ترجل انيس ولم يسقط
تاريخ النشر : 2021-02-23 17:43

ترجل اليوم المناضل الكبير انيس النقاش عن جواد النضال، تاركا ارثا نضاليا كبيرا. لا هوية للراحل انيس النقاش. فهو اللبناني، الفلسطيني، القومي، والاممي. هو رجل كل ساحات النضال، وخير من طبق مقولة وراء العدو في كل مكان، حيث يكون العدو تكون بصمات انيس النقاش حاضرة، وبقوة، تحفر نفسها في تاريخ الحقبة.

انيس النقاش المحلل السياسي ومنسق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية. ولد في بيروت عام 1951، ومع بداية شبابه وعنفوانه الثوري الذي كان يرى عجز الانظمة العربية بعد هزيمة الخامس من حزيران 1967 فالتحق بصفوف حركة فتح عام 1968، والتي كانت تمثل قبلة الشباب الثائر وخاصة بعد معركة الكرامة وتسلم فيها العديد من المهام والمناصب. ولأجل اعطاء الثورة العمق العروبي فرز إلى العمل الطلابي والعمل التنظيمي اللبناني.

وايمانا بإخلاصه لانتمائه وقدراته التي كانت اكبر من عمره، تم تسليمه بعض المسؤوليات الأمنية في الأرض المحتلة ولبنان وأوروبا، اضافى الى تكليفه في التنسيق بين قيادة الثورة الفلسطينية وقيادة الثورة الإيرانية أن`اك.

بعد عملية الشهيدة القائدة دلال المغربي على الساحل الفلسطيني وقيام الاحتلال الاسرائيلي باجتياح العام1978 كان أول من أطلق تشكيلات المقاومة في جنوب لبنان في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

ابان الحرب الأهلية اللبنانية كان له دور في محاربة الانعزالية اللبنانية وعاصر أسرارها وخفاياها وكشف الكثير منها.
ولانه كان ينتمي لنضال الامتين العربية والاسلامية اعتبر نفسه جنديا في خدمتهما ولاجلهما سُجن عشر سنوات في فرنسا بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شاهبور بختيار في باريس وأفرج عنه عام 1990. واستمرارا لهذا الدور الذي كان يؤمن به، كان يعرف بتأييده لحزب الله ولإيران وللمقاومة وبانتقاده للأنظمة العربية الموالية للغرب.

الراحل انيس النقاش كان مناضلا جدليا، سواء اتفقت معه ام اختلفت، لا يمكنك الا ان تحترم خياراته النضالية، لانها كانت ترسخ قناعة ذاتية له، وكان صلبا عنيدا في الدفاع عنها، وصاحب موقف رجولي، يمتلك نظرة ثاقبة في تحليل الامور، وهو المحلل الاستراتيجي الذي كان يرفض الرمادية في الموقف، وخاصة في العداء المطلق لامريكا وكل من ينتمي اليها. وكانت فلسطين منذ بدايته النضالية حتى رحيله في قلب تفكيره.

اليوم ينعي شعب فلسطين، وطلائعه المناضلة بكل فخر واعتزاز ابنهما البار، واحد المناضلين الكبار الراحل الكبير انيس النقاش، وستبقى ذكراه خالدة في ضمير ووجدان كل مناضلي شعبنا، مع العهد ان تبقى افكاره نبراسا لكل المناضلين. وسيبقى علما ورمزا واسما خالدا في قائمة كبار شهداء فلسطين.