والقدس.. هل تدعو للتأجيل ؟!
تاريخ النشر : 2021-04-22 07:47

مما لا شك أن أهمية القدس لا يختلف عليها أحد، وأن أهالي المدينة المقدسة يتمتعون بالحقوق المدنية والسياسية أُسْوة بمواطنين يحملون الجنسية الفلسطينية، ونحن مقبلين على انتخابات فلسطينية لابد من تمتع حامل الجنسية الفلسطينية ومقيم على الأراضي الفلسطينية بكامل حقوقه السياسية ومشاركته في صناع القرار من خلال كافة اشكال المشاركة السياسية.

تصاعدت في تلك الآونة أصوات تنادي بضرورة تطبيق الانتخابات في القدس حاملين شعار "لا انتخابات بدون القدس" وبالفعل فأن ذلك الموقف يعبر عن التمسك بالعاصمة الأبدية واستحضار أهميتها ويأتي ذلك في حين أن هناك تخوفات من قيام الاحتلال الإسرائيلي بمنع المقدسيين من المشاركة في الانتخابات ولكن القول بأنه لا انتخابات بدون القدس أمر ينطوي في فحواه رغبة الاحتلال بمعني أنهم يحاولون بشتى الطرق منع إقامة الانتخابات وبذلك تكون الفرصة أمام الإسرائيليين أيسر بمنع إقامة الانتخابات الفلسطينية في كافة الأراضي الفلسطينية.

إننا لا ننكر أهمية مشاركة القدس في الانتخابات لأن ذلك يعبر أولا عن السيادة الفلسطينية بالإضافة لأهمية العاصمة التي يحاول الاحتلال وحلفاءه تهويدها ولن يحدث، ولكن في ذات الوقت ندرك جيداً بأن تأجيل الانتخابات لا يصُب في المصلحة العامة وأيضا حجم خطورة ذلك على باقي محافظات الوطن وبالتحديد قطاع غزة الذي يعاني الويلات من غياب الانتخابات من 15 عاماً.

وقد يخفى على بعض منا أنه وقف إتفاقية أوسلو حصر مشاركة ناخبين القدس في ستة مكاتب بريد إسرائيلية والبالغ عددهم 6300 شخص فقط من هم بحاجة لموافقة إسرائيل وهناك ما يقارب 150,000 يصوتون في ضواحي القدس موزعين في 11 مركز انتخابي بمعني أنهم ليسوا بحاجة إلى موافقة الاحتلال، وفي ذلك يكون النسبة الأكبر ليسوا بحاجة لموافقة الإحتلال.

يجب أن نحمل شعار "سنجري الانتخابات في كامل الأراضي الفلسطينية سواء وافقت الاحتلال أو رفضت" وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة والعلاقات الدولية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي بإجراء الانتخابات في كامل الأراضي الفلسطينية لأن ذلك حق مشروع ولا يجوز لإسرائيل منع أحد من المشاركة في الانتخابات وفق القوانيين والاتفاقيات.

وفي حال فشل الجهود الدولية لضغط على الاحتلال الإسرائيلي بالموافقة على إجراء الانتخابات في القدس نكون أمام خيارين أما تأجيل الانتخابات وهذا ما لا نرغب، أو القيام بإجراء الانتخابات في ضواحي ومساجد وكنائس القدس والاشتباك المباشر مع المحتل.