وشهد شاهدٌ ...
تاريخ النشر : 2013-11-06 23:17

 

 (فهمي هويدي) الكاتب العربي المسلم المصري الجنسية، والمحلل السياسي الفذ الحريص على مصلحة الأمة والوطن، كتب في مقال نشر بصحيفة الاستقلال الخميس 24 أكتوبر ـ 19 ذو الحجة يقول:" حين يستمر تمدد المؤسسة العسكرية في الفراغ السياسي الراهن ويتصاعد دورها على نحو لم تعد تخطئه عين، فذلك يعني أنّ مصر صارت تتحرك خارج مجرى التاريخ. عند الحد الأدنى فهو يعني أنّ حلم الدولة المدنية الديمقراطية الذي تطلعت إليه ثورة 25 يناير في حالة تراجع وانحسار بحيث لا تكاد توحي المقدمات الملموسة بإمكانية تحقيق شيءٍ منه في الأجل المنظور! إنّ البناء الذي تجري إقامته الآن في مصر يعاني من خلل فادح ...ذلك أنه يتم في ظل قوة وهيمنة المؤسسة العسكرية، وفي ظل مؤسسات مختارة من فئات لا يجمع بينها سوى رفض الإخوان ومخاصمتهم، وهؤلاء ـ أي المؤسسات المذكورة ـ يمثلون جماعات سياسية هشة لا جمهور لها، حتى باتت تستمد شرعيتها من الاستناد إلى قوة المؤسسة العسكرية والتعلق بأهدابها؛ وذلك يمثّل جوهر الأزمة السياسية في مصر الراهنة؛ ذلك أنّ هذا البلد الكبير لا يستطيع أن يقيم بناءه على أساس من تحالف الليبراليين مع العسكر، ولا يقيم مشروعه على مجرد فكرة إقصاء الإخوان ومواصلة الحرب ضد الإرهاب! "(أ.ه) أقول: نعم، لا يستطيع.. لماذا؟ أولاً: لأنّ الإخوان نعرفهم جماعةً وحركةً ضاربة الجران في التاريخ العربي والإسلامي الحديث، وإن لم تستطع حتى اليوم، وبرغم ما كان من ثورة (ربيعية) أدت إلى إمساكها بزمام الحكم والقيادة، أن تثبت كيانها السياسي وترفع لواء حكمها الإسلامي إلى العنان؛ لسبب أو آخر.. فإنّ أحداً لا يمكن أن يتجاهل استمرارية وجودها وفعاليتها الدعوية التغييرية، سواءً داخل مصر أو خارجها؛ برغم كل قوى العسكر والشرطة التي استطاعت الهيمنة على دفة الحكم، وإن لم تستطع الهيمنة على الشارع والأوضاع؛ فالسجون ممتلئة إلى حدّ الانفجار، والشوارع ما تزال تجوبها المظاهرات المطالبة بعودة الشرعية، الرافضة لحكم العسكر.. والاقتصاد مهدد بالانهيار، إلا إذا زاد ارتباط النظام الجديد بالعجلة الأمريكية وتوثيق العلاقات معها، ولن يكون ذلك إلا على حساب القضية الفلسطينية والمصلحة العربية.. وتكريساً للتطبيع مع العدو والاعتراف بكيانه المزعوم وما اغتصب من الأرض!

ثانياً: إنّ مصطلح "محاربة الإرهاب" ما هو إلا نغمة أمريكية تدغدغ بها عواطف الراغبين في غير الحكم الإسلامي، وتشتري بها نفوسهم بالتأييد والمساندة المادية والمعنوية، ليتسنموا الحكم موالين لها خاضعين لمشيئتها.. وهذه النغمة لن تنطلي طويلاً على الواعين من أبناء الأمة الذين لم يروا من الإخوان وجهاً إرهابياً قد انتزع السلطة أو يقصد لانتزاعها بقوة السلاح والاغتيال!

ويتابع الكاتب قائلاً:" ليس ذلك فحسب، ولكن مصر في ضعفها تجد نفسها مستسلمة لمخططات التعاون الأمني وغير الأمني مع إسرائيل، خصوصاً أنّ المؤسسة العسكرية تُعدّ أبرز أركان اتفاقية كامب ديفد. وربما دفعها المأزق الدولي الذي تواجهه إلى مزيد من التقارب والتفاعل مع إسرائيل التي يعد النظام الحالي طرفاً مريحاً ومطمئناً لها، بعكس نظام الرئيس مرسي الذي كانت تتوجس منه ولا تطمئنّ إليه."(إ.ه) وأقول: هل من خطر على الشعب الفلسطيني ومصيبة باتت أفدح عليه من هذا؟ وإذ يحاصر الآن في قطاعنا ويحرم من أبسط حقوقه: الغذاء والدواء؛ بدعوى محاربة الإرهاب.. النغمة الأمريكية الإسرائيلية التي راح النظام الحالي يشد أوتاره عليها متناغماً مع المشروع الكامب ديفيدي الأوسلوي والتقسيمي العربي الشرق أوسطي الجديد!