تواصل ردود الأفعال الفلسطينية المنددة حول أحداث القدس وحي الشيخ جراح
تاريخ النشر : 2021-05-09 23:30

محافظات: تتواصل ردود الأفعال الفلسطينية، المنددة بالأحداث الجارية في المسجد الأقصى، واعتداء قوات الاحتلال على المصلين واقتحام باحاته، وما يتعرض له أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة من محاولات التهجير القسري ومصادرة منازلهم.

أدانت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، عن بالغ للانتهاكات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي لحرمة المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف، فإنها تشجب هذه التصرفات التي لا تفضي إلا لمزيد من العنف وسفك دماء الأبرياء.

وحملت سلطات الاحتلال كاملَ المسؤولية إزاء ما يتعرض له العزل من المدنيين، ظلمًا واعتداء.

ولفتت الإيسيسكو انتباه كل محبي السلام ودعاة حقوق الإنسان إلى هذه المأساة الإنسانية المفجعة، داعية إلى موقف حازم يضمن الحقوق ويحمي المقدسات، مذكرة بأن مدينة القدس ظلت عبر الحقب والأزمان رمزا للمحبة والسلام، انطلاقا من كونها المدينة التي شهدت التقاء الديانات السماوية جميعا على أرضها، بما يقتضي من الإنسانية قاطبة مناصرة لحقوق أهلها في العيش باطمئنان على أديمها الشريف.

وأكدت على موقفها الثابت في دعمها ووقوفها إلى جانب الضحايا وأسرهم، وتدعو المجتمع الدولي أن يتحمل كامل مسؤولياته لإيقاف هذا الظلم الشنيع، الذي يؤجج الكراهية، ويهدد السلم الدولي، ويسمم العلاقات الدولية.

وذكر جميل عاشور، عضو اللجنة المركزية للجبهة العربية الفلسطينية، أمين سر ساحة غزة، إلى أن ما يجري في القدس من اعتداء أثيم على المقدسيين، وحي الشيخ جراح في العاصمة الأبدية لدولة فلسطين من تهجير قسري، و هدم منازل من قبل الاحتلال الإسرائيلي يأتي في إطار تهويد المدينة المقدسة، موضحًا أن حكومة الاحتلال المتطرفة تسابق الزمن.

واعتبر عاشور، أن الأهالي في القدس المحتلة سيطؤون بأقدامهم على مخططات الاحتلال، مشددًا على أن أي مؤامرات تهويدية ستبوء بفشل ذريع.

وعدّ أن معركة القدس بأنها معركة دينية وسيادة و هوية ، مبينا : " الفلسطينيون يدافعون عن هويتهم المتجذرة منذ القدم، و السيادة الفلسطينية على القدس و المقدسات الإسلامية و المسيحية"، مضيفًا أن الفلسطينيين في عاصمة دولة فلسطين يحققون انتصارات على أعتى قوة عسكرية بصدورهم العارية، مؤكدا أن ذلك أرعب الاحتلال، وقيادته، مما دفعه إلى مواصلة اعتداءاته على شعب أعزل يطمح بالعيش بسلام وأمان في دولة فلسطينية كاملة السيادة، و عاصمتها القدس المحتلة.

ونوه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى بكل قوته إلى تزوير تاريخ القدس، مضيفا:" و إلغاء الحق العربي الفلسطيني فيها"، موضحًا أن " شعبنا الفلسطيني يدافع عن مسرى رسوله الأكرم-صلوات الله و سلامه عليه، و عاصمة دولته الأبدية"، مستهجنا الصمت والتخاذل العربي والإسلامي.

 ولفت إلى أن المقدسيين يدافعون عن كرامة الأمتين العربية و الإسلامية، داعيا إلى فتح تحقيق دولي عاجل في جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين في القدس، وحي الشيخ جراح، واعتداءاته على المقدسات الإسلامية والمسيحية، مطالبا منظمة اليونسكو الدولية بتحرك عاجل للحفاظ على معالم مدينة القدس المحتلة، والمسجد الأقصى، أولى القبلتين، و ثالث الحرمين.

بدورها، أكدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، أنه على مدار اليومين الماضيين، تصاعدت حدة وطبيعة الاعتداءات التي ينفذها قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي بحق المصلين في المسجد الأقصى، والتي اسفرت لغاية اللحظة عن تسجيل قرابة 450 إصابة، وذلك إلى جانب مواصلة سلسلة اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال تجاه سكان الحي، والمتضامنين معهم للأسبوع الثاني على التوالي، والتهديد والتخطيط لتنظيم يوم غدا الاثنين الموافق 10 مايو 2021 مسيرة كبيرة للمستوطنين في منطقة باب العامود نحو اقتحام المسجد الأقصى، وهذه المسيرة منظمة بدعوة من "منظمات المعبد" في ذكرى احتلال القدس عام 1967، وفق التقويم العبري، بتصاعد خطير للأحداث يمكن أن يمتد لكل الأرض الفلسطينية المحتلة.

جاء ذلك خلال النداء العاجل الذي وجهته الهيئة الدولية (حشد) في ظل مؤشرات تدلل على الذهاب نحو التصعيد العسكري الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

وشددت على أن ما ترتكبه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما هو إلا اعتداء غاشم على الشعب الفلسطيني كله، وذلك لتحقيق هدف سياسي من خلال قلب المعادلة الديمغرافية لصالح اليهود في مدينة القدس المحتلة لتثبيتها عاصمة موحدة للدولة اليهودية، موضحةً أن كل الإجراءات الإسرائيلية غير قانونية و تندرج ضمن سياسة أصيلة تنتهجها سلطات الاحتلال بحق مدينة القدس المحتلة ومؤسساتها منذ احتلالها في حزيران 1967، لتغيير معالمها لصالح المزيد من الاستيطان، وإضفاء الطابع اليهودي عليها لفرض حقائق على الأرض تلغي الحق الفلسطيني فيها.

وقالت الهيئة، إنها تنظر بخطورة شديدة من إمكانية تنفيذ اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين يوم غدا الاثنين، الأمر الذي يرقى لمستوى جريمة حرب، وسوف يساهم في تصعيد خطير للأحداث التي قد تمتد لكل الأرض الفلسطينية المحتلة، محذرةً من مغبة استمرار مؤامرة الصمت الدولية على الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق المتظاهرين في مدينة القدس والمسجد الأقصى.

ورأت أن هذا الصمت بمثابة ضوء أخضر لقوات الاحتلال لاستمرار استباحت دماء المتظاهرين العزل، مطالبة المجتمع الدولي (دول – منظمات) لضرورة ممارسة الضغوط السياسية والدبلوماسية الكافية على دولة الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف ارتكاب أي جريمة أو انتهاك أو مخالفة دولية تجاه المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وثمنت من ممثلين المنظمات الدولية غير الحكومية، وأبناء شعبنا في الشتات وكل الأحرار حول العالم، ونشطاء حركة حقوق الإنسان، والمدافعين والمتضامنين الدوليين بضرورة التحرك في الميادين بكافة العواصم الغربية والعربية وذلك للتعبير عن دعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك الضغط على حكوماتهم لتبني مواقف علنية تنتصر للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع الاقتحام المخطط له من قبل المستوطنين الإسرائيليين للقدس والمسجد الأقصى.

كما دعت إلى ضرورة الضغط على المجتمع الدولي وحكومات الدول لعدم الاعتراف بأي إجراءات إسرائيلية تتم في المدنية المقدسة، والتأكيد على أن القدس مدينة محتلة، ولا تغير كافة الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال في أعقاب احتلال المدينة في عام 1967 من وضعها القانوني كمنطقة محتلة.

وختمت نداءها بالتأكيد على ضرورة  تبني هذا النداء، والقيام بكافة الإجراءات لضمان الاستجابة لمطالب وحقوق المواطنين الفلسطينيين، ووقف جرائم الاحتلال والمستوطنين في مدينة القدس المحتلة.