حكومة بلا شعب وشعب بلا حكومة
تاريخ النشر : 2020-11-29 20:30

تسلل فيروس كوفيد 19 إلى قطاع غزة على حين غفلة من بين الحواجز والمعابر والحجب والسواتر والقواطع والكوابح والموانع والعراقيل والفواصل والتصدي والتحدي فكشف عن حقيقة استعدادات وجهوزية المنظومة الصحية، فالحالة الوبائية للفيروس تتحدث عن نفسها، ولم يقف الغزو الكوروني عند الحالة الصحية بل تخطى ذلك إلى ما هو أشد فتكاً فاخترق منظومة الوعي الجماهيري حيث اعتمدت المنظومة الصحية على الوعي الجماهيري لمواجهة تفشي الفيروس، إلا أن الاستجابة الجماهيرية خذلت المنظومة الإدارية والصحية في غزة، فأثار هذا المشهد طرح سؤالٍ جوهريٍ.

 هل نحن نقف في مواجهة جماهير فاقدة للقيم والوعي والإحساس بالمسؤولية تجاه الآخر، غير آبهةٍ بمستقبلها ومستقبل أبنائها والذي قد يودي بهم للهلاك والاندثار، فإذا سلمنا بصوابية هذه النظرة للجماهير فإننا نجحف بكل ما قدمته الجماهير من تضحيات بالأنفس والنَّفيس على مدار الحقب المتتالية وحتى حاضرنا اليوم، لكنَّ كثيراً من الأمور تشي بأن عدم الاستجابة نتيجة طبيعية لحالة انعدام الثقة لدى قطاع واسع من الجماهير، وتهالكها عند قطاع آخر لجهة إدارة غزة، بل رسمت الجماهير صورة من ألوان قاتمة جسَّدت الكراهية وجعلتها مبعثا لعدم تقبل التعليمات والقرارات الصادرة عن الجهة المسؤولة، هذا الفيروس الحقيقي الذي استقر في وجدان الجماهير لهو أحرى بالمواجهة والعلاج والذي يحتاج بالضرورة إلى وعي حكومي لكي لا تصبح الحكومة في جانب والجمهور الذي يحلم ويُمني النفس بحكومة تشعر بآهاتهم وأنّاتهم وآلامهم وأحزانهم واحتياجاتهم تُعلي من قيمة الإنسان وتجعله غايتها في جانب آخر .

فالشعب يدور في دوامة من الذهول من أداء الفصائل مجتمعة حيث يحرثون في أرض نتاجها أشواك وشجر يباب، إفلاس مزري وسلوك مخزي، فلسان حال الشعب يقول:- ليس هذا الثوب ثوبي وليس هذا العُرس عُرسي .