مبتورو الأقدام بغزة.. إرادة وعزيمة وتحدي للعقبات رغم الوجع - فيديو
تاريخ النشر : 2021-01-11 22:04

غزة- صافيناز اللوح: ودعوا أقدامهم أو أيديهم للأبد، وكتبوا عنها حكايات أبكت القلوب ألماُ، وجمّعوا قواهم العقلية بهدوء، حتى وصلوا إلى قرار هز كيان حياتهم، وسجل أسماءهم في حقل المبدعين القادرين على تخطي الصعاب، والقفز عن العتبات رغم الجرح، متمسكين بإرادتهم التي ستمثلهم في مستقبلهم الوردي.

شباب بعمر الزهور في قطاع غزة، فقدوا أقدامهم أو أيدهم أو أجزاء أخرى من أجسادهم، إمّا بإحدى الحروب أو مسيرات العودة، أو عن طريق حوادث السير أو الأمراض.

"محمد عليوة"، أحد جرحى مسيرات العودة بتاريخ 9/11/2018، حيثُ تعرض لطلق ناري متفجر، أدى لبتر القدم في نفس اليوم بمستشفى الشفاء.

تحدث "محمد" مع "أمد للإعلام"، حول إصابته قائلاً: "علمت ببتر قدمي من خلال أصدقائي، وحينها لم أصدم وتحملت ذلك، وبعد خروجي من المستشفى بعام قررت العودة إلى الرياضة وممارسة حياتي الطبيعية، حتى لا أكون طريح الفراش طوال حياتي".

وأوضح، أحب الرياضة منذ صغري، وعدت لأكمل اللعب فيها، واضممت على نادي الجزيرة عن طريق الكابتن فؤاد أبو غليون، وبدأت التمرينات والتدريب للعودة لأكون بين الناس شخصاً طبيعياً رغم النقص الذي اتواجد به".

وتابع، أنّ النادي الذي يلعب به يتكون من 5 فرق، كل فريق يحتوي من 15-20 شخصاً، وجميعاً من ذوي الإعاقة، مشدداً، أنّه يحب لعبة الباركور كثيراً منذ صغري، وكنت متحمس جداً مع أصدقائي وتحديت كثيراً وكسرت الحاجز وبدأت اللعب بعزيمتي وإرادتي".

ونوه، إلى أنني "بدأت بصعوبة لعدم وجود يشجعني على ذلك، ولكنني أصريت على اللعب بحركات الباركور، وتعرضت لعدة إصابات خلال تمرينات اللعب".

وطالب، بتركيب طرف رياضي ليتمكن من اللعب كشخص سليم مثل باقي أصدقائه، متمنياً من وزارة الرياضة بغزة الاهتمام به لأنّه كل ما يفعله هو جهد شخصي فقط.

مأساة حوادث السير

ومن جهته تحدث الفتى "أحمد أبو دقن" 13 عاماً، والذي أصيب بحادث سير مروع في عام 2007، عندما كان في عمر الرابعة، حيثُ كان ذاهباُ إلى روضته.

وقال الفتى الغزي لـ"أمد للإعلام"، "أنا لاعب في منتخب فلسطين لكرة القدم البتر، وشاركت في مباريات متعددة خارجية ومثلت فلسطين في المحافل الدولية ورفعت علم فلسطين في الملاعب".

وأضاف، "ألعب أيضاً بكرة السلة علي الكراسي المتحركة، ولاعب العاب قوة وحاصل عل جوائز كتير وسباح والحاصل علي المستوى الثاني، على قطاع غزة، وحصلت على المرتبة الثالثة في ماراثونات حصلت على مستوى فلسطين".

واستدرك بالقول، "أنا أحد أعضاء فريق الدبكة الفلسطينية علي الكراسي المتحركة، وهو الأول علي مستوى فلسطين والشرق والأوسط، وأقوم بالتجهيز لفريق "سكيت ولوح التزلج"، على مستوى العالم العربي للبتر، كما شاركت في أول مخيم صيفي ومخيم شتوي للأشخاص ذوي الإعاقة في الشرق الأوسط، فيما حصلت على المركز الثاني فلسطينياً في الدراجات الهوائية فوق الركبة.

ونوه أنا حالياً طالباً في الثانوية العامة "التوجيهي"، وأتمني وأحاول الحصو على معدل عالي، لأصبح طبيب علاج طبيعي، وأطراف صناعية. ماذا تفعل الأندية لهذه الفئات؟!

وفي السباق ذاته، أكد أبو سامح سكسك مسئول نادي الجزيرة لفئات ذوي الإعاقة في قطاع غزة لـ"أمد للإعلام"، أنّ النادي يضم الأشخاص ذوى الإعاقة بشكل عام، حيثُ شملت البتر والعيب الخلقي، وكفيف بصري وشلل رباعي ونصفي واليدين والطولي، كما البتر من الحرب أو مسيرات العودة والحوادث المختلفة.

وقال، إنّ الأعمار التي انضمت للنادي من بين 15 إلى 40 عاماُ، وهناك فئة سيدات "بتر وعيب خلقي"، متواجدة داخل النادي.

وأكمل، نحن نقدم التقدير لمن لجأ من هذه الفئة إلى الأندية في قطاع غزة، حيثُ تم تدريبهم بداخلها، وفي حالة إصابة الشخص داخل النادي نقوم بعلاجه حتى استشفاءه ونبقى على متابعة معه الي حين عودته الي اللعب مرة أخرى".

وتمنى سكيك عبر "أمد"، التوفيق لهذه الفئة، والمشاركة في بطولات عربية وعالمية لتمثيل فلسطين، وأن تفتح المعابر أمام، خاصة بأن هذه الفترة تنفذ "بطولة طوكيو" لهم.

إذن.. هم ليسوا بحاجة للشفقة، بل ينتظرون منكم دعماً معنوياً يجعلهم أرقاماً قياسية تسجل في موسوعة "جنتس" العالمية، كي ترد لهم جزءاً من أعضاءهم التي حرموا وسيحرمون منها حتى الممات.