قصيدةٌ لشاعرٍ أعورْ                                      
تاريخ النشر : 2020-10-28 20:58

تحت أُبَّهةِ القمرْ

جلس القمرْ..

وأعد النجوم، كأوراقِ الشجرْ..

أمام قدميه تَتنزّلُ السحوب،

ويتناثر الدررْ..

هذا هو القدرْ..!

هذا هو القدرْ..!

فمن يَجرُؤ على نبشِ تلك الصورْ..؟

غاب لوقت قصيرْ..

جمع ما خلّّفه الضياءُ،

من مواقع النجوم،

 في الزمان الأغبرْ..

وبقيّة من أملٍ 

في مسامِ الإبرْ..

قام من قاعدته الرسمية 

فتعهد باقتفاء الأثرْ..

الجو مكفهرّْ..

لفحةُ اللّظى تُعوِّدُ العشبَ

أن يقفز متمردا،

 فوقَ أعتابِ الزورْ..

يتركُ أشلاءَه في شظاياهُ

ويشمّر لرحلةٍ في السّحرْ..

لا يُسرحُ القطيعُ

بعدما أمسى المرعى مقفرْ..

ألم أقول لكم: 

أفٍّ بألفٍ وألفٍ لهذا العارْ..؟

الداعس على أكبادنا

والداهس لجذع نخلةٍ لم تؤبرْ..؟

هل جاءه الروح بالبشرى

أم هو مجرد بشرْ..؟

جالس تحت ظل القمرْ..

يهز سوط الرعدِ 

كي يُسقط المطرْ..؟

أم أنَّ الرعدَ المُرعب،

 ماعدا يُخيف الجسدَ الأصفرْ..؟

رجالٌ تَعدهم رجالاً

وآخرون في المخفرْ..

وغيرهم لا هون يقطعون السُررْ..

حتى غنتْ لهم أفروديت

قصيدةً لشاعرٍ أعورْ..

فسكروا من لحنها

حتى الثُّمالة،

ثم سرقتْ منهم نخوةَ عنترْ..

ومالتْ عنهم في الأعالي 

لتُشعلَ مآبرَ الورودِ

رثاءً عليهم في سَقرْ..