التربية بالقدوة لا الإنتقاد
تاريخ النشر : 2020-11-26 14:46

التربية بالقدوة لا الإنتقاد، يدرك الأبناء الدنيا من خلال عيونهم أكثر من إدراكهم لها من خلال عقولهم يتأثرون بما يشاهدون أكثر من تأثرهم بما يسمعون ويراقبون آبائهم  ومربيهم ويكونون أكثر رغبه في تقليد أفعالهم منهم في طاعه أقوالهم، نعم هم يتعلمون عن طريق التقليد وقدرتهم على ذلك من الصفات الرائعة والمفيدة تربويًا.

بل إن سنة وقانون تأثير  الآباء في الأبناء هي أن يعمل الآباء بما علموا  فينتفع أبنائهم بما يقولون ومن أوضح الأدلة على سنة القدوه ما كان من أمر النبي صلى الله عليه وسلم للصحابه أن يحلقوا، فلم يفعلوا فلما حلق صلى الله عليه وسلم تقاتلوا في السبق الى الحلق،  وفقًا  لنموذج يحتذى به الطفل فكما يتعلم الأطفال  الكلام عن طريق التقليد والاستماع والملاحظة فهم أيضًا يكتسبون ميولهم في الحياه ويكتسبون القيم والعادات عن طريق المحاكاة وبما أن الأطفال يقلدون سلوك من هم حولهم فلا بد وأن يكون لنا كآباء و مربيين الأثر الأكبر على تعليمهم وأن نفكر مليًا في سلوكياتنا وما نقوله وما نفعله فنحن بالنسبه لهم القدوة.

فالأطفال، يتأثرون بالقدوة أكثر من الوعظ أو التعليم بأنواعه وهم يتأثرون بنا ويقلدوننا في طريقتنا في التعامل وعلاقتنا بالجار وحديثنا مع زملائنا ،وإذا افتقد الأبناء قدوتهم في آبائهم ومربيهم فالتلقين لا يثمر معهم بحال من الأحوال وعبثا نحاول أن نربي جيلًا  صالحًا من أولئك الأبناء الذين يرون أن أقوالنا في جانب وحياتنا العملية في جانب آخر.

التربية بالقدوة لا الإنتقاد، فالقيم لا تفرض على الأبناء فرضًا إنما تجذبهم إليها القدوة الحسنة والمثل الطيب. و الأصل أن يتشرب الأبناء القيم  لا عن طريق النصح والتوضيح ولكن عن طريق المعايشة والاحتكاك بالآباء والمربين أن بامكانك أيها الأب والمربي أن توجه  الكثير من النصائح لأبنائك وأن تلفت نظرهم إلى كثير من الأمور لكن المحك النهائي في استجابتهم  إلى ذلك يعتمد على ماتنطبق به شخصيتك وأوضاعك فأبناؤك اذكى مما تظن وهم يلاحظون اشياء كثيره تحسبهم عنها غافلين.

وعلى العكس عندما تتكلم بصوت هادئ بدلًا من الصوت الغاضب فأنت تعلمهم الثبات والهدوء و عندما يتم استشارتهم من قبل أناس اخرين وعند اعتذارك عن خطأ وقعت فيه فهم يتعلمون تحمل مسؤوليه أخطائهم  وعند استعمالك للغة مؤدبة في الحديث فهم  يتعلمون المشاركه مع غيرهم و عندما تكون لطيفًا ودودًا مع الاخرين فأنت تكسبهم اللطف مع الاخرين وعندما تتفانى في عمل ما فهم يتعلمون أن يكون جادين في عملهم و عندما يرونك تقرأ كتابًا فأنت تكسبهم ميولًا خاصا بالقراءة و عندما تتصرف بشكل مسؤول فانت تعلمهم التصرف بشكل ينم عن تحمل المسؤولية.

ولأن الأبناء يكتسبون سلوكهم منك على هذه الطريقة فيجب على الأب والأم أن يراعوا الدقة في سلوكهم  فالأبناء الذين يعيشون مع آباء ملتزمين يصبحون ملتزمين ويكونون فيما بعد آباء ملتزمين.

أكبر المشكلات التي تواجهها في تربيتك لهم  هي تلك المساحات الفاصله بين أقوالك وأفعالك، فهم  يتعلمون من كل شيء تفعله فإذا كذبت أمامهم لأي سبب فأنت تعلمهم أن الكذب لا بأس به ومقبول وإذا كذبت الأم في مكالمه هاتفيه وادعت  أن الأب غير موجود بالمنزل فهذا أيضًا يعلم الطفل  أن الكذب مقبول، وإذا تناولت أغذيه قليله القيمة الغذائية  تباع في الشوارع فأنت تعلمه شراء مثل هذه الأغذية وإذا استخدمت الصياح والمناقشة الحاده ومناداه الآخرين بألفاظ نابية  فهم يتعلمون كل هذه الاشياء من خلالك.