مركز فلسطين: الأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية شهداء مع وقف التنفيذ
تاريخ النشر : 2020-11-28 12:29

رام الله: حذر مركز فلسطين لدراسات الأسرى، من الخطورة الحقيقية على حياة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي بحقهم، معتبراً أن العشرات منهم قد يكون مصيرهم الوفاة داخل السجون في حال لم تقدم لهم الرعاية الطبية المناسبة.

ووصف الباحث رياض الأشقر مدير المركز، الأسرى المرضى أصحاب الأمراض الصعبة في سجون الاحتلال وعددهم ما يزيد عن 150 اسيراً، بأنهم شهداء مع وقف التنفيذ حيث انهم يعانون من ظروف صحية خطيرة للغاية مع استمرار استهتار الاحتلال بحياتهم، وعدم تقديم أي رعاية طبية أو علاج مناسب لهم، مما قد يؤدى بهم الى الموت في أي لحظة.

وأوضح الأشقر، أن هناك  ما يزيد عن 700 أسير مريض في سجون الاحتلال ، منهم (150) أسير يعانون من أمراض خطيرة بما فيها السرطان، والفشل الكلى، وأمراض القلب، وضمور العضلات وانسداد الشرايين، وغيرها من الأمراض التي قد لا تمهل الأسير كثيراً على قيد الحياة.

وكشف أن العديد من الاسرى تدهورت صحتهم في الشهور الاخيرة بشكل ملحوظ ، منهم الاسير نضال ابوعاهور، وهو من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال ويعاني من مرض السرطان والفشل الكلوي ويقبع في مستشفى الرملة، والأسير عايد خليل (54 عاما) مدينة طولكرم وقد نقل الى إلى مستشفى "سوروكا نتيجة تدهور وضعه الصحي، حيث يعاني من انسداد في الشرايين، وهو أحد محرري صفقة وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم، والأسير "معتصم رداد" من طولكرم، وهو يعانى من سرطان الأمعاء منذ 9 سنوات، إضافة أسرى أخرين.

وبين أن الأسير المريض يحتاج الى سنوات ليتمكن من إجراء فحص مخبري او صورة اشعة، وقد أدى التأخير المتعمد في إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية إلى استفحال المرض في أجساد بعض الأسرى، كذلك أدى التأخر المتعمد في إجراء عمليات جراحية عاجلة لبعض الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة وصعبة إلى انعدام الأمل في الشفاء، وتعرض الأسرى إلى خطر حقيقي على حياتهم.

وأشار إلى أن غالبية الأسرى الفلسطينيين يواجهون مشكلة في أوضاعهم الصحية نظرًا لتردي ظروف احتجازهم في سجون الاحتلال، سواء خلال فترة التحقيق حيث يحتجز المعتقلون في زنازين ضيقة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الصحة العامة، حيث يتعرضون لسوء المعاملة، والضرب والتعذيب، والإرهاق النفسي والعصبي، مما يؤثر على أوضاعهم الصحية بشكل سلبي.

أو بعد نقلهم الى السجون حيث لا  تتوفر طواقم طبية متخصصة، وهناك بعض السجون لا يوجد بها طبيب، وغالبًا ما يكون الأطباء في السجون أطباء عامين او ممرضين، كما أن العشرات من الأسرى الذين أجمع الأطباء على خطورة حالتهم الصحية، وحاجتهم الماسة للعلاج وإجراء عمليات جراحية عاجلة بما فيهم من مسنين، وأطفال، ونساء، ترفض إدارة السجون نقلهم للمستشفيات، ولا زالت تعالجهم بالمسكنات التي يصفها الأطباء لجميع الأمراض على اختلافها، مما يجعل من الأسرى المرضى شهداء مع وقف التنفيذ ينتظرون دورهم في قائمة شهداء الحركة الأسيرة.

وقال الأشقر، إن سياسة الإهمال الطبي المتعمدة تكشف بشكل واضح عن العقلية الاجرامية والعنصرية التي تحكم السجون، حيث ان ما يجري مع الأسرى هو عمليات قتل جماعي بتركهم فريسة سهلة، للأمراض تنهش في أجسادهم.

 وطالب منظمات حقوق الانسان الدولية التدخل لإنقاذ حياة الاسرى من الموت المحقق، وارسال لجنة طبية بشكل عاجل لفحص الظروف التي تؤدي إلى إصابة الأسرى بالأمراض الصعبة داخل السجون، ووقف المجزرة الصحية التي يتعرضون لها منذ سنوات طويلة ، في تجاهل الاحتلال لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية.