رؤية الاعلام الرياضي الفلسطيني للتعايش مع كوفيد19 
تاريخ النشر : 2020-10-26 13:20

انسجاما مع المصلحة الوطنية وانطلاقا من عمق المسؤولية التي تتحملها الحركة الإعلامية الرياضية، شرع المكتب التنفيذي لاتحاد الاعلام الرياضي وفريق عمل مكون من دكتور فارس عبد العليم د. احمد أبو السعيد، الأستاذ فتحي أبو العلا وأسامة فلفل رئيس الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي بإعداد بحث لمواجهة كوفيد 19"  

يتضمن البحث خارطة الطريق التي تم صياغتها بالعديد من أوراق العمل التي قدمت وتم تعديل التصور أكثر من مرة استجابة للظروف الخاصة والاستثنائية والحالة التي يعيشها الوطن مع تداعيات فيروس كارونا، هذا البحث يشمل ويحتوي المزيد المقترحات والاجتهادات لتسير مسار قطار الرياضة الفلسطينية وحفاظا على وحدة وسلامة المجتمع الفلسطيني. 

والحقا للموضوع الأول الذي نشر تحت عنوان خارطة الطريق لمواجهة كوفيد 19 الذي قام بأعداده أسامة فلفل ننشر اليوم ورقة العمل المقدمة من الأستاذ فتحي أبو العلا تحت عنوان رؤية الاعلام الرياضي الفلسطيني للتعايش مع  

كوفيد 19 . 

وقد جاء في ورق العمل المقدمة من الأستاذ فتحي أبو العلا: الدراسات والأبحاث الدولية التي تابعت الآثار الاقتصادية والاجتماعية التي انعكست سلبا على مجمل الحياة الرياضية الترفيهية منها والرسمية والتي وصلت الى حد الشلل التام والتوقف الاجباري والتأجيل لمعظم المسابقات الدولية والمحلية في معظم دول العالم. 

وبعد استيعاب المرحلة الأولى لتفشي هذا الوباء العالمي ومحاولات العودة المنظمة للحياة الطبيعية كان لابد أن تكون هناك رؤى واجتهادات مدروسة لعودة الحياة الرياضية وتعياشها في ظل هذه الجائحة الصحية التي المت بالبشرية جمعاء. 

ونقدم هنا رؤية الاعلام الرياضي الفلسطيني ودوره الهام في متابعة ومراقبة العودة المنظمة للنشاط الرياضي والتعايش مع هذا الوباء وحماية المنظومة الرياضية الوطنية كجزء أصيل من المجتمع الفلسطيني عن طريق تبنى أفكار وأهداف جديدة تلبى طموحات عناصر اللعبة الأساسية وتشبع رغبات الجماهير المرتبطة بفرقها الرياضية ومتابعتها للمسابقات الرسمية مما يلقي أعباء إضافية على الاعلام الرياضي وتوسيع دائرة اهتماماته ومسئولياته المهنية والأخلاقية والوطنية لتشمل المحاور المقترحة التالية: 

أولا : الارتقاء بالوعي الجماهيري. 

ثانيا : رؤيه الاتحادات الرياضية لتخطيط وتنفيذ وادارة مسابقاتها. 

ثالثا :  اجراءات السلامة في الصالات المغلقة والملاعب المفتوحة. 

رابعا. : التغطية الإعلامية للمسابقات. 

خامسا: اساليب مبتكره لنقل المباريات عبر الانترنت. 

أولا: الارتقاء بالوعي الجماهيري 

في ظل الظروف الطبيعية يعتبر هدف التوعية الجماهرية الرياضية من الأهداف الأساسية للإعلام الرياضي بكافة أشكاله. 

وفي ظل هذه الجائحة يتحمل الاعلام الرياضي عبئا جديدا أكثر خطورة وأكبر مسئولية مما سبق لأن ذلك يتعلق بحياة المواطنين وأضيفت الى مهامه السابقة أعباء إضافية من خلال مساقات جديدة تمتد الى التوعية الصحية والوقائية التي تقررها جهات الاختصاص ويتبنى الاعلام الرياضي نشرها وتثبيتها في الوعي الجمعي للجماهير والمنظومة الرياضية من خلال مراقبة ومتابعة الالتزام بوسائل الحماية الضرورية باعتبارها جزءا من الحياه الطبيعية في ظل الجائحة واعتبار الرياضيين قدوه للآخرين في الالتزام امام المجتمع بكافه اطيافه ومن هنا يبرز الدور الاعلامي لكافه وسائل الاعلام والاعلاميين بابتكار أساليب مشوقة وهادفة تحمل رسائل او رسالة توعويه معينه تتنوع في  تكرارها لتصبح جزءا من ثقافه المجتمع الرياضي الذي سينعكس ايجابا على سلوكيات افراد المجتمع حيث ان مجتمعنا الفلسطيني يعتبر من المجتمعات الفتيه. وتبلغ نسبه الشباب من 25 الى 40 سنه حوالي 70% من عدد السكان وبالتالي في حال وصلت هذه الرسالة لهؤلاء الشباب فان المجتمع بأسره سيكون محميا ذاتيا من خلال هذه الرسالة الإعلامية بكافة انواعها واشكالها المختلفة وهدفها الموحد أن تكون قدوة للآخرين الذين هم اقل حيوية ومناعة من فئة الشباب. 

ثانيا : رؤيه الاتحادات الرياضية لتخطيط وتنفيذ وادارة مسابقاتها. 

لقد بات من الضروري أن يكون الاعلام الرياضي مضلعا على خطط الاتحادات الرياضية وبرامجها التنفيذية وذلك من خلال التواصل مع المكاتب التنفيذية للاتحادات للوقوف على رؤيتهم المستقبلية في ادارة وتنظيم النشاطات المختلفة سواء كانت في الملاعب المكشوفة او في الصالات المغطاة ومشاركتهم في الرؤية الإعلامية التي يمكن ان تساهم وسائل الاعلام المختلفة في تحفيز و تشجيع اللاعبين وتغطيه اخبارهم الرياضية من خلال التواصل الدائم عبر التقنيات الحديثة وتحفيز عناصر اللعبة للالتزام بأعلى درجات الامن والسلامة الشخصية والجماعية للفرق والجماهير الرياضية والعمل على ايصال الرسالة الإعلامية الى جماهير الأندية والفرق الرياضية عبر الوسائل الإعلامية التقليدية والمبتكرة وتلقى انطباعاتهم واقتراحاتهم  والعمل على تنفيذها. 

ثالثا :  اجراءات السلامة في الصالات المغلقة والملاعب المفتوحة. 

تختلف الملاعب المفتوحة عن الصالات الرياضية في اساليب ووسائل الوقاية والسلامة في ظل جائحه كورونا حيث ان الملاعب المفتوحة وخاصه ملاعب كره القدم التي تتميز بالعدد الاكبر من الجماهير وبالتالي فهي بحاجه ان تكون هناك متابعه اعلاميه نوعيه لتوعيه الجماهير خاصة وتسليط الاضواء على المظاهر الإيجابية وتحفيزها والتركيز على المظاهر السلبية ومحاربتها والقضاء عليها عن طريق المتابعة الدائمة بالنصح والارشاد وتحفيز الجهات الأمنية والصحية على معالجه هذه الظواهر السلبية باستخدام الاساليب الناعمة الحاسمة وفرض قوانين خاصه للردع والقضاء على هذه الظواهر السلبية. 

وبالانتقال الى الصالات المغلقة والتي تعتبر أكثر خطورة من الملاعب المكشوفة فان التشديد والالتزام بالتعليمات الصارمة يكون واجبا لحماية اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والأعداد المحدودة من الجماهير وهنا يظهر دور الوسائل الإعلامية الموجهة والحاسمة في مواجهه عدم الالتزام والتراخي والاستهتار او الاستهانة. حيث تكون الرسالة الإعلامية مكثفه تعمل على تحفيز اللاعبين والمدربين والفرق الرياضية وتعويض غياب الدور الجماهيري داخل الصالات حيث يجب ان تحمل الرسالة الإعلامية تفاصيل الحدث الرياضي واشباع رغبات اللاعبين وعناصر اللعبة وتعويضهم عن التشجيع جماهيري داخل الملعب. 

رابعا : التغطية الإعلامية للمسابقات. 

تشمل التغطية الإعلامية للمسابقات ما قبل المباريات او الاحداث وخلال المباريات وبعد المباريات حيث أصبح من الواجب على وسائل الاعلام الرياضية متابعه ومراقبه جميع الملاعب والصالات الرياضية من حيث ان الالتزام بأساليب ووسائل الوقاية الضرورية التي تقرها الجهات الصحية قبل وخلال وبعد المباراة من خلال : 

الالتزام بتعقيم الملاعب والصالات قبل المباراة، بحيث يصبح هذا الاجراء جزءا أساسيا من العمل الاعلامي الرياضي ومتابعته دون كلل أو ملل وبكل أمانة وشجاعة. 

استضافه واجراء مقابلات مع الجهات الصحية المسؤولة واعطائهم مساحات اعلاميه أكبر والتركيز على اساليب الوقاية. 

التركيز على دور الجهات الصحية والأمنية في مراقبه ومتابعه الملاعب وتقييم الاداء الصحي والوقائي فيها والإشادة بالمظاهر الإيجابية وتحفيز الفرق الملتزمة وتقدير دورهم. 

تسليط الضوء على مدى التزام الفرق واللاعبين واجهزتهم الفنية والإدارية من بداية التجمع في انديتهم وركوب الحافلات وصولا الى الملاعب وغرف الملابس حتى دخول ارض الملعب. 

متابعة الجهات المنظمة للمباريات من اجهزه اداريه وطاقم التحكيم ومدى التزامهم بتنفيذ اساليب الوقاية الصحية وتفقد الملاعب وتجهيزاتها واعداد الجماهير المتواجدة وعدم السماح بزيادة الاعداد مهما كانت الأسباب ثم قراراتهم بإقامه اللقاء من عدمه في حاله وجود مخالفات جسيمه تعرض المتواجدين الى الخطر. 

مراقبه اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية خلال المباراة داخل الملعب وعلى دكه الاحتياط واساليبهم في التعبير عن فرحتهم او حزنهم والتزامهم بالقواعد الصحية. 

متابعة الفرق عند مغادرتهم ارض الملعب والصعود الى حافلاتهم بعد انتهاء اللقاء. 

متابعة خروج الجماهير من الملعب بطريقة منظمة والالتزام بالتباعد الجسدي بعيدا عن التزاحم والمغادرة دون ان يعرضوا أنفسهم او الاخرين للخطر. 

خامسا: اساليب مبتكره لنقل المباريات عبر الانترنت. 

لقد بات من الضروري ان يكون هناك تعويضا للجماهير التي حرمت من حضور المباريات واللقاءات ويمكن أن يتم ذلك عن طريق نقل المباريات بوسائل التقنية الحديثة التي تعتبر أقل كلفة من الوسائل التقليدية ممثلة بالتلفاز والمحطات الفضائية خاصة وان عددها وامكانياتها محدودة في بلدنا وهي غير قادرة على تغطية جميع الأحداث والمسابقات الرياضة. ومن هنا بات لزاماً ان نبحث عن اساليب مبتكره وأقل تكلفة لتغطيه جميع المباريات والاحداث الرياضية للألعاب المختلفة للحفاظ على الجماهير الرياضية التي تتابع فرقها الرياضية في كافة الألعاب وذلك عن طريق: 

انشاء عدد من قنوات البث التلفزيوني المباشر بواسطة الانترنت. 

انشاء عدد من محطات إذاعة البث المباشر عبر الانترنت لنقل الاحداث والمباريات. 

تدريب عدد من مجموعات العمل الإعلامية لكل ملعب او صالة رياضيه معتمده وذلك بالشراكة مع موزعي الانترنت بحيث يتم نقل المباريات والاحداث الرياضية مباشرة. 

تامين روابط ومواقع هذه القنوات التلفزيونية والإذاعية وتوصيلها للجماهير عبر وسائل الاعلام وعرضها على لوحات الإعلان في الأندية بحيث تصبح هذه المواقع جزءا اساسيا من متابعه الجماهير مباريات فرقهم الرياضية عن طريق البث المباشر. 

الخاتمة 

من خلال هذه الرؤية نلاحظ أن دور وسائل الاعلام الرياضي لم يعد يقتصر كما سبق في الاوضاع الطبيعية على نقل مباريات والاخبار الرياضية فحسب ولكنه توسع وامتد ليصبح شريكا رئيسيا في صياغة ثقافه رياضيه جديده تشمل المجتمع باسره والمشاركة الفعالة في التزام المنظومة الرياضية والصحية للحفاظ على صحة المجتمع ومقاومه الجائحة وتحفيز جميع شرائح المجتمع على التوحد وتحدي هذه الوباء والانتصار عليه عن طريق الالتزام بوسائل الوقاية الصحية ومتابعه تنفيذها على ارض الواقع لتصبح اسلوبا حضاريا حياتيا جديدا يؤسس للعودة لحياة طبيعية واكتساب عادات صحية وتنظيمية متطورة للمجتمع تحافظ عليه من الامراض وتحافظ عليه من العدوى تحت جميع الظروف  .