مرةً أخرى.. يُتركُ الفقراءُ لمواجهة الموت وحدهم
تاريخ النشر : 2021-02-23 21:52

في ظل وضع صحي كارثي بكل ما للكلمة من معانٍ "وان صمتت وزارة الصحة"... لقاح فيروس كورونا غائب عن مستوى النظر والانتظار، لا اجراءات على الارض من قِبل المحافظين تنفيذا لقرارات الحكومة الا من رحم ربي، وبعض الحالات يستفيقون حين تحلُ الكارثة كردة فعل ليس الا....

ومع كل هذا التخبط باتخاذ اجراءات مناسبة لمنع تفشي الفيروس وطفرات الفيروس سريعة الانتشار والتخبط بالحصول على جرعات اللقاح للشعب..تُطلُ علينا نقابة الاطباء والنقابات الصحية الاخرى بالاضراب، رغم تأكيدنا وتضامننا مع مطالب الاطباء والنقابات الحقّة التي ناضلوا من اجلها ومن حقهم ان يحظوا بها.. الا ان الخاسر الاكبر بكل الاحوال هو المواطن البسيط ذا الدخل المحدود او المعدوم الذي يتلقى الخدمات الصحية من مديريات وزارة الصحة وعيادات الرعاية الصحية الاولية في المحافظات..

في حين ان المواطنين ذوي الدخل المتوسط والعالي والمسؤولين والسادة والحكام لا يأبهون ان كانت عيادات وزارة الصحة مفتوحة او مغلقة فهناك مشافٍ خاصة ضخمة ذات بريستيج عالي تُقدم لهم العلاج والتي لا يستطيع الفقير الوصول اليها حتى.. فـ رفقًا بشريحة واسعة واتسعت اكثر نتيجة الاجراءات الحكومية المرافقة لجائحة كورونا وغياب الدعم الحكومي المساند لهم وتزايد لا محدود في صفوف العاطلين عن العمل.. الذين ذاتهم ايضا يواجهون فيروس كورونا بغياب التطعيم وبظروف مادية سيئة يصعب عليهم شراء الكمامات والمعقمات.. لان الخبز والحليب أولوية من فتات النقود التي يملكون ولا يملكون.

نؤكد ان مطالب نقابة الاطباء حقّة وشرعية، لكن كان الاجدى بالاطباء كونهم الذي يعرفون الفيروس عن قُرب ويدركون خطورة الوضع الصحي بتفاصيله الدقيقة ان يؤجلوا تظاهرة مطالبهم ويخرجوا امام مجلس الوزراء يطالبون الحكومة والرئيس بتوفير اللقاح ويشرحون خطورة تأخره وكارثية الوضع الصحي، ان يطالبوا بتطوير القطاع الصحي.. فـ واللهِ لو كان هدف تظاهرهم واحتجاجهم المطالبة بتوفير اللقاحات لخطّو سطرًا مشرّفًا يضاف لتاريخ الاطباء في فلسطين.

الحكومة اخفقت في تحقيق مطالب الاطباء بعدما وعدت بتحقيقها واخلفت بوعدها.. لكن صحة المواطن الاهم اليوم.. فكل تحركٍ سواء لنقابة الاطباء او لكافة النقابات المهنية التي تعلّق الدوام وتغلق المقرات الصحية يجب ان يكون هدفها المطالبة بتوفير اللقاح..

يكفي استهتارًا بصحة ابناء الشعب واغلاق المشافي والعيادات الحكومية، واستمرار عمل المشافي الخاصة كي لا نظن ان المطالب شخصية بحتة -لا سمح الله- وكي لا نظن ايضًا انه تلميعٌ لاحدهم ليخوض الانتخابات والخاسر الوحيد المواطن البسيط الذي حرم من العلاج لليوم الثالث على التوالي في محافظات الضفة الغربية.

تطوير القطاع الصحي وتوفير اللقاح أولى الاولويات التي كان الاجدر على نقابة الاطباء وكل النقابات الصحية المطالبة بها.. بعيدا عن الامور المادية حاليا.. نعلم ان حقوقكم اولوية وأبدى من الكثير من الاموال التي تصرف على النثريات هنا وهناك.. لكن ليس الان يا نقابات... فالمتضرر الوحيد هو المواطن البسيط لان خدمات الرعاية الصحية الحكومية تقدم له وليس للسادة والحكام..

فيا نقيب الاطباء المبجل.. لم تحقق من برنامجك الانتخابي اي بند، فلماذا مثلا تتناسى مطالب اطباء القطاع الخاص الذي يمثلون 75% من الاطباء في الوطن، وتناضل فقط من اجل 25% منهم في وقت غير مناسب، هؤلاء يقدمون الخدمات الصحية للمعدمين، فكان الاجدر بك ان تعلق دوام المشافي الخاصة حتى يتضرر المسؤول والحاكم والسادة ايضا ليعوا ضرورة تحقيق مطالب الاطباء.. أتحدى ان يكون اي مسؤول قد تعطّلت معاملته الصحية في الوطن خلال الاضراب الذي تخوضونه.. انما انتم تحاربون الفقراء المعدمين.. فأبحثوا عن سبل انجع لتحقيق مطالبكم الحقّة. واختاروا الوقت المناسب ولا تشطبوا تاريخكم وخصوصا العام المنصرم حين حقق الاطباء انجازات غير مسبوقة في مواجهة جائحة كورونا عجزت عنها كبرى الدول المستقلة.

فـ رفقًا بالفقراء يا نقابات.