مظاهر لم تعرفها أمريكا... عواصم الولايات الخمسين تتأهب لاحتجاجات مسلحة - فيديو
تاريخ النشر : 2021-01-17 23:45

واشنطن – وكالات: أُغلقت العاصمة الأمريكية واشنطن مع استعداد مسؤولي إنفاذ القانون لمواجهة تجمعات مؤيدة للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في عواصم الولايات الأمريكية الخمسين. 

وأقيمت الحواجز ونشر آلاف من قوات الحرس الوطني في محاولة لتجنب تكرار واقعة الهجوم على الكونغرس، التي هزت البلاد في السادس من يناير كانون/ الثاني الجاري، بحسب رويترز. 

وحذر مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) وكالات الشرطة من احتجاجات مسلحة محتملة في جميع عواصم الولايات، بدءا من يوم الأحد وحتى موعد تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير/ كانون الثاني، يؤججها أنصار ترامب الذين يعتقدون بصحة مزاعمه الكاذبة عن تزوير الانتخابات. 

ومن بين الولايات التي قامت بتعبئة حرسها الوطني لتعزيز الأمن، ميشيغان وفرجينيا وويسكونسن وبنسلفانيا وواشنطن، بينما قامت تكساس بإغلاق مبنى كونغرس الولاية اعتبارا من الأحد وحتى يوم التنصيب.

ونقلت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية يوم السبت، عن تقرير للشرطة ومصدر بقوات إنفاذ القانون، أن أفراد الشرطة في وسط مدينة واشنطن ألقوا القبض على رجل من فرجينيا، حاول المرور عبر نقطة تفتيش تابعة لشرطة الكونغرس الجمعة، بينما كان يحمل أوراقا مزورة ومسدسا مزودا بالطلقات وذخيرة تزيد على 500 طلقة.

وأقرت وزارة الدفاع الأمريكية إدخال أكثر من 20 ألف عنصر من الحرس الوطني إلى واشنطن، كما عززت ولايتا فرجينيا وميريلاند الإجراءات الأمنية على حدود واشنطن استعدادا لإغلاق جميع مداخل العاصمة قبيل يوم تنصيب بايدن.

وينتشر الآن آلاف من أفراد الحرس الوطني المسلحين في شوارع واشنطن في استعراض للقوة لم يسبق له مثيل في العاصمة الأمريكية، وذلك بعد الهجوم على مبنى الكونغرس.

ومن المقرر إغلاق عدد من الجسور المؤدية لمدينة واشنطن، فضلا عن عشرات الطرق. كما تقرر منع الزيارات إلى عدد من المعالم الشهيرة بأنحاء البلاد حتى الأسبوع المقبل.

ونقل مراسل قناة الغد في واشنطن، أن حالة القلق تنتاب بعض أعضاء الكونجرس خشية مخاطر داخلية بسبب حيازة بعض زملائهم أسلحة، فيما لجأ أخرون إلى ارتداء القمصان الواقية ضد الرصاص.

ووسط أجواء القلق الراهنة والتشديد الأمني، فرضت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي غرامة تقدر بـ5000 دولار  ضد أي عضو يمتنع عن المرور عبر أجهزة التفتيش، كما تصل الغرامة إلى ضعف المبلغ حال تكرارها للمرة الثانية.

وتحيط الشكوك حول تورط بعض أعضاء الكونجرس في إطلاع أنصار ترامب على أروقة وأنفاق وتخطيط مبنى الكابيتول عبر جولات سياحية وهمية تخفي غرضها الرئيسي.

وأِشار مراسل الغد، إلى وجود 8 حواجز أمنية قبل الوصول إلى الكونجرس الأمريكي، مع وجود نقاط تفتيش مشتركة.

يأتي ذلك على خلفية اقتحام حشود من أنصاره الرئيس الأمريكي ترامب الحواجز التي وضعتها الشرطة حول مبنى الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني الجاري.

وصعد أنصار الرئيس الأمريكي إلى الباحة الرئيسية للمبنى، ورفعوا أعلاما مناصرة لترامب، ورددوا هتافات رافضة لنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أسفرت عن فوز منافسه الديمقراطي، جو بايدن.
التايم: بايدن يواجه انقساماً أمريكياً أخطر من أزمة "كورونا"

ومن جهة أخرى، قالت مجلة ”التايم“ الأمريكية إن الولايات المتحدة باتت أكثر انقساما من قبل، وتعاني الآن من الاختلال والاعتلال السياسي، وإن هذه الأزمة التي يواجهها الرئيس المنتخب جو بايدن عندما يتولى منصبه الأسبوع المقبل أخطر بكثير من ازمة ”كورونا“.

ورأت المجلة، في تقرير نشرته أمس السبت، أن أعمال الشغب في مبنى ”الكابيتول“ الذي يضم الكونغرس ويعتبر رمز الديمقراطية الأمريكية الأربعاء الماضي، لم يتم الإعداد لها منذ سنوات فقط بل عقود، بسبب ثلاث سمات ميزت المجتمع الأمريكي وتم تجاهلها من قبل السياسيين الأمريكيين لفترة طويلة جدا، وهي الإرث الدائم للعرق والعنصرية والطبيعة المتغيرة للرأسمالية وانقسام المشهد الإعلامي الجماعي في الولايات المتحدة.

وقالت المجلة في التقرير المنشور قبل أيام من تنصيب بايدن الأربعاء المقبل ”لا توجد ديمقراطية صناعية متقدمة في العالم اليوم أكثر انقساما سياسيا أو مختلة ومعطلة سياسيا من الولايات المتحدة اليوم، إذن كيف وصلت أقوى دولة في العالم إلى هذه النقطة“.

وأضافت ”لنبدأ بالعرق.. الولايات المتحدة ليست فريدة من نوعها في وجود تاريخ مضطرب مع العلاقات بين الأعراق، لكنها كانت بطيئة بشكل خاص في معالجة الإرث الهيكلي لتلك العنصرية، إذ استغرق الأمر ما يقرب من قرن بعد نهاية الحرب الأهلية لإقرار قانون الحقوق المدنية لعام 1964، على سبيل المثال لا الحصر“.

جهود غير كافية
وأشارت المجلة إلى أنه تم اتخاذ خطوات في العقود الأخيرة للبدء في معالجة هذا الإرث بشكل جدي، وتشمل قوانين مناهضة التمييز وجهود العمل الإيجابي بهدف جلب الأمريكيين السود نحو المزيد من التوازن وتمهيد الطريق أمام الولايات المتحدة لانتخاب أول رئيس أسود لها، مضيفة أن احتجاجات حركة ”حياة السود مهمة“ في الصيف الماضي بعد مقتل مواطن من أصول أفريقية على يد ضابط أبيض أظهرت أنه لا يزال هناك الكثير من العمل.

وبالنسبة للسبب الثاني، وهو الرأسمالية، فقد اعتبرت المجلة أن النظام الرأسمالي في الولايات المتحدة والنمو الاقتصادي الهائل في العقود الماضية أديا إلى توليد كميات هائلة من الثروة، لكن ذلك أدى أيضا برأي المجلة إلى وجود مواطن أمريكي لديه قدر أقل من شبكة الأمان الاجتماعي بالمقارنة مع نظرائه الأوروبيين، فضلا عن إتاحة الفرصة للأثرياء للاستيلاء على النظام السياسي.

عدم تكافؤ الفرص
وأوضحت ”التايم“ أن هذا الأمر ليس شيئا جديدا ظهر فجأة مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إذ إنه سمح منذ فترة طويلة بظهور حالة من عدم المساواة، فيما شهدت البلاد بشكل متزايد في الثلاثين عاما الماضية ارتفاعا في عدم تكافؤ الفرص أيضا.

وبينت المجلة أن ”هذا ما يقودنا إلى الإعلام، إذ إن شركات التكنولوجيا نفسها التي تشغل عالمنا الحديث أحدثت ثورة في استهلاكنا لوسائل الإعلام، فيما يسارع الكثيرون إلى توجيه أصابع الاتهام إلى شركات التكنولوجيا لتفكيك المشهد الإعلامي لدينا“.

وأضافت “بعد فوات الأوان، اتبع تطور وسائل التواصل الاجتماعي مسارا مألوفا، إذ إنه بعد أن كانت محطات الراديو والأخبار والمدونات، كلها ذات يوم وسائل إعلام جماهيرية للتواصل، أصبحت تخدم مصالح ذاتية وأهدافا شخصية، ما فاقم مشكلة الانقسام“.

تحدٍ صعب لبايدن
وذكرت المجلة في تقريرها أن هناك عوامل أخرى تساهم في الانقسامات السياسية الأمريكية في الوقت الحاضر، إلا أن تلك الأسباب الثلاثة هي الأكثر هيكلية وأهمية على حد تعبيرها.

وذكرت  ”التايم“ أن ”الأمر الأكثر إثارة للقلق، بغض النظر عما يحدث مع جهود مساءلة ترامب الأخيرة، أنه من المتوقع أن تزداد هذه الاتجاهات الثلاثة قوة على المدى القريب، وفي ظل غياب المزيد من الجهود الجادة للتعامل مع هذه القضايا وجعل التسويات السياسية ضرورية لمعالجتها بشكل حقيقي، فإن هذه مشاكل ستزداد سوءا“.

وختمت المجلة تقريرها بالقول إن ”بايدن يواجه العديد من التحديات عندما يتولى منصبه، وعلى الرغم من أن معالجة الوباء قد تكون التحدي الأكثر إلحاحا بالنسبة له، فإنه ليس أكثر صعوبة. يمكن للقاحات أن تقضي على الأوبئة في النهاية، لكن ليس لدينا لقاح لانقساماتنا السياسية“.

كارثة أمنية قد تحدث
المتخصص في العلاقات الدولية والإعلام السياسي، مكرم خوري مخول، قال، إن السلطات الأمريكية تدرك قدرات أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرا إلى أنه من الممكن حدوث كارثة أمنية قد تحدث إذا دخلوا واشنطن.

وأضاف مكرم، في حديثه لقناة "الغد"، أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب قد يوقف العالم على قدم واحد بمسألة واحدة فقط وهى المسالة النووية، مشيرا إلى أن بقية الأمور عادية، ومن المنتظر أن يلتقط العالم أنفاسه في اليومين الأخيرين ليس فقط عن رئيس يفعل ما يريد بشكل مزاجي وله قاعدة له شعبية كبيرة وانتخبه أكثر من 70 مليون أمركي، ولكن وجود عشرات الملايين يحملون قطع السلاح الخفيفة من أنصار ترامب في السنوات الأخيرة، قاموا بعمليات تشدد كبيرة .

وأشار المتخصص في العلاقات الدولية والإعلام السياسي، إلى أنه خلال فترة رئاسة ترامب مر أنصاره بالمرحلة الثانية هي والأكثر تطرفا، وظهر هذا جليا بردود أفعاله في 6 يناير الماضي واقتحام الكونجرس الأمريكي.

كما أكد المتخصص في العلاقات الدولية والإعلام السياسي، أن السلطات الأمنية الأمريكية، استعدت جيدا لهذه العناصر الموالية لترامب والتأهب لعدم حدوث كارثة أمنية مجددا، موضحا أن الإستراتيجية تتراوح بين الردع وبين كبح الدماء لأنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته.

وأوضح مخول، أن الأمن الأمريكي يعمل على ردع المتطرفين والمتشددين من أنصار ترامب لعدم العودة إلى لواشنطن، مضيفا أن قوات الأمن جاهزة حال قدوم تلك الجماعات إلى واشنطن بكبح الدماء خاصة بعد الإخفاق في أحداث 6 يناير ومقتل 6 اشخاص، وتريد السلطات أن تمرر يوم تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بسلام، واستعادة الولايات المتحدة الأمريكية وجها الديمقراطي من جديد خاصة بعد أحداث الشغب الأخيرة والاعتراض على نتائج الانتخابات الرئاسية.