وصية الأسير الأخرس مؤلمة والفصائل في خبر كان.....
تاريخ النشر : 2020-10-27 22:26

الأسير الفلسطيني وابن جنين الصمود ماهر الأخرس يتجاوز حدود الصبر وينتصر على حدود المستحيل ولا يزل في فعل الفعل المضارع يواصل معارك الإرادة تحت شعار ( الإفراج أو الشهادة )بعد أن قام بإحراق السفن ليدخل شهره الرابع على التوالي في حرب الأمعاء الخاوية في أطول إضراب عن الطعام خاضته الحركة الفلسطينية الأسيرة سواء كان جماعي أو منفرد منذ عام 1969وحتى يومنا هذا .

الأسير الأخرس الذي يرفض كسر الإضراب ويرفض تناول الدواء لم يجد دعماً معنوياً الا من الأسرى أنفسهم،وقد وجه رسالة قاسية وموجعة ومؤلمة من خلال وصيته التي أعلن فيها(إن استشهدت فلا تضعوني في ثلاجة الموتى ولا تشرّحوا جُثتي لا في المستشفى الإسرائيلي ولا في مستشفى الضفة،وأن يقوم الأسرى القدامى الذين خاضوا الإضراب عن الطعام وأهالي الشهداء بحمل نعشي).
كم هي قاسية هذه الوصية التي تحمل بين ثنايا سطورها الكثير من اللوم والعتب وصلت الى حد فقدان الأمل بالسلطة والفصائل والأحزاب والحركات الفلسطينية التي لم تحرك ساكناً في معركة الدفاع عن الأخرس ورفاقه الأسرى،وإن وصيتة لها ما يبررها،في ظل غياب الدعم المعنوي والقانوني.

لماذا تصمت السلطة والفصائل عن الدفاع عن قضيته العادلة؟لماذا يغيب الحراك الشعبي والجماهيري ؟أين القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية ؟ لماذا لم تتم دعوة الأمناء العامين لبحث موضوع إعتقال ماهر الإخرس؟ أين حراك الدبلوماسية الفلسطينية؟ لماذا لم نشاهد إعتصاماً فلسطينياً حقوقياً أمام محكمة الجنايات الدولية؟ أين هي تلك الشخصيات التي تطالب بمقاضاة بريطانيا لإصدارها وعد بلفور ؟ أبعد 103عام تذكرتم بلفور أم هو الفدعوس الإعلامي لكسب التأييد والشهرة على أمل الترشح والفوز في الإنتخابات المزعومة القادمة؟ أين صواريخ المقاومة؟ أين المنظمات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان؟الم تؤثر فيكم يا كل هؤلاء دمعات طفلة الأخرس وهي تقول( أنا بدي أشوف بابا)؟ لماذا كل هذا الغياب عن أداء الواجب ؟ الم تعلموا أن نصرة الأسير الأخرس أطهر وأشرف من مقاومة الإستيطان والتطبيع؟ أم أنكم لا تعلمون أن أمثال ماهر الأخرس هم من يمنعون الإستيطان والتطبيع؟.

ياقياداتنا وفصائلنا الفلسطينية الم تستحوا من نخوة وشهامة ووطنية خنساوات فلسطين من أمثال إبنة خانيونس البطلة إنتصار القرا التي تخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام وهي في منزلها وقد شارف على الشهر تضامناً مع الأسير الأخرس؟ أين أنتم من شهامة مذيعة الكوفية جمانة حمودة التي غلبت دموعها مهنيتها وهي تذيع خبر الأسير؟
قلنا في مقالٍ سابق أن زوجة الأخرس لا تريد بيانات نعيكم إذا استشهد لا سمح الله،ولا تريد أن تنعوه بطلاً، بل هي تريد أن يعود اليها والى أبناءه وأسرته، وها هو الأسير الأخرس يؤكد في وصيته ويحدد شريحة المشيعيين في حال موته وقد خلت الوصية من حضوركم في مراسم التشيع والدفن فأنتم غير مروغب في حضوركم ساعةئذ.
أعيدوا قراءة وصية الأسير الواضحة في معناها الذي يدلل حرفياً وبالعربي الفصيح ( من تخلى عني وأنا في ميدان المعركة لست بحاجة اليه وأنا في بطن الأرض ).

مطلوب إستدراك الموقف والتحرك من الجميع كافة ومن أعلى المستويات الرسمية والحزبية والجماهيرية، إذ أن وقفات التضامن وحملات الدعم على مواقع التواصل الإجتماعي التي يُنفذها تيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح وحدها لا تكفِ،وأن التحرك و الدعم والاسناد مطلوب من الجميع.