ثلاثة رجال يطمحون لرئاسة الحزب الديموقراطي المسيحي الألماني
تاريخ النشر : 2021-01-13 20:39

برلين: أرمِن لاشيت المعتدل وفريدريخ ميرتس المنافس الليبرالي الشديد لأنغيلا ميركل ونوربرت روتغن الآتي من خارج دائرة الحزب الضيقة، هم المرشحون الثلاثة لرئاسة الاتحاد الديموقراطي المسيحي الألماني المحافظ.

سيختار مندوبو الحزب السبت رئيس حزب المستشارة. وفي ما يأتي لمحة مختصرة عن كل منهم.

أرمِن لاشيت، على خطى ميركل

هذا الصحافي السابق الذي سيبلغ الستين من عمره في 18 شباط/فبراير، يجسد استمرارية عهد ميركل. فهو محافظ معتدل وفي للمستشارة وتجمعه بها علاقة ثقة. فقد أيد لاشيت ذو العينين الضاحكتين خلف نظارته الرقيقة بشكل خاص سياسة استقبال اللاجئين في 2015.

ولكن قربه هذا من ميركل قد يمثل عقبة أمامه، لأن هذا الكاثوليكي الورع المؤيد للبناء الأوروبي يسعى لتمييز نفسه عن المستشارة التي تمسك بالسلطة منذ أكثر من 15 عامًا، وتقديم برنامج مختلف.

انتُخب عضوا للبوندستاغ في 1994 ثم نائبًا أوروبيًا بعد ذلك بخمس سنوات. ويرأس منذ عام 2017 منطقة شمال الراين-فستفاليا الأكثر اكتظاظًا بالسكان في غرب ألمانيا. وقد تصدى لوباء كوفيد وحقق نجاحًا متباينًا.

إذ ظهر أحد أول مراكز العدوى في منطقته بعد كرنفال في مدينة هاينسبرغ. وخسر من شعبيته أيضًا بعد أن طالب قبل الصيف، وفي وقت مبكر جدًا في نظر الخبراء الطبيين، بتخفيف قيود الاحتواء لإنقاذ الاقتصاد.

ومع ذلك، يمكن للاشيت الذي يعد ابنه شخصية مؤثرة، الاستفادة من الحلف الثنائي مع وزير الصحة ينس شبان الذي حظي بشعبية خلال أزمة الوباء على الرغم من الانتقادات الموجهة لاستراتيجية التلقيح التي اعتمدها.

فريدريخ ميرتس، المنتقم

فريدريخ ميرتس البالغ 65 عامًا، يريد الانتقام من أنغيلا ميركل بأي ثمن.

فقد كان هذا الليبرالي مرشحًا لرئاسة الاتحاد الديموقراطي المسيحي في نهاية عام 2018، لكنه هُزم بفارق ضئيل أمام أنغريت كرامب-كارينباور التي عُدت في وقت ما خليفة محتملة لميركل، قبل أن تستقيل من رئاسة الاتحاد الديموقراطي المسيحي في أوائل عام 2020.

هذا المحامي ذو الملامح القاسية الذي يعود أصله إلى ولاية شمال الراين-وستفاليا، لديه في رصيده مسيرة سياسية طويلة: عضو في البرلمان الأوروبي (1989-1994) ثم البوندستاغ (1994-2009) فرئيس كتلة الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي بين 2000 وعام 2002، قبل أن تعزله ميركل من المنصب وهو الأمر الذي لم يغفره لها.

هذا الرجل الذي يتبنى مواقف ليبرالية في القضايا الاقتصادية والاجتماعية، والطيار الهاوي، هو أب لثلاثة أبناء، ويجيد إلقاء الخطب القوية حول الأمن والهجرة. وهي مواقف يفترض أن تسمح لحزبه باستعادة الناخبين الذين استمالهم اليمين المتطرف.

وعلى الرغم من أنه يحظى بدعم من قاعدة الحزب، ولا سيما شباب الاتحاد الديموقراطي المسيحي، عانى ميرتس الذي أصيب بمرض كوفيد في الربيع، في الأشهر الأخيرة من عدم تولي أي منصب مسؤول محليًا. وهكذا حجبه مسؤولو المنطقة الذين تمكنوا من إدارة مواجهة الوباء مع ميركل.

وقد تؤدي الفترة التي قضاها يعمل لدى شركة إدارة الأصول الأميركية بلاكروك لقاء أجر سخي، والتصريحات الأخيرة التي قارن فيها بين المثلية الجنسية والاستغلال الجنسي للأطفال، إلى عزوف الناخبين المعتدلين والبيئيين عن تأييده.

نوربرت روتغن، القادم من خارج قيادة الحزب

ماذا لو حقق خبير السياسة الخارجية البالغ من العمر 55 عامًا مفاجأة؟ يكاد روتغن ذو الشخصية المتألقة والذي درس القانون يكون على قدم المساواة مع ميرتس، متقدمًا بفارق كبير عن لاشيت في استطلاعات الرأي الوطنية، على الرغم من أن القرار يعود إلى مندوبي الاتحاد الديموقراطي المسيحي في نهاية الأمر.

انتخب روتغن لعضوية البوندستاغ في عام 1994 وهو أب لثلاثة أطفال ولديه أيضًا حساب يريد تصفيته مع ميركل.

فالمستشارة أوقفت بالفعل صعوده السياسي في عام 2012 بإقالته من منصبه كوزير للبيئة، بعد هزيمة انتخابية في منطقته في شمال الراين- فستفاليا.

صار في ما بعد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البوندستاغ، وهو من مؤيدي الخط المتشدد تجاه روسيا، فيما يعد بإعطاء دور أقوى للشباب والنساء داخل الحزب الألماني المحافظ الذي يحتاج إلى التجديد برأيه.