هل تعرف النساء البسيطات شيئاً عن اليوم العالمي للقضاء على العنف ضدهن
تاريخ النشر : 2020-11-25 21:27

لفت انتباهي أن اكثر النساء في مواقع التواصل الاجتماعي قد شاركن هاشتاق اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.

هذا اليوم حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة  يوم 25 نوفمبر بهدف رفع الوعي حول مدى حجم المشكلات التي تتعرض لها المرأة حول العالم مثل الإغتصاب والعنف المنزلي وغيره من أشكال العنف المُتعددة.
سؤالي الذي دار في مخيلتي هل تعرف النساء البسيطات الغير متعلمات  شيئا عن هذا اليوم؟ ام انها مجرد هاشتاقات تتناثر في مواقع التواصل الاجتماعي ويبقى الحال على ما هو عليه؟!

ماذا عن الفتيات اللواتي لا يتزوجن بسبب قصص الميراث؟ هل وصل لهن شيئا عن هذا اليوم؟

وماذا عن تلك التي وصموها بالعار لأنها  قالت لا أريد هذا الشاب الذي تقدم لخطبتي ، هل وصل لها شيئا عن هذا اليوم الذي تم تخصيصه للدفاع عن حقها باختيار شريك حياتها؟
وأين هذا اليوم كان يوم وجدت جثة فتاة ملقاة على شاطئ البحر ،وفقط قالوا قضية شرف وتم اغلاق الملف؟

وعن تلك التي سقطت من علو وتم تقييد السبب اختلال التوازن؟
أين النساء المدافعات عن حقوق المرأة من أرض الواقع؟ أرى ان دورهن اقتصر على بوست في الفيس بوك أو في ندوة مغلقة في فندق ثري لا يشمل الحضور النساء البسيطات، والمضحك بالأمر  ان اليافطة المعلقة تكون عن انصاف المرأة البسيطة الغير متعلمة مثلا، وكل الحضور يكون من النساء المرفهات الغير معنفاتّ.

بعض المؤسسات  المعنية بالدفاع عن المرأة نجد ان كل همها ينحصر بكيفية صرف موازنة تم تخصيصها لعمل ندوة او ورشة عمل تهتم بالمرأة ولا تهتم بالكيفية التي تجريها بها.

للأسف كل النساء معنفات حتى المرفهات ، إن لم يكن بكدمات زرقاء حول أعينهن ، نجد قسوة الظروف تساهم بتعنيفهن، من مواجهة وباء في ظل سوء الظروف التي جاء بها الانقسام الفلسطيني والمعروفة لنا جميعا، واهمها قضية رواتب الموظفين الغير ثابتة وتنتظرها الاسر بدمار اعصاب.

المرأة اكثر من تتدمرنفسيتها  لأن البيت قائم عليها وعلى تدبيرها.
أين صوت النساء المدافعات عن حقوق شريحتهن من تلك القضايا لتوفير مناخ سليم حتى يعشن النساء بلا عنف نفسي؟
اين دورهن في التصدي لطرفي الانقسام؟

واين وجودهن على أرض الواقع في تحسين ظروف النساء الوظيفية؟
العنف الذي  تتعرض له المرأة متعدد الاشكال ومن أطراف كثيرة ، لن أقف عند  الجسدي والجنسي واللفظي فقط .
مطلوب من مؤسسات المرأة تعريف كل النساء بان هناك يوم تم تخصيصه لوقف العنف المسلط عليهن في وقت يقفن فيه أمام مراتهن لترميم جروحهن من قبضة رجل لم يعي حقوقهن.
ومطلوب تعريفهن بحقوقهن الوظيفية .

ومطلوب تعريفهن ان لهن الحق الكامل الوجود في المؤسسات الوطنية.
مطلوب دور لتلك المؤسسات على أرض الواقع وليس فقط في العالم الافتراضي بصورة وملصق .
يجب تعريفهن بهذا اليوم حتى لا نجد جثثاً لنساء أخريات ملقاه على جانبي الطرق.