عناوين الصحف الدولية 29/1/2021
تاريخ النشر : 2021-01-29 07:54

متابعة: تناولت الصحف البريطانية الصادرة يوم الجمعة العديد من القضايا اخترنا منها اقتراب لبنان من "سيناريو إيطاليا" في مواجهة كورونا، واستخدام مصطلح "كن لطيفا" في غير محله من قبل مؤثرة بريطانية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الخلاف بين الاتحاد الأوروبي وشركة أسترازينيكا.

"سيناريو إيطاليا"

نبدأ من تقرير لمراسلة فايننشال تايمز في الشرق الأوسط كلوي كورنيش، بعنوان "البلد ينهار: مستشفيات لبنان غارقة في موجة كوفيد".

وتقول المراسلة إنه "مع ندرة كل شيء من المعدات إلى الأدوية، يقول مسعفون لبنانيون إنهم على حافة سيناريو إيطاليا، حيث يتخذون قرارات تتعلق بالحياة أو الموت بشأن من يجب أن يحصل على الوسائل الطبية النادرة مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بعد عطلة عيد الميلاد".

وتضيف "بعد أسبوعين من الإغلاق الصارم، المطبق بشكل غير متسق، أصبحت وحدات العناية المركزة في لبنان ممتلئة بنسبة 94%، وفقا لفراس أبيض، مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي، أكبر مستشفى حكومي في لبنان".

وتشير إلى أن الكثيرين يعتنون بأقاربهم في المنزل، مما يؤجج السوق السوداء لأجهزة التنفس، بأجهزة مستعملة تصل قيمتها إلى 7500 دولار عبر الإنترنت، ومعدات أخرى.

وتنقل المراسلة عن توفيق شعبان، أخصائي الرئة والعناية المركزة، قوله إن "المرضى الذين يدخلون عنابر الطوارئ المزدحمة وحدهم يواجهون احتمال الموت بعيدا عن أسرهم".

وتوضح أن انفجار بيروت وفيروس كورونا كشفا عن نقاط ضعف في الرعاية الصحية في لبنان، حيث "يتم تخفيض رواتب العديد من الطواقم الطبي أو تأخيرها. وتكافح المستشفيات لاستبقاء الأطباء، فيما هاجر المئات".

"المتطوعون يملؤون الفجوات. أكثر من 80% من مستشفيات لبنان خاصة، ولكن 80% من خدمات الإسعاف الطارئة يتم توفيرها من قبل متطوعين من الصليب الأحمر اللبناني"، بحسب ما قاله الأمين العام للصليب الأحمر، جورج كتانة.

"هم خط المواجهة للوباء: في أول 20 يوما من يناير/كانون الثاني 2021 ، نقلت سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر حوالى 3200 مريض بالفيروس، أي ما يعادل تقريبا عددهم خلال الفترة من فبراير/شباط إلى أغسطس/آب 2020".

وتلفت المراسلة إلى أنه "حتى مع اكتظاظ مرضى كورونا بوحدات العناية المركزة، اشتبك المتظاهرون في طرابلس، ثاني أكبر مدينة في لبنان، مع قوات الأمن بسبب الإغلاق لليلة الثالثة على التوالي يوم الأربعاء"، بينما أفادت وسائل الإعلام الحكومية، بمقتل رجل، وإصابة 226 مدنيا وعسكريا عندما انحدرت الاشتباكات إلى أعمال شغب.

وتعتبر المراسلة أن "الآلام الاقتصادية - تقلص النمو بنسبة 19% العام الماضي - جعلت من الصعب فرض الإغلاق وأذكت الغضب بشأن حظر التجول لمدة 24 ساعة الذي تم تنفيذه في منتصف يناير. فحوالى نصف السكان سقطوا تحت خط الفقر".

"كن لطيفا"

وننتقل إلى مقال رأي لهانه بريست في الاندبندنت أونلاين بعنوان "استخدام المؤثرين (عبارة) "كن لطيفا" للدفاع عن الرحلات إلى دبي يضر بأهداف الحركة التي تدافع عن الصحة العقلية".

وتتطرق الكاتبة إلى الانتقادات التي تعرضت لها مدوّنة اللياقة البدنية شيريدان موردو بعد سفرها إلى دبي في بداية شهر يناير/كانون الثاني.

وقالت موردو في مقابلة تلفزيونية إن رحلتها كانت ضرورية لأداء وظيفتها ولتوفير "محتوى مشمس لمتابعيها"، مسلطة الضوء على دورها كمؤثرة في "تحفيز متابعيها والمساعدة في صحتهم العقلية من خلال صورها ومحتواها".

ولكن، عندما سألتها المقدمة هولي ويلوبي حول كيف يمكن أن يكون هذا الموقف محبطا لأولئك الذين يحاولون اتباع القواعد، سارعت شيريدان موردو في تبرير أفعالها بعبارة "في عالم يمكنك أن تكون فيه أي شيء، كن لطيفا".

وتقول الكاتبة "بينما كنت أشاهد المقابلة، فكرت في جميع الأشخاص في جميع أنحاء بريطانيا الذين تعرضت صحتهم العقلية لضربة كبيرة خلال الوباء. لجميع الأشخاص الذين لم يعانقوا أحد أفراد الأسرة منذ ما يقرب من عام، وللآباء الذين يحاولون الموازنة بين العمل من المنزل والتعليم المنزلي، ولجميع العاملين في الخطوط الأمامية الذين يجب أن يكونوا مرهقين من وظائفهم عالية المخاطر".

وتضيف "على الرغم من أن تعريف الحكومة للسفر الأساسي غامض، إلا أن هناك قائمة تحتوي على وظائف العمل الأساسية، والتي لا تشمل عمل المؤثرين أو العمل الترويجي. ومع ذلك، فإنه ينص على أنه يمكنك السفر من أجل "عمل" وهو ما يفتح بالتأكيد ثغرة للأفراد لتبرير رحلاتهم".

وتردف الكاتبة "من المهم الإشارة إلى أن موردو قد ذكرت أن أحد العوامل الرئيسية في رحلاتها هو مساعدة صحتها العقلية، فقد أقرت أنه كان من الممكن تصوير مقاطع الفيديو الخاصة بالتمرين في المنزل".

"من المهم للغاية حماية صحتنا العقلية ورفاهيتنا، ومع ذلك، لا تسمح الإرشادات الحكومية للأفراد بالطيران من أجل مساعدة صحتهم العقلية ، ويجب أن يكون ذلك لأغراض العمل فقط".

وتشير الكاتبة إلى أنه "عندما تم تداول هاشتاغ Be Kind على تويتر، كان هناك شعور حقيقي بأن هذه الرسالة ستتردد لدى الأشخاص على مستوى أعمق. ومع ذلك، بعد مشاهدة مقابلة هذا الصباح بدأت أفهم أن هذه الرسالة الإيجابية وذات النية الحسنة قد تم استغلالها من قبل بعض المؤثرين لتبرير الأفعال التي يمكن القول عنها أنها غير أخلاقية".

وتخلص إلى أنه "من نواح كثيرة، يعد هذا استخداما غير مناسب لرسالة كن لطيفا، ومن المهم الاعتراف بأن استخدام المصطلح في سياق خاطئ يمكن أن يكون له تأثير ضار على حركة الصحة العقلية".

"انهيار أخلاقي"

ونختم مع افتتاحية لصحيفة الغارديان بعنوان "قومية اللقاح: فكروا مرة أخرى".

وتصف الصحيفة الخلاف بين الاتحاد الأوروبي وشركة أسترازينيكا بـ "القبيح"، الذي سيؤدي إلى منع إرسال ملايين الجرعات إلى بريطانيا في غضون أيام.

وحذّرت شركة الأدوية الأسبوع الماضي من أنها ستسلم 25٪ فقط من إمداداتها المتوقعة إلى الكتلة في هذا الربع من السنة، بعد مشاكل الإنتاج.

وتضيف الصحيفة "تعبّر النبرة العدوانية لمسؤولي المفوضية عن الضغوط الداخلية التي يواجهها القادة الأوروبيون. لم يمنح الاتحاد الأوروبي حتى الآن سوى جرعتين فقط لكل 100 مقيم، بينما قدمت بريطانيا 11".

وتشير إلى أنه "في مواجهة رد الفعل العنيف لبرنامج المشتريات البطيء نوعا ما، لا يمكنه تحمل المزيد من التأخير. شرعية الكتلة والحكومات الفردية على المحك، إلى جانب الانتعاش الاقتصادي. ولكن بدلا من إصدار التهديدات، يجب أن يعمل الاتحاد الأوروبي مع الموردين والحكومات الأخرى. من حيث الجوهر، تجادل اللجنة بأن أسترازينيكا قد قطعت التزاما صارما بتقديم الجرعات، بينما تقول الشركة إنها وعدت ببذل "أفضل جهودها".

"ليس من مصلحة أحد تحويل النزاع التعاقدي إلى خلاف سياسي يمكن أن تستغله الحركات المناهضة للاتحاد الأوروبي".

وتشرح الصحيفة "إذا كان على الدول الأكثر ثراء تقنين الإمدادات، فإن الدول الأكثر فقرا لديها القليل أو لا شيء لتقنينه حتى الآن. انضمت الولايات المتحدة الآن إلى العدد المذهل من البلدان التي وقعت على كوفاكس، وهي خطة الشراء المصممة لضمان توزيع أكثر عدلا للقاحات. وتأمل في تقديم ملياري جرعة بحلول نهاية العام، ومن المقرر إطلاق عشرات الملايين في الربع الأول. ومع ذلك، في حين أن دولا مثل بريطانيا تمدح نفسها لتقديمها الدعم للبلاد ذات الدخل المنخفض، إلا أنها وقعت عقودا ضخمة خاصة بها مع الشركات المصنعة - مما أعاد كوفاكس مرة أخرى إلى قائمة الانتظار".

ووفقا للرئيس التنفيذي لتحالف اللقاحات غافي، فإن الدول الغنية طلبت 800 مليون جرعة فائضة ويمكنها شراء 1.4 مليار أخرى. طلبت بريطانيا وحدها 367 مليون جرعة لسكانها البالغ عددهم 67 مليون نسمة.

وتختم الصحيفة "إن الرغبة في الاعتناء بالنفس أمر مفهوم من الناحيتين الإنسانية والسياسية. لكن دفع الآخرين إلى المجازفة أمر غير إنساني وقصير النظر. وقال رئيس منظمة الصحة العالمية مؤخرا أننا على وشك الانهيار الأخلاقي الكارثي، حيث يتم تطعيم البالغين الأصغر سنا والأكثر صحة في البلدان الغنية قبل العاملين الصحيين وكبار السن في الدول الفقيرة.