الصين وروسيا: وجود القوات الأمريكية في سوريا غير شرعي وتدعوان إلى احترام سيادتها
تاريخ النشر : 2021-02-26 14:43

عواصم: دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، جميع الأطراف المعنية إلى احترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وتجنب إضافة تعقيدات جديدة للوضع في سوريا.

وأدلى وانغ بهذه التصريحات، يوم الجمعة، خلال رد على سؤال حول تقارير تفيد بأن الجيش الأمريكي شن ضربات جوية ضد بنية تحتية في سوريا.

وفي وقت سابق أكد البنتاغون أن مقاتلات أمريكية شنت عدة غارات على ميليشيات تدعمها إيران في شرق سوريا ردا على الهجمات الأخيرة ضد موظفين أمريكيين في العراق، وأضافت وزارة الدفاع الأمريكية أن الضربات دمرت عدة منشآت عند نقطة مراقبة حدودية تستخدمها جماعات متشددة مدعومة من إيران.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي، أن الولايات المتحدة لم تبلغ موسكو بخطتها شن غارات جديدة على شرق سوريا إلا قبل دقائق معدودة من تنفيذ الهجوم.

وأوضح لافروف، أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده في موسكو يوم الجمعة مع نظيره الأفغاني محمد حنيف أتمر، أن العسكريين الروس تلقوا إخطارا من الجانب الأمريكي بشأن الغارات الجديدة قبل أربع أو خمس دقائق فقط من شنها، مضيفا: "حتى إذا تحدثنا عن إجراءات منع وقوع الاشتباك المعتادة في العلاقات بين العسكريين الروس والأمريكيين فإن مثل هذا الإخطار الذي يأتي بالتزامن مع تنفيذ الضربة لا يجلب أي منفعة".

وشدد لافروف على أن تواجد القوات الأمريكية في سوريا غير شرعي ويتناقض مع جميع أعراف القانون الدولي، بما فيها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الخاص بالتسوية السورية.

وأكد الوزير أن العسكريين الروس والأمريكيين لا يزالون على اتصال دائم ضمن آلية منع وقوع الاشتباك، مشددا في الوقت نفسه على الأهمية القصوى؛ لاستئناف الاتصالات على المستوى السياسي والدبلوماسي بين موسكو وواشنطن بشأن سوريا.

وتابع: "نأمل أن تشكل الإدارة (الأمريكية) الجديدة قريبا فرقها المعنية بهذا الشأن". 

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى ورود بيانات غير مؤكدة على أن الولايات المتحدة لا تنوي الانسحاب إطلاقا من سوريا، مؤكدا أن موسكو تنوي توضيح هذه المسألة في اتصالاتها مع واشنطن.

وقال: "نسمع في الآونة الأخيرة بيانات متضاربة من مصادر مختلفة، ولم نستطع حتى الآن التأكد من صحتها، وبودنا أن نسأل الأمريكيين مباشرة بهذا الشأن. تزعم هذه البيانات بأنهم يتخذون قرارا بعدم الانسحاب من سوريا أبدا، حتى ما يصل إلى تدمير البلاد".

وتأتي هذه التصريحات على خلفية اتخاذ الولايات المتحدة أول خطوة عسكرية في سوريا منذ تولي جو بايدن الرئاسة الأمريكية.

وأعلن البنتاغون أن الغارات الأخيرة نفذت استنادا إلى معلومات استخباراتية وفرها الجانب العراقي، ضد جماعات مسلحة تدعمها إيران في منطقة البوكمال شرق سوريا، ردا على الهجمات الأخيرة ضد موظفين أمريكيين في العراق.

من جهته، دانت الخارجية السورية، بأشد العبارات العدوان الأمريكي على مناطق في دير الزور قرب الحدود السورية العراقية، وحذرت من أنه سيؤدي إلى عواقب من شأنها تصعيد الوضع في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية السورية، يوم الجمعة، إن "هذا العدوان يشكل مؤشرا سلبيا على سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة والتي يفترض بها أن تلتزم بالشرعية الدولية لا بشريعة الغاب التي كانت تنتهجها الإدارة الأمريكية السابقة للتعامل مع الأزمات الإقليمية والدولية في العالم".

وأضافت وزارة الخارجية: "سوريا تطالب الولايات المتحدة بتغيير نهجها العدواني تجاهها والكف عن تقديم الدعم بأشكاله المختلفة للتنظيمات الإرهابية التي تستهدف سوريا وشعبها والتوقف عن مواصلة الاستثمار في تلك التنظيمات".

وأعلن التلفزيون الرسمي السوري، أن الهجوم الأمريكي فجر الجمعة استهدف عدة مناطق في شرق سوريا على الحدود مع العراق.

يأتي ذلك عقب تأكيد البنتاغون أن مقاتلات أمريكية شنت عدة غارات على ميليشيات تدعمها إيران في شرق سوريا ردا على الهجمات الأخيرة ضد موظفين أمريكيين في العراق، وأضافت وزارة الدفاع الأمريكية أن الضربات دمرت عدة منشآت عند نقطة مراقبة حدودية تستخدمها جماعات متشددة مدعومة من إيران.

كما أكدت وزارة الدفاع العراقية، يوم الجمعة، أنها فوجئت بالبيان الأمريكي حول استهداف عدد من المواقع داخل الأراضي السورية.

وقالت الوزارة في بيان لها، إنها "تستغرب لما ورد في تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن والمتعلقة بحصول تبادل للمعلومات الاستخباراتية مع العراق سبق استهداف بعض المواقع داخل الأراضي السورية".

وأضاف البيان: "أننا في الوقت الذي ننفي فيه حصول ذلك، نؤكد أن تعاوننا مع قوات التحالف الدولي منحصر بالهدف المحدد لتشكيل هذا التحالف، والخاص بمحاربة تنظيم داعش، وتهديده للعراق، بالشكل الذي يحفظ سيادة العراق وسلامة أراضيه".

وصرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في وقت سابق ،يوم الجمعة، عقب الغارات التي شنها الجيش الأمريكي على سوريا، قائلا: "القوات الأمريكية نفذت الضربة استنادا إلى معلومات استخباراتية وفرها الجانب العراقي"، حسب قوله.