اِسْمُها متحركٌ على المُنحنى
تاريخ النشر : 2021-01-18 23:24

تجأر القصيدةُ بدعائها همسا

تصمتُ لها كلُّ الحروفِ هنَا...

تفيضُ البحور طولا وعرضا،

على قافيةٍ، من لمْسةِ الحُسنَى... 

تبرز صورٌ شتى من ضربات

على جوانبَ من لوحاتٍ تُبنَى...

على معصمِ امرأة يتلونُ دملوجٌ

يُخفي لون البحر بعيونِ الوَسْنَى...

لمسَاتٌ خفيفة على غصنٍ يتدلى 

بين طيِّ جمالِ الأحرفِ والمبنَى...

من رؤىً قريبةٍ يظهر وردٌ ساخرٌ

بين يديها انْحنَى.. انْحنى.. فتَثنَى...

ثقلُ الحجارة الصماء ليستْ تعرف

كيف يُقذفُ بها حلما، حُذفَ بالْأنا...

فاستفاقت فيها روعةُ الأسماء، إلاَّ 

اسْمُها المتحرك على ذاك المُنحنَى...

تهتزُّ معها أطرافُ القصيدة الحبلى 

َأنَّما وجهَتْها تتمخضُ وجعَ المعنَى...

تعود من خِبائها بوليدةٍ فصيحةِ الفم

زاهيةِ الوجهِ من القمر أخاذةِ السّنَا...

جناسُها، طباقُها، مجازُها، صِفاتٌ

تُلملم بها صدرها كمرعىً وسكنَى...

يمدُّها بحرُها الهائجِ الفاترِ دوما،

بأجودِ الفرسان والخيلِ المطمئنَة...

تخوض بهم هِمم الإلهام المكثف

وتعود من الوغى، محملةً بالقَنَى...

تجمع أشتاتها من خُضرةِ نمارقَ

كما لو أنها نزَلتْ أهلا في الجنَة...

صُفِّفتْ إكراما لضيوفِ الكرماء

في عزٍّ بهيٍّ وفخرٍ بعزٍّ وغنَى...

توزع بركاتها فضلا يمنة ويسرة

مما أُعطِي هبةِ لها هدية المغْنَى...

على كف عروسها وردة وحناءْ

يركب فيه فارسٌ عطشانَ بالمُنَى...

جوقةٌ في سوق عكاظِ قد اتسعتْ

من أقصى الشاطئ حتى الأدنَى...

في كل الفواصلِ استراحةٌ فُضلى

كغرسِ داليةٍ قُطوفُها في يدٍ يُمنَى...

يحتفل البُخور بروائحه أشتاتا 

في وجه الضياءِ المنثور حزنَا... 

على طقوسٍ ساخنة لا يرقُص

النُّهى، من شرابٍ فاخرٍ يتسنَّى...

ولا تذوُّقٍ يرتوي به هذا المكانُ

بشاعر ما تأخر سهوا وما تأنَّى...

شدَا الموسمُ في قلبي طيفًا حرًّا

من رونقِ حسنِ البهجةِ الفاتنَة... 

زمانُ أملِ المعلقةِ يروي الزهرَ 

كما ارتويتُ به، وبكلتا يديَّ أنَا... 

من عطرٍ الكلمات راجيا حكمةً 

لا يخبُو نورها رجاء هو أتمنَّى...