ترامب المتطرف ليس إستثناء
تاريخ النشر : 2021-01-14 11:26

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحد أقطاب اليمين المتطرف الذي إستطاع أن يصل الي البيت الأبيض  متربعا على عرش أقوى قوة عسكرية و اقتصادية في العالم ، لم يكن  ليصل الي ذلك لولا إختيار الحزب الجمهوري له أولا و ثانيا إنتخاب الشعب الأمريكي له ،بالتأكيد ترامب يتحمل كامل المسؤولية عن إقتحام الكونغرس و غيرها من الجرائم و لكن من أوصله  إلي  البيت الابيض يتحمل المسؤولية الرئيسية عن ذلك .

تنامى قوى اليمين المتطرف و العنصري في جميع أنحاء المعمورة و إقترابه من مراكز صنع القرار في العديد من الدول أو الوصول الي سدة الحكم ، يضع العالم أمام تحديات خطيرة حيث تتنامى الفرص نحو  المزيد من الصراعات الاقليمية و الحروب الداخلية و ربما إندلاع  حرب عالمية ثالثة تختلف بالشكل و لكنها تتطابق في جوهر ما عانى منه العالم خلال القرن المنصرم من أهوال الحرب العالمية الاولى و الثانية .

إن رفض القوى و الاحزاب الديمقراطية و الدول التي تسير بها العملية الديمقراطية بشكل منظم ،لعملية اقتحام الكونغرس من العصابات من أنصر ترامب فهذا أمر طبيعي ،ولكن إن تخرج قوى اليمين و التي أوغلت  في شعوبها قتلاً و قهراً ، و تستنكر فهذا أمر شاذ و إستغفال لعقول البشر .

قوى اليمين المتطرف و التي لا ترى في العملية الديمقراطية إلا مدخلا  لها  للسيطرة المطلقة و الابدية على السلطة و تعترف بنتائج الانتخابات التي تحقق أهدافها  فقط ، و إن كان و لابد من إجرائها ،تطلق العنان لتخويف و تركيع المجتمع و إثارة  الرعب و بالتالي استمرارها في الحكم ، الاحزاب اليمينية في العالم العربي و غيره لا ترى في الآخرين من الأحزاب و القوى  إلا  سلماً لها  للوصول الي السلطة ، و سرعان ما تبطش بشركائها فور تمكنها من الحكم .

ترامب لم يدير  فقط اقتحام الكونغرس ، بل أدار ذلك وسط جو من الإحتفال و وصف الرعاع بأنهم  الوطنيون ، من جماعة الأولاد الفخورين و النازيين حيث ارتدى البعض منهم شعار  معسكر الإبادة الجماعية " أوشفيتس" و الذي قتل فيه أكثر من مليون إنسان على يد هتلر و نظامه الدموي،

وشاركت عصابات ترامب و بكل قوة و التي تنادى بتفوق العنصر الأبيض رافعين علم الولايات الجنوبية إبان الحرب الأهلية الأمريكية و التي رفضت إلغاء العبودية ، التناغم الكبير بين ترامب و نتنياهو و باقي الديكتاتوريات حول العالم يعبر عن النزعة الاجرامية و الفاشية  و العنصرية المتأصلة  في داخلهم ، و إن القاسم المشترك بينهم عدائهم المطلق للإنسانية و هم في حقيقة  الأمر  يشكلون أكبر خطر على البشرية و يهددون وجودها .

لو كانت الولايات المتحدة الامريكية كدول العالم الثالث ، و لو لم تكن أمريكا دولة مؤسسات و أن الدستور الأمريكي يحدد مسار العمل بشكل واضح و  أن الفصل بين السلطات لا يمكن القفز عنه ،  لانهارت الولايات المتحدة و واجه العالم مصيرا حالك السواد لا يقل قتامة عن الحقبة السوداء خلال القرن الماضي  .

و على ذكر الرئيس السابق جورج بوش الإبن  إن ما حدث  في واشنطن لم يكن ليجري في جمهوريات  الموز ، فتلك التسمية من نتاج الإمبريالية الأمريكية و شركات موزها عندما أسقطت حكومة هندوراس ،لقد تناسى بوش أن يده ملطخة بدماء شعوب المنطقة و أن قانون الموز الأمريكي مازال حاضرا في المشهد الدولي ،

حيث الولايات المتحدة لا تقيم وزنًا للقانون الدولي و لكن نيران التطرف و الفوضى احتلت ولو للحظات  كرسي رئيس مجلس الشيوخ ، كرسي نائب الرئيس الأمريكي المنتخب و بتحريض من  الرئيس الأمريكي المنتخب .

و يبقى السؤال المطروح هل من الممكن أن يستخلص العالم الدروس من خطورة وصول اليمين المتطرف إلي السلطة ؟؟