الانتخابات وخيار التأجيل من بعض الأصوات !
تاريخ النشر : 2021-04-11 14:08

الانتخابات بكافة مكوناتها التشريعية والرئاسية عنوان لتجديد الواقع السياسي الفلسطيني نحو فتح افاق متعددة للديمقراطية التي شعبنا بحاجة ملحة لها بسبب ظروف الانقسام والتغيرات الاقليمية والعالمية ، التي ليس نحن في معزل عنها ، بل نحن ندور في فلكها شئنا أم أبينا ، نظرا لمعطيات كثيرة من أهمها أننا كفلسطينين جميعا بحاجة الى رؤية جديدة قادرة على فتح افاق متعددة وعديدة ، تجعلنا قادرين على تخطى الحواجز والمعيقات وصولا للانتخابات من اجل التأسيس لبناء نظام سياسي جديد قادر على العطاء والاستنهاض.

لأن شعبنا قد تعب كثيرا من طول ايام الانقسام ، وليل ظلم الاحتلال ، وقد حان الوقت الوطني لعودة الالتئام ولم الشمل عبر الانتخابات لاستحداث الديمقراطيات ، التي من الممكن ان تأخذنا جميعا إلى شمولية الحريات من الأزمات والنكبات والانقسام و الاحتلال.

مشروع الانتخابات انطلق ورغم سيل التحفظات والتضاربات الصادرة من صانع القرارات ، وبموافقة الكل الفلسطيني من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، على طريق استكمال المشوار للوصول إلى نقطة إلتقاء وطنية قادرة على بناء او حتى ترميم الحالة السياسية ، التي تعتبر العنوان الرئيسي للانفكاك والانعتاق من كل المحيط وما يحيط رويدا رويدا من آثار سلبية تركتها معالم الانقسام والاحتلال والانعزال الطوعي عن العالم الخارجي والتغريد خارج السرب في كثير من المواقف والمحطات والتجاهل المتعمد من صانع القرار والساسة لكافة الأزمات والنكبات.

تأجيل الانتخابات ووفق التصريحات المتداولة من بعض الأصوات السياسية، التي بدات تظهر على السطح بعد قطع شوط من الترتيبات لخوض سباق المعركة الانتخابية لا يعبر عن الارادة النفسية و السياسية لكافة جموع ابناء شعبنا قاطبة من الناخبين ، رغم ان اسباب تأجيل الانتخابات المطروحة بعد انطلاق سباق الانتخابات ما هي الا تبريرات وحجج لا تقوم في ركائزها على المنطقية والايجابية ، وذلك بسبب تأهيل شعبنا نفسيا الى التقدم بخطى واثقة نحو طريق الانتخابات ، وفي ليلة وضحاها ليس من المعقول ان يقال له لابد من تأجيل الانتخابات لوجود العديد من المعيقات والعقبات، مثل عدم انجاز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام ، وضرورة ان تكون القدس المحتلة حاضرة وطنيا في الانتخابات، وهذا منطقي.

 ولكن المنطقية الاكثر حكمة ورؤية أين كانت تلك الاصوات التي تنادي اليوم في ضرورة تاجيل كافة اللقاءات والاجتماعات الداعمة لإجراء الانتخابات وتجديد الشرعيات ، ولماذا لم تطرح فكرتها ورؤيتها سابقا وليس لاحقا ...!؟

من منطلق الفهم الوطني الموضوعي لأبجديات واقع حال السياسة الفلسطينية وانعدام كافة الأفق على كل المستويات والصعد ، وعدم وجود بديل أو دليل يقود شعبنا إلى تغيير الواقع وتحديد المصير ، لا بد من اكمال مشوار التأثير والتغيير مهما كان ...، والذي عنوانه الانتخابات وصندوق الاقتراع ، ليتم بعده الاستماع بكل طواعية وانصياع لصوت جمهور الناخبين ، الذي سوف يعطي الفرصة الأخيرة للفصائل والاحزاب والساسة وكافة القوائم الانتخابية والشخصيات، بأن يكونوا ولو لمرة واحدة على قدر من المسؤولية الوطنية ضمن نية صادقة وخالصة للإلتفات لواقع شعبنا والعمل على حل أزماته ونكباته المتشابكة والمترامية الأطراف.

 لأن فعلا شعبنا لم يعد بمقدوره واستطاعته الاستمرار بواقع عنوانه الانقسام وتحجيم الحريات وقمع الديمقراطيات عبر سياسة والاستقواء والاحتواء ، التي اصبحت صاحبة المكان والحضور منذ زمن ، مع أصدق أمنياتنا أن تنجلي في المستقبل وأن لا تكون حاضرة غدا.