فلسطين تنتصر على حرب نهاية التاريخ الترامبي
تاريخ النشر : 2021-04-15 23:36

من فاكهة التاريخ استحضار مذاق فوكو ياما وكارل ماركس وهيغل وماكس فايبر ، فكلهم تحدثوا عن دورات التاريخ الحضارية الغربية ، خاصة فوكو ياما ، بعد تفكك وانعدام الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفياتي ، علما أن فكرة نهاية التاريخ لم تكن وليدة العقل الفوكويامي بل كانت وليدة العقل الهيغلي الذي أعلن أن التاريخ انتهى عام ١٨٠٦ بعد انتصار نابليون على المملكة البروسية في معركة يينا ،

كذلك كان كارل ماركس من مشاهير فكرة نهاية التاريخ عندما أعلن أنها تتحقق وتتمظهر عند ظهور اليوتيوبيا الشيوعية والتي بموجبها سيتم القضاء على كل التناقضات المجتمعية ليتحول إلى مجتمع عادل ومنصف للإنسان ، وهذا ما نجده أيضا عند ماكس فايبر ، الذي اعتبر أن الأخلاق البروتستانتية هي روح الرأسمالية التي تحل فيها نهاية التاريخ ،

علما أن التاريخ نفسه أسقط مادية كارل ماركس حيث بدأ فوكو ياما من حيث انتهى إليه وقبله هيغل ، بإعلان انتصار الغرب الرأسمالي للوصول إلى نهاية التاريخ ، وبدراسة متأنية لواقع الحال الذي نعيشه سنجد أن هناك قوى جديدة اصطفت لصالح مشروع الحضارة الغربية وهي بعض القوى الإسلامية المغتربة لكي تشترك في مواجهة الحضارة الآسيوية الناشئة ( حضارة الصين الصاعدة ) وهنا لابد لي كباحث في الشأن الفلسفي أن أؤكد مقاله برنارد لويس صراع الغرب والشرق ، الغرب المسيحي والشرق الكونفوشوسي ،

علما أنه كما ذكرت ٱنفا أن البعض من الشرق الإسلامي يصطف مع الغرب المسيحي ضد الشرق القادم من الصين ، وهذا ما يؤكد أن الصراع لايؤخذ طابعا دينيا ، فلو كان ذلك منطقيا كيف يسمح الشرق الإسلامي لإسرائيل باستهداف أولى قبلتيه وثالث حرميه من قبل إسرائيل اليهودية العبرانية الإسرائيلية ، فالمعطيات السياسية والاقتصادية والدينية تؤكد أن البعض من دول الشرق الإسلامي خاصة الأسيوية منه تصطف مع إسرائيل لتساعدها في إتمام خطة الرب لنهاية التاريخ قبل مجيئ المسيح وتشارك اليهود في بعثهم وعودتهم إلى فلسطين .