نتنياهو في النقب: أبوس القدم وأرعى الغنم..شرط!
تاريخ النشر : 2021-03-09 08:42

كتب حسن عصفور/ بلا أي نقاش، لا يمكن للمتابع السياسي ان لا يقف عند قدرة "الفاسد السياسي الأكبر" في دولة الكيان الإسرائيلي بيبي نتنياهو في التنقيب عن كل ما يمكن أن يحقق طموحه في الانتخابات القادمة، ولا يترك وسيلة أو مكان دون أن يطرقه عله يحقق هدفا سيكون "حلم الحياة".

نتنياهو، "منتج الكذب السياسي والشخصي"، يدرك يقينا أن الانتخابات القادمة، وخلال أسابيع ستكون هي نقطة الفصل الكامل بين أن ينتهي كلص في زنزانة هرب منها طويلا، أو يؤجل ذلك المصير، ويسجل أنه الأكثر عمرا في الحلبة السياسية والشخصية التي فاقت "ملوك إسرائيل" السابقين، رغم انه لم يقدم ما يساهم في تحصين الكيان سلاما واستقرارا، رغم كل ما قامت به أمريكا لدعمه عبر اتفاقات تطبيع، لن تتجاوز "حدودا سياسية عربية" في لحظة ما.

وخلال معركة الهروب من مصير قادم، اكتشف نتنياهو قيمة الصوت العربي، فلجأ أولا الى أحد مكونات "القائمة المشتركة"، ما يعرف بالجناح الجنوبي للحركة الإسلاموية الإخوانية ورئيسها منصور، فقدم لهم "رشوة قادمة" فنجح في فك ارتباطهم بقائمة أربكت المعسكر اليميني واليمين المتطرف، فكان لا بد من كسرها ولو في جزء منها.

ثم ذهب الى الناصرة، بلد المسيح وتوفيق زياد عبر رئيس بلدية هو من نسيج تكوين التطرف ضد الفلسطيني هوية ووطنا، وأخيرا وجد جزء من ضالته أن يذهب الى النقب، الذي لم يقم له وزن لا انتخابي ولا خدماتي طوال السنوات التي كان بها رئيسا للحكومة، بدأت عام 1996 – 1998، ثمن من 2009 وحتى ساعته.

نتنياهو، الذي ذهب الى بلدة ترابين الصانع في النقب، متسولا مستجديا أصواتا لا يستحق منها صوتا واحدا، وقدم من الوعود، بتأسيس "بلدات بدوية جديدة" ومنح مليارات الشواكل لتطوير القائم منها، تحدث وكأنه لم يكن حاكما مطلقا طوال كل السنوات، التي منح المستوطنات كل شيء مقابل تجاهل كل شيء خدماتي لفلسطيني الـ 48، وخاصة البلدات العربية في النقب.

من يرى صور نتنياهو خلال تلك الزيارة، وهو جالس على الأرض ويصب "القهوة" يشعر وكأنه يملك "حنينا" لمكان وتقاليد المكان، محاولا تقليد بعض من قادة المستعمرين الأقدمين، حيث تمكنوا من تمرير "خداع المظهر" على حساب حقيقة الجوهر، ولا زالت الذاكرة العربية تحتفظ بمسمى ذاك الجنرال الاستعمار البريطاني غلوب الذي لقب بـ "أبو حنيك".

بالتأكيد، هو يدرك قبل غيره، ان من ذهب إليهم مستجديا متوسلا، مبديا الندم وعلى جاهزية مطلقة أن "يبوس القدم ويرعى الغنم" الى حين يوم التصويت...وعندها سيعود الى الحقيقة إما المصير الأسود في زنزانة طال انتظارها له، او شراكة سياسية تطيل زمن الانتظار، لكن واهم من يعتقد أنه سيكون "وفيا" ليس لأنه منتج الكذب، ولكن لأن المسار لن يعيده الى حيث هو، ولذا كل صوت له هو دعم لفساد ومزيد من حرمان لسكان الأرض الأصليين من أبناء شعب فلسطين.

التاريخ دوما غني وثري...ومن لا يتعلم منه لا يستحق أن يكون جزءا من جانبه المشرق...ولا عزاء لغير الأذكياء!

ملاحظة: ما اثارته بعض شخصيات حماس حول فساد انتخاباتها الأخيرة رسالة يجب التدقيق في مضمونها حول ما سيكون من إمكانية "تزوير" في الانتخابات العامة تحت سيطرة أمنها...فكروا منيح يا ناس!

تنويه خاص: شكلها "الهلوسة" صارت نهجا للبعض المرتعش خوفا من قادم "مجهول"...معقول يكونوا ندموا على موافقتهم للأمر الانتخابي...معقول يلجأوا للعدو لتخريبها مقابل تقديم "رشوات خاصة"...خلينا ننتظر ونشوف!