المقاومة الشعبية طريقنا في الإنتصار والتحرير
تاريخ النشر : 2021-02-28 19:55

لقد بات من البديهي جداً والمسلم به وفق حركة التاريخ وصيرورة عجلته عبر اّلاف السنين وتحديداً منذ نشوء الإنسانية أخذت الشعوب المظلومة والمكلومة والمبتلاة بالغزاة والمستعمرين والمحتلين حقها الطبيعي في الرد على كل ذلك بالمقاومة بكافة الأشكال والوسائل وبما يمكنها من صد العدوان ودحر الاحتلال وكنس الاستعمار والاستيطان بشكل جعل منها عبر التاريخ ومر العصور أيقونة المظلومين والمضطهدين وباتت ممارستها متسقة مع عجلة التاريخ وروح القانون الإنساني منذ حمورابي وحتى يومنا هذا كحق قانوني مشروع ومنسجم تماماً مع كل الشرائع الكونية والسماوية ومختلف القوانين والمواثيق الناظمة للعلاقات البشرية والإنسانية.

وإزاء الحديث عن فلسطين العربية ونكبتها الكبرى من خلال تعرضها لأعتى هجمة بربرية صهيونية إمبريالية تجلى فيها هذا التلاقي المريع للمصالح الاستعمارية الإمبريالية في الوطن العربي برمته لمحاولة منع نهوضه وسرقة ثروات وخيرات الأمة وتواوج ذلك مع المصالح والأهداف الصهيونية التي تستهدف شطب هوية قلب الأمة (فلسطين) وإبادة شعبها..

مما يتطلب استنهاض مقاومة فلسطينية فريدة ومميزة مرفو]m ومسنودة بالمشروع النضالي القومي وبما يليق بحجم الاستهداف الصهيوني والمؤامرة الاستعمارية وتشابك أطرافها الدولية وذاك الاصطفاف المتشعب للقوى العظمى المتحكمة بمصير المجتمع الدولي خلف المشروع الصهيوني الاستيطاني الإحلالي المستند أساسا على نظرية إفراغ الأراضي العربية الفلسطينية من سكانها الأصليين أصحاب الحق التاريخي والحضاري فيها عبر وسائل القتل الجماعي والطرد والحبس والقمع والقهر والحصار والتجويع التي يمارسها الاحتلال جلها بشكل ممنهج بحق الشعب العربي الفلسطيني الذي لم ولن يستسلم أمام مشاهد الإبادة الجماعية وكل جرائم الحرب والتطهير بحقه.

وأعلن منذ اليوم الأول للاحتلال والنكبة إطلاق مقاومته الباسلة ضد الاحتلال والاستعمار والتي أبهرت العالم بفنونها القتالية وإبداعاتها النضالية والكفاحية حتى أضحت ببريقها الخلاب طليعة نضال الأمة في مواجهة كل المشاريع والمؤامرات التي تستهدف فلسطين والأمة العربية من محيطها الى خليجها, تلك المقاومة التي ازدادت قوة وتعمقت وتجذرت أكثر فأكثر مع انطلاقة الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1965م التي كرست نهج المقاومة الشعبية وحرب الشعب طويلة الأمد وبكافة الأشكال والوسائل التي كفلتها الشرعية والقانون الدولي والتي تمكن شعبنا من استرداد كامل حقوقه الوطنية والقومية المغتصبة.

إن الرهان على المقاومة الشعبية وحرب الشعب طويلة الأمد وممارستها نهجاً وعملاً مستديماً على الأرض وفي كل تفاصيل حياتنا اليومية وقواعد اشتباكنا الدائم مع الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية والتهويدة هو خيارنا الأكيد في التأكيد على حقنا الفلسطيني بأرضنا ووطننا ومقدساتنا , وكذلك حقنا المشروع في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة على كامل التراب الوطني والقومي وعاصمتها القدس الشريف .