ج.بوست تتساءل: لماذا يعد اتفاق السودان مع إسرائيل خسارة فادحة لإيران؟
تاريخ النشر : 2020-10-26 12:44

تل أبيب: بات اتفاق السودان مع إسرائيل الأخير، بمثابة "كابوس أيديولوجي ولوجستي لطهران ووكلائها" في المنطقة، بحسب وصف صحيفة "جيروزاليم بوست".

وفي تقرير تحليلي للصفقة الجديدة، قالت الصحيفة الإسرائيلية، إن التطبيع يعزز الاتجاه الذي يفقد إيران قبضتها على المنطقة".

مع خروج 3 دول عن التحالف المناهض لإسرائيل، لا يملك خامنئي الكثير ليفعله سوى القلق بشأن من يكون التالي.

أكدت الخرطوم يوم الجمعة، تطبيع علاقاتها مع اسرائيل و"إنهاء حالة العداء بينهما"، وفق ما جاء في بيان ثلاثي صادر عن السودان والولايات المتحدة وإسرائيل نقله التلفزيون الرسمي السوداني، ووُصف الاتفاق بأنه "تاريخي".

وأشارت التقرير إلى أن الصفقة مع الخرطوم تضر بإيران إلى حد بعيد، وهي بمثابة ضربة أيديولوجية ولوجستية لعدة أسباب.

على عكس الإمارات والبحرين، كان السودان في حالة حرب وكان في متناول إيران منذ عقود من خلال استخدامه كمقر لنقل الأسلحة في المنطقة، حيث هربت أسلحة لحركة حماس في أعوام 2009، 2012، و2014.

كان السودان لسنوات عديدة أحد المواقع المختارة حيث يمكن أن تختفي القاعدة وإيران وحماس والجماعات الإرهابية الأخرى من المراقبة الغربية.

وتوصلت الولايات المتحدة، إلى اتفاق مع السودان لشطبها من قائمتها للدول الراعية للإرهاب، بعد موافقة الخرطوم على دفع مبلغ 335 مليون دولار كتعويضات لأسر ضحايا هجمات القاعدة على أهداف أميركية بين عامي 1998 و2000، وهو ما فتح المجال لإعلان الاتفاق مع إسرائيل.

من المتوقع أن تمنح الولايات المتحدة السودان، مساعدات اقتصادية كبيرة وتخفيف الديون عليها، وستكون العديد من الحكومات الأخرى قادرة على مساعدة الخرطوم الآن، بعد شطبها من قائمة الإرهاب.

ويحمل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان رمزية كبيرة، فعقب حرب 1967، اجتمع أغلب الزعماء العرب في قمة بالخرطوم، حيث تبنوا قرارا يعرف باسم "اللاءات الثلاث"، وهي "لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع إسرائيل".

هذا الشيء الذي جعل من السودان تطبع العلاقات بعد أقل من عامين من سقوط نظام البشير الذي حكم البلاد لثلاثين عاما، من الممكن أن يجعل النظام في طهران في حالة من عدم الاستقرار.

ويحاول النظام الإيراني تصفية الأخبار التي تصل لسكان البلاد من خلال القيود العديدة المفروضة على استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن لا توجد طريقة لمنع الناس من معرفة 3 حالات تطبيع مع الدولة الإسرائيلية.

العنصر الأيديولوجي الآخر، هو أن اتجاه التطبيع تجاوز البلدان الصغيرة الواقعة تحت النفوذ السعودي في الجزء الأقرب من الشرق الأوسط إلى إسرائيل.