باراك أوباما إذ يتحدّث عن "أرض الميعاد.. ونتنياهو"
تاريخ النشر : 2020-11-17 11:31

يتصدّر الرئيس الأميركي رقم «44» باراك حسين أوباما, أول رئيس «أسود» في تاريخ الإمبراطورية الأميركية, التي قامت على جماجم ودماء وأراضي السكان الأصليين، يتصدّر عناوين الصحف ووسائل الإعلام هذه الأيام, في مناسبة صدور «المُجلد الأول» من مذكراته الموسومة «أرض الميعاد» (أو الأرض الموعودة) A Promised Land, حيث أثارت «إحاطة» مُحرِّر مجلة «ذي اتلانيك» جيفري غولدبيرغ, المُقرَّب جداً من أوباما (كان مَنحَه مقابلة مطولة في آخر قمة حضرها في جنوب شرق آسيا, استخدم فيها تعبير «الراكبون بالمجان», أثارت عليه عواصف عربية غاضبة, فناصبه بعض أنظمتها...العداء).

وإذا كان عنوان المذكرات قد أثار حفيظة/فضول مَن استغرب هذه الإستعادة لمفهوم تلمودي صهيوني اخترعته الحركة الصهيونية, وأسهم في ترويج الرواية التي اعتمدها المستعمرون الغربيون في مسعاهم «إهداء فلسطين» إلى «يهودِهم» الذين ضاقوا ذرعاً بهم، فإن ما عناه أوباما، «أرض الولايات المتحدة, كأرض موعودة ترنو إليها عيون شعوب عديدة, كونها - وفق الأسطورة الأميركية - توفِّ الفرص لقاصِدها, وهي مقولة باتت مَمجوجة ومُتصدعة, بعد كل الذي رأيناه وشاهدنا وتمت روايته من عنصرية وتمييز وإقصاء, ليس فقط في عصر رئيس الصدفة رقم «45» الرافض الإقرار بهزيمته أمام بايدن...بل قبله بعقود. ولم تكن السنوات الأربع التي يوشك ترمب إكمالها, سوى كاشف لِحِقب طويلة وعميقة بل مؤذية وإجرامية, تبلورت فيها - لاحقاً - حقيقة «الحلم», الذي كشف حجم الإنقسام والإستقطاب في المجتمع الأميركي. الذي لا يمكن اعتباره مُجتمعاً مُوحداً رغم كل الرطانة التي تحفل بها مذكرات أوباما, والتي قال فيها إنه: «في هذه المرحلة غير مُستعد للتخلِّي عن النموذج الأميركي».

وإذ لم تتضح بعد تفاصيل محددة وإضاءات ضرورية, يتوجّب توفرها لمن يريد نقد أو تقريظ ما قاله الرئيس الأميركي «الأسود», الذي يصعب تجاهل حقيقة أنه الأكثر ثقافة ووعياً من معظم الرؤساء الأميركيين منذ النصف الثاني من القرن العشرين..فإن الأوصاف التي أطلقها على رئيس حكومة العدو الصهيوني نتانياهو, تكاد تكون هي ذات الانطباعات التي خرج بها معظم الساسة والدبلوماسيين والإعلاميين, الذين «حظوا» بمقابلة هذا الصهيوني العنصري المتطرف, والذي يكذب كما يتنفّس على نحو بات معظم سكان الكيان الغاصب يطالبون باستقالته. وإن بدا أوباما أكثر كياسة وتحفّظاً في وصف أنانية وعدوانية نتانياهو, لكنه ــ وهنا الأهم ــ إعترف «بأن الخلافات السياسية مع رئيس وزراء إسرائيلي, لها تكلفة سياسية داخلية»، لم تكن - يُضيف أوباما - موجودة في العلاقات مع قادة العالم الآخرين».

ماذا عن «أيباك» إذاً؟.

يستذكر أوباما هنا ما قاله له كاتب خطاباته بن رودس في حملة قام بها عام 2008 عندما أَخبرَه «ان الهجمات التي تعرّض لها من قِبل اللوبي اليهودي, كانت نتيجة كونه «رجلاً أسود... يحمل اسماً مُسلِماً، يعيش في نفس الحي الذي يعيش فيه لويس فرخان, ويذهب الى كنيسته جيرميا رايت، وليس بناءً على آرائه السياسية, التي كانت مُتوافِقة مع مواقف المُرشّحين السياسيين الآخرين».

عن الرأي الأردنية