سلاماً لنهرك المقدس وهو يعلي نشيد الحياة
تاريخ النشر : 2021-01-28 23:38

جرحُ العراق

دماءٌ تراق

وجعٌ في ثنايا قصيدة

وجعٌ في مرايا دماء

في شرايين دجلة والفرات

في وطن تعذبه الطوائف بالصلاة !!

جرحُ العراق كبيرٌ كفتوى

وينثرون على جرحه الملح والفقهاء

تحلق في سماءه رايات الجريمة المفخخة

تحاصره الخرائب والمقابر والسراب

تدمي عيونه اللصوص والنصوص .

مكبلٌ قلب العراق

محاصرٌ بالموت والأهوالِ

محاصرٌ بأوهام  الذاهبين إلى الجنة

الراقصين على دماء الضحايا

محاصرٌ بالجثث المصلوبة

بالأحلام المقصوفة

بالأرواح المذبوحة  

باسم الله

وباسم العراق الذبيح  !!

يا شعباً علّم الدنيا مآثر الحياة

يا جذوة التاريخ

في بغداد منبعها

يا جذوة التاريخ في بغداد

تندلع القصيدة محمولةً بالأشجان

محمولة بأوجاع من رحلوا

ومن سلبوا بصيص النور

من رزحوا برهن القيد

من خرجوا على الصمت  

يسحقون الموت بكل الجهات .

حلم العراق ، يا حلم العراقيين

بأنهارٍ تتقن الحلم

على ضفافها برداً وسلاماً

وزيتوناً يعانق صهوة النخل

يبعث في حلم العراقيين أريج البراءة

وعبق الذكريات

تاريخ من سلكوا طريق الحرير .

أتيت إليك بغداد

محمولاً بأشواقي

محمولاً بآهاتي

وجدت فيك حضن الوفاء

مأثرةً

وظلاً لظلال روحي

أيقونة ميلاد

وجدت فيك منّاً وسلوى

وجدت فيك غيماً حالماً

ونبيذاً

وقلوباً مشرعة النوافذ

تستقبل المتعبين

تضمد الجروح

تنثر الورد والرطب في طريق الحالمين

فهزي بجذع روحي

لأعيش فيك أحلامي

وتكبر فيك حقول قمحي 

على نهرك المقدس وهو يعلي نشيد الحياة .