لا تحاسبوا الناس على انتمائهم اتركوهم يعرفون فلسطين
تاريخ النشر : 2021-01-26 15:07

لا تحاسبوا الناس على انتمائهم اتركوهم يعرفون فلسطين :-
كنت اتمنى ولازالت قبيل انطلاق محادثات الفصائل الفلسطينية في القاهرة ان تتخذ كلا من السلطة الوطنية وحركة حماس ، مبادرات من شانها اشاعة روح الوئام بين أبناء الشعب الواحد أشبه بحسن النوايا لان الانقسام فى بلادنا للأسف الشديد ، قد الحق الضيم والظلم بالعديد من المواطنيين .ولم يكن الانقسام جغرافيا ، بل ان السيطرة على الضفة والقطاع قد اتخذ هذا الشكل صيف العام 2007 ، وهى سيطرة ليست مطلقة ولكن الاحتلال رسم لنا خطوطها للاسف.

اعتقد انه من الضروري بل من الواجب اتخاذ خطوات ايجابية للصالح العام والخاص ، (لا أود تحديدها فاهل مكة أدري بشعابها )اليوم قبل الغد للتأكيد بان إنهاء الانقسام السياسى هو قناعة استراتيجية ، غير مرتبطة بالانتخابات العامة وإنما هي أيضا لنًقل ثمرة ونتاج تفاهمات متراكمة فى عدة عواصم عربية واسلامية ودوليه ، منها القاهرة ولبنان واسطنبول والدوحة وروسيا .

كما ان اي إجراء ايجابي إنما هو رد بالمناسبة على المتشككين من إمكانية إجراء الانتخابات التشريعية ولا يرون فى الأمر سوى محاصصة أو تقاسم للسلطة بين حركتى فتح وحماس .

الانتخابات العامة مع ما تحمله من معانى والتزامات والمضي فى مسيرة التحرر تضفي طابعا معقدا على كل من يصبوا لقيادة شعبنا سواء على مستوى التشريعي أو الرئاسى ، يقتضى ميزانا رقميا اذ تضعنا دائما أمام وضعية مركبة حيث نعرف تماما حدود بلادنا ولا نملك السيادة عليها بفعل الاحتلال ولكننا فى المقابل (نسيطر ) ، على مساحات جغرافية تضم مدنا وقرى وخيمات ، منها بفعل اتفاق ولا اتفاق فلسطينى اسرائيلي فأصبحنا في نظر المجتمع الدولى محررين وأمام البعض الآخر منه نحو التحرر وفى نظر الاحتلال أمام الاختبار ، مالذي نريده نحن بالضبط وكيف سيتم التساوق مع متطلبات المجتمع الدولى الداعم لحقوق شعبنا ومن يقف يترصد بنا . لعلهم غير مضطرين للاجابة عن جميع تلك التساؤلات بينما يقع كل الشعب الفلسطينى تحت مطرقة الحصار والعقوبات وحملة الاعتقالات ،ولكننا ملزمين فى المقابل باطلاق الحريات العامة، لجميع المواطنيين باعتباره حق شرعى مكفول وهو أجدر وأقدر فى التعبير عن توجهات شعبنا ازاء وطنه ومستلزمات بقائه على الارض . لقد انتجت المحبة والوفاء لفلسطين فخرنا عبر العقود السابقة من تضحيات فرضت شعبنا علي الخارطة السياسية فيما كانت المحاباة للحركات السياسية بمختلف قواها سببا أساسيًا للانقسام السياسي الفلسطينى.

 تلك حقيقة لا مناص من الاقرار بها والتغاضى عنها.أمًا ان لهذه التجربة ان تنتهى ؟ ام ان لخمسة عشر عاما من الانقسام والتشتت ان تنتهى .، لا تحاسبوا الناس على انتمائهم واتركوهم يعرفون البوصلة نحو فلسطين .