...وما أصعبها على من يسمعها، فهي تريد أن تفرح بنموهم ومراقبتهم يكبرون ويعيشون الحياة لا أن يرفرفوا على العمر الذي توفوا به كما تعتقدون....

وبعد كل هذا!؟ ماذا جنينا!!! هدنة يتم الاتفاق عليها عبر الوساطة العربية كما جرت العادة، ومن لا شهداء لديهم يستقبلون العيد بالكعك والزيارات والعيديات ولا لوم عليهم لأنها الحياة، ومن قضى أبناءهم فقدوهم بلا عودة😔

وماذا عن الجانب الآخر المعتدي!!! ليسوا بخير لقد أزعجناهم بعض الشيء بتلك الصواريخ وأعلنوا حالة الطواريء، ثم ماذا؟؟؟ لقد فتحوا ملاجئهم ليكونوا آمنين فيها ، وماذا بعد ذلك!!! لقد انسعروا أكثر واستشرسوا أكثر والأهم ناموا في ملاجئهم دون أذى

س: هل الشهداء ممن أطلقوا الصواريخ!! أو حتى من المقاومين!!!

ج: إنهم من المدنيين والأطفال والمارة وممن يقطنون المواقع التي تنطلق بجوارها الصواريخ

س: وهل هذا يرضي أهاليهم!!!

ج: أمام الكاميرات والإعلام "نحتسبهم عند الله شهداء، وكلنا وأبناءنا فداءً للقدس وفلسطين"

ج: على طبيعتهم "حسبي الله ونعم الوكيل، لماذا أولادنا نحن؟؟؟ لماذا أطفالنا!! لعنة الله على من لا يراعون أنهم يطلقون الصواريخ على مقربة من بيوتنا رغم مناشدتنا لهم مرارا وتكرارا"

طبعا تتسارع الفصائل لتتبنى الشهداء وتنسبهم إليها رغم براءتهم منها، وماذا أيضا!! عندما ينتهي كل هذا يقبضون بعض الأثمان الباهضة الرخيصة، من هم!! من اعتادوا التجارة بدم الشهداء والارتزاق من مصيبتهم

وماذا عن الموقف الرسمي؟ إنه الشجب والاستنكار، أهذا فقط؟؟؟ لا ....هذه المرة أوقفنا احتفالات العيد التي لا نعرف ما هي!! يا ترى هل المقصود وقف صلاة العيد مثلا!! أو إغلاق المحال التجارية ومنع شراء أي بضاعة ترتبط بالعيد!!!!

وماذا عن الشعب؟؟ غاضب ساخط ثائر في مواقع التواصل الاجتماعي، مرابط في القدس ومتصدٍ بجسده، يجول الشوارع في المنارة يتبضع، يعج ويكتظ في أماكن السهر والبحر، والبعضُ متدين يعتكف ويقرأ القرآن ويدعو للأقصى، والآخر يتفرج ويشاهد، وهناك آخر لا يعرف، وأنا!!! أنا فقط أحزن وأكتب وأمارس بقية يومي كما كان......