نيسان مر من هنا
تاريخ النشر : 2021-04-15 13:43

فجعنا بوفاة العلامة السيد محمد حسن الامين وفقدناه منذ يومين رحمه الله اي في العاشر من نيسان الجاري...وعزاؤنا انه سيد شهداء فلسطين والثورة الفلسطينية رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته مع الانبياء والشهداء والصديقين والصالحين وحسن اولئك رفيقا
-----------------------------
لا يخلو شهر من اشهر السنة الا ويكون لنا فيه ذكرى اليمة ، وابرزها طبعا ذكريات تتعلق بالمجازر والاغتيالات وعمليات التطهير العرقي فرديا وجماعيا والتي ما فتأت العصابات الصهيونية ترتكبها الى اليوم ، حيث يكون الموت مفتعلا من قبل العصابات الصهيونية المجرمة والمحتلة لأراضينا الفلسطينية والعربية عموما ومنذ ما يربو عن الاثنين وسبعين عاما.

بدءا من مجزرة دير ياسين في التاسع من نيسان من العام 1948 والتي قضى فيها نحبهم اكثر من مثتين وخمسين فلسطينيا ما بين رجل وامرأة وطفلا وشيخا، و وازاها في الثامن منه استشهاد القائد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل من العام نفسه، مرورا بمجزرة مدرسة بحر البقر في مثل اليوم من العام 1970 التي استشهد فيها ما يزيد عن خمسين تلميذا مصريا عدا عن عشرات الجرحى وتدمير المدرسة بالكامل ، و ايضا اغتيال الشهداء القادة الفلسطينيين الثلاثة كمال ناصر وكمال عدوان وابو يوسف النجار في بيروت في التاسع منه ايضا من العام 1973 على ايدي المجرمين الصهاينة ، وصولا الى مجزرة قانا في السابع عشر من العام 1996، والتي ناهز عدد شهداء الغارة الجوية الصهيونية عن المئة ما بين طفل وامرأة ورجل كبير ، ولن ننسى اغتيال القائد والمفكر الشهيد عصام السرطاوي برصاصات الغدر والخيانة في العاشر من نيسان من العام 1983، وإغتيال أمير شهداء الثورة الفلسطينية خليل الوزير في السادس عشر من هذا الشهر من العام 1988 في عملية صهيونية كبيرة ومعقدة .

هذا الكم من الشهداء ،قادة ومناضلين ومدنيين ، ان دل على شيء فانه يدل على وحدة الدم والمصير العربي والذي يختلط بتراب فلسطين ومصر ولبنان لينير درب المناضلين،الفدائيين العرب ومن كل الاقطار ، اولئك المقاتلين المناهضين لغطرسة العدوان ولإجرام قادته العنصريين الحاقدين الذين سوف لن يفلتوا من العقاب ولا من عدالة الاله الواحد الجبار، ويدل بالوقت ذاته على ان عصابات الهاغانا والارغون وشتيرن وغيرها لن تكون دولة ولو كانت،بل لن يكونوا الا مطالبين لعدالة الارض والسماء.

ولا نستطيع ان نذكر نيسان الا ويجب علينا ان نتذكر الفدائية البطلة الشهيدة سناء محيدلي ، ابنة السبعة عشر ربيعا ، التي روت بدمائها الطاهرة تراب الجنوب اللبناني في مثل هذا اليوم من العام 1985 بعد ان فجرت جسدها الطاهر بقوات العدو المحتل في جنوب لبنان، لتعلمه درسا لم ولن ينساه بالبطولة والفداء ،وبأن الرد على الاحتلال سيبقى كما بدأ ، منذ احتلال فلسطين، بمقاومته ورفضه والتصدي له بالغالي والنفيس،وهل هنالك اغلى من الارواح؟؟!!!
  نيسان يمر في كل عام كبقية شهور السنين ، لكنه مليء اكثر من اي شهر بالآلام التي تعرض لها المسيح عليه السلام،تلك درب الجلجلة المستمرة منذ ولادته والتي ورثها اهل بيت المقدس واكناف ببت المقدس ، من مناضلي وشهداء ومفكرين عظام قضوا على طريق الحرية والعدل والحق والسلام، ولا زال عشرات الالاف يسيرون على الدرب فمنهم من يمتشقون بنادقهم واخرون يحملون اقلامهم وقرطاسيهم ، ومنهم الاخرون الذين يبلسمون الجراح بمباضعهم وصدق انتمائهم للإنسانية.

 حيث الشهداء منهم كثيرون وليس اخرهم اولئك الذين قضوا في بلاد الاغتراب بفيروس عدو مصطنع، واستشهدوا دفاعا عن الانسانية جمعاء في بلاد الغربة من ايطاليا واسبانيا ونيوجيرسي وغيرها ، اضافة الى اولئك الذين يرسمون ايقونات العز والفخار ، وغيرهم من حاملي المعاول والمناجل والمجارف ليزرعوا النبتة الجديدة والزهرة الحديثة التي شق لها ثلم الحياة كل مفكر ومبدع وصاحب عمل متميز، ليثبت القول بالفعل والرأي بالعمل الذي اكده اباؤنا واجدادنا وحثونا عليه : زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون.

وللتاسع من نيسان من العام 2003 حكاية اخرى نرويها كل حين وكل وقت نتذكر فيه سقوط بغداد،العاصمة العربية الثالثة التي تم احتلالها بعد القدس وبيروت.....والاحتلال هو احتلال...يا عار الانظمة العربية ماذا ينتظرون.....؟؟!!