أمريكا في الباب الدوار الأوسط
تاريخ النشر : 2021-01-21 10:15

ملفات داخلية وخارجية كبيرة في انتظار الرئيس الأمريكي المُنتخب جون بايدن، وهي ملفات الصحة والضرائب والجدار الحديدي مع دولة المكسيك، وأخطرها إشكالية الانقسامات الانتخابية والتمييز العنصري في الولايات المتحدة الأمريكية، ولن تنتهي هنا، بل أيضًا هناك ملفات دولية وإقليمية عربية وإيرانية وإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط مازالت مُعقدة وغير قابلة للاستقرار.

بحيث سنبدأ من ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأسرعها نموًا، من الصين التي باتت قريبة جدًا من الإعلان عن نفسها كدولة تنافس واشنطن اقتصاديًا من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، بل أكثر من ذلك، ستفرض على العالم التغيير في منظومة الرأسمالية التقيلدية والمُتوحشة في فرض القيود والسيطرة على اقتصاديات وخيرات الشعوب والدول، وهذا ربما سيدعم ويعجل من فرص الحرب في بحر الصين بين بكين وواشنطن، تمهيدًا لمُفاوضات التقاسم في إدارة الاقتصاد العالمي المُوحد مع اللغة خلال السنوات القادمة.

وهنا سنجد الاتحاد الأوروبي سيتوجه سريعًا تجاه عملية البحث المشتركة عن الحُلول بعد خروج بريطانية رسميًا من الاتحاد، خوفًا من تفكك الاتحاد والمُهدد بالانهيار، ولوضع حُلول أكثر قوة في مُواجهة ملف المُهاجرين التي بات يهدد استقرار أمن الاتحاد، والذي يستزف من الدول الصناعية والمُؤثرة في سياسات الاتحاد الأوروبي موازنات مالية كبيرة، وخاصة من ألمانيا التي ستلعب دورًا مهمًا في وحدة وحماية مُستقبل الاتحاد، وفي وضع نهاية للتهديدات التركية المتعلقة باستخدام ملف المُهاجرين لتحسين موقعها السياسي عبر مُفاوضات أنقرة والاتحاد الأوروبي حاضرًا ومُستقبلاً.

وعليه ستكون المنطقة العربية الأكثر نشاطًا سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا بعد استكمال خطوات بناء التحالف العربي الإسرائيلي بكافة المجالات التي ستسمح لهذا التحالف بالتمركز والتقدم على التهديدات والنفوز الإيراني المُمتد من العراق وسوريا إلى اليمن ولبنان وفلسطين، ولا سيما في قطاع غزة التي يعتقد الكثير من الخبراء في الجيو استراتيجي في الدول الإقليمية بأن الحرب القادمة ستكون حربًا غير تقليدية، وهذا لا يعني أنها ستكون نووية، بل ستكون استكمالاً لسياسة تقليم الأظافر الإيرانية في المنطقة، وصولاً لمُحاصرة وعزل النظام الحاكم في طهران، والمُنظم لهذا النفوذ في دمشق من جهة، ومن جهة أخرى سيتم التعامل مع التواجد الروسي في المنطقة وفق المصالح المُتقاطعة بين التحالف العربي الإسرائيلي وموسكو، إلى جانب العمل من جديد على إعادة ترتيب المشهد السياسي في ليبيا مع الإدارة الأمريكية وروسيا، وبعيداً عن تركيا كمقدمة لعملية سياسية قادمة لليمن والعراق، وصولاً إلى سوريا ولبنان، وإلى احتواء حركة حماس في غزة التي ستكون لوحدها في مُواجهة التحالف مُستقبلاً، وخاصة إذا لم تنجح حماس في مُغادرة موقعها في المحور الإيراني، وستبقى الفرصة ما قبل الأخيرة أمام حماس، هي فتح مُواجهة عسكرية قاسية مع جيش الاحتلال الصهيوني للتغيير عبر فرض الواقع بوقائع سياسية جديدة على الأرض قد تصب في إعادة تصويب المواقف العربية والإقليمية تجاه حماس في غزة، وإذا لم تختار حماس هذه المُواجهة مع الاحتلال، فعليها تحقيق التوافق مع حركة فتح والرئيس محمود عباس في الحوار الثنائي بين الحركتين، بما سيبعد هذا الوفاق أيضًا بالخطر بعيدًا عن غزة، وسيُمهد الطريق أمام الخروج من الانقسام الفلسطيني إلى الشراكة السياسية بين حركتي فتح وحماس في إدارة وتقاسم منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة، وليس عبر تداول الحكم والسلطة في فلسطين بعد الانتهاء مُباشرة من خوض الانتخابات الرئاسية والتشريعية المُوصلة إلى تجديد إعادة بناء المجلس الوطني الفلسطيني، وإلى تجديد الشرعيات المفقودة منذ عام 2005م.