ما بعد اختفاء الإخوان
تاريخ النشر : 2020-11-21 14:11

أهم سلاح ضد الإخوان هو الذى يُوفّرونه بأنفسهم فى أخطائهم الضخمة فى الحسابات، بسبب ضعف قياداتهم سياسياً، وضحالتهم معرفياً، وقطيعتهم مع الآداب والفنون، واضمحلال خيالهم، وضعف ذاكرتهم، واستهانتهم بخصومهم ومنافسيهم فى السياسة والفكر، وانحصار تعاملهم مع الجماهير فى استغلالها لأهداف الانتخابات والحشد عند الضرورة..إلخ.

كل هذا يورطهم فى أخطاء ترتد عليهم بكوارث مدمرة لتنظيمهم وقياداتهم وكوادرهم وقواعدهم، بما يحبط خططهم وأحلامهم، ويُضعِف علاقاتهم بالقواعد الشعبية، إضافة إلى فضح تبعيتهم المزمنة للخارج ، وأنهم يختارون دائماً أن يوطدوا علاقاتهم مع دولة قوية لها خصومة شديدة مع مصر، وهو ما امتد منذ التمهيد لنشأتهم، مع بريطانيا، حتى إدارة أوباما فى أمريكا! وكل هذا يهيئ الظروف لمقاومتهم، بل ولإنزال ضربات شديدة بهم كل حين! وهو مسار طويل، يحتاج رصده إلى عروض مطولة.

أنظر إلى اختفائهم من المسرح فى مصر، بشكل كامل مفاجئ مثير للريبة، مباشرة بعد الإطاحة بحكمهم، وبعد أن تبين لهم أنهم أعجز عن تحقيق الحد الأدنى من مطالبهم التى أعلنوها فى رابعة والنهضة ، رغم العون الهائل المقدم لهم من الخارج! ولم يكن لهذا الاختفاء معنى سوى أنه صدرت أوامر لكوادرهم وقواعدهم، التى تربت على السمع والطاعة، بأن يلبدوا فى جحورهم، بعد أن استجاب الجيش المصرى للمطلب الشعبى العارِم بالإطاحة بحكمهم الذى تبين خطره على الوطن والمواطنين. وكانت البداهة تقول إن اختفاءهم لا يعنى القضاء التام عليهم وإنما هو كمون إلى حين صدور أوامر أخرى سوف ينصاعون لها كعادتهم. وهو ما ظهر بعدها فى بعض الأحداث الطارئة، كان يخرج فيها عشرات منهم يرددون آخر ما كانوا يقولون قبل الاختفاء! وكأن الزمن لم يمر عليهم! مما جعلهم مثاراً للتندر.

وبتكرار أخطاء من لا يرى التغير، أعلنوا سعادتهم بفوز بايدن فى الرئاسة الأمريكية، وهللوا بأنهم عائدون مع عودته للسلطة، فى حالة دالة على عدم إدراكهم أن إرادته وحدها غير كافية، لأنه ملزم، على خلافهم، بأن يعيد النظر فى المستجدات الضخمة التى لا يدركون أهميتها.

* عن الأهرام