ندوة القدس في جمعية إنعاش الأسرة في البيرة/ رام الله
تاريخ النشر : 2013-11-06 23:06

أمد/ البيرة: إستضافت يوم أمس الأربعاء جمعية إنعاش الأسرة في البيرة  كل من المطران عطالله حنا والكاتب الصحفي راسم عبيدات في ندوة عن المخاطر التي تهدد مدينة القدس وأهلها،وقد إفتتحت الندوة  التي حضرها اكثر من(150)  من عضوات الجمعية وطالباتها ،والأستاذ  محمد المسروجي مدير عام شركة القدس للأدوية السيدة فريدة العمد المديرة العامة للجمعية في كلمة قالت فيها"الكل يعلم أنه في هذه الأيام تشتد الهجمة الإسرائيلية المسعورة على القدس...فمن اقتحامات يومية لباحات المسجد القصى وجهود مستميتة لأجل تقسيم الأقصى بين المصلين المسلمين والمستوطنين...واوامر هدم يومية للمقدسيين في مناطق مختلفة من محيطها. وأمس أصدرت اسرائيل اوامر هدم ل(70 ) مبنى بحجة البناء بدون ترخيص...في محيط منطقة شعفاط واعتقالات يومية تطال الأحداث في القدس إضافة الى سحب الهويات وغيرها من الممارسات التعسفية لإنهاء الوجود العربي في القدس".

أما المطران عطالله حنا فقد قال في مداخلته بأن  ما يسود في القدس ليس تسامحاً اسلاميا - مسيحياً،بل وحدة وطنية اسلامية – مسيحية،وشدد المطران عطالله حنا على ان الدفاع عن الأقصى يجب ان لا تكون مسؤولية اسلامية او دينية فقط،بل هي مسؤولية الجميع قوى وطنية ومؤسسات ورجال دين وعرب ومسلمين،وقال بأن  من يتحمل مسؤولية تحرير القدس هم أهلها وشعبنا الفلسطيني بالأساس ،ونبه سيادته الى ما يرتكب من مجازر بحق البشر والحجر والشجر في مدينة القدس،وقال انه لا فائدة من تعمير المساجد والكنائس في القدس دون حماية الوجود العربي فيها،وطالب بأن تكون هناك مواقف عملية من قبل العرب والمسلمين تجاه القدس وما يقوم به الإحتلال من إجراءات وممارسات قمعية بحقها،ودعا الى دعم جدي وحقيقي لمشاريع الإسكان في المدينة،والتي هي أساس الصمود والثبات في هذه المدينة،وختم المطران بالقول بأن الجهاد يجب ان يكون في القدس وليس في الشام او غيرها من البلدان العربية،فهي اولى واحق بالجهاد لمن يريد الجهاد الحق.

أما الكاتب الصحفي والمحلل السياسي وعضو هيئة العمل الوطني والأهلي في مدينة القدس  راسم عبيدات،فقد قال بأن المشروع الصهيوني قدم لفلسطين منذ الغزوة الصهيونية الأولى  عام 1982 تحت شعار كاذب مخادع ومضلل "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض"،وهذا المشروع يقوم على مرتكزين اساسيين تهويد الأرض والتي هي جوهر الصراع واحتلال الوعي،وما يجري في القدس هو تنفيذ لهذين الشعارين،حيث نشهد بأن هناك حرب شاملة تشن على القدس والمقدسيين تطالهم في كل مناحي وشؤون حياتهم اليومية،وشدد عبيدات على ان هناك اكثر من 2000 منزل مقدسي قد جرها هدمها منذ بداية الإحتلال،وهناك عشرات البيوت المقدسية قد هدمت مؤخراً وهناك  أيضاً مئات الاخطارات قد وزعت لهدم المزيد من البيوت العربية،وأضاف عبيدات بأنه  جرى سحب اكثر من (14000 ) هوية مقدسية منذ بداية الاحتلال وحتى الان،وان هناك 32 % من بيوت المقدسيين قائمة بدون ترخيص،بسبب اجراءات الاحتلال البيروقراطية وما يضعه على وما يفرضه من شروط تعجيزية على اصدار رخص البناء وارتفاع تكاليف الترخيص والتي تصل الى 40 ألف دولار للشقة الواحدة،وهذا يعني بأن اكثر من 20000 منزل مهددة بالهدم،وتشريد وطرد اكثر من (87000 ) فلسطيني مقدسي،وأكد عبيدات بأن عمليات هدم المنازل قد انتقلت من الاطار الفردي الى الجماعي كما هو الحال في حي البستان في سلوان،وكذلك حي الشيخ جراح وكبانية ام هارون،وتطرق عبيدات الى ما يتعرض له المسجد القصى من مخططات تستهدف تقسيمه زمانيا ومكانيا،حيث كان مخطط زاموش الذي يستهدف ايجاد فضاء يهودي حول الأقصى والبلدة القديمة من خلال القطارات الهوائية والمتنزهات والحدائق التوراتية،وقال بأن الأقصى يتهدده ثلاثة مخاطر هي التقسيم  والهدم والتهويد،وقال بأننا امام لحظة تاريخية فاصلة حيث الجمعيات الاستيطانية تريد اقامة اكبر كنيس ملاصق للمسجد الأقصى على ما يزيد عن خمس مساحته والان يجري اقرار مخططات التقيسم الزماني والمكاني عبر الهيئات التشريعية والقضائية الصهيونية،ودعا عبيدات الى توحد كل الجهود والطاقات في المدينة لصد الهجمة والعدوان والحرب الذي يشن على المقدسيين،وطالب بدعم جدي وحقيقي عربي واسلامي للمدينة وليس بيانات شجب واستنكار و"هوبرات اعلامية".

وقد شارك عدد من العضوات في مداخلة هامة وقيمة.ومما تجدر الإشارة اليه بأن السيدة فريدة العمد هي ابنة المؤرخ الفلسطيني عارف العارف،

وقد ثمنت العضوات والاستاذ المسروجي عاليا دور الكاتب عبيدات في طرقه المستمر لقضية القدس والمقدسيين،عبر مقالاته الصحفية في جريدة القدس ولقاءاته الصحفية والإعلامية على وعبر وسائل الإعلام الأخرى ،ومشاركاته الدائمة في أغلب المناشطات والفعاليات الجماهيرية المتعلقة بذلك.