شعبنا في ظل التطبيع والانقسام
تاريخ النشر : 2020-10-25 16:39

يواجه شعبنا عدوانا متصاعدا ضد وجوده وانتزاعه من قراه ومدنه فى تطبيق قرارات الضم والسياده على المستعمرات غير الشرعية وتنفيذ صفقة القرن من خلال التطبيع مع العدو الصهيونى . واخرها التطبيع مع السودان من قبل حكومة انتقالية ليس لها الحق فى ابرام ههذا التطبيع . وكان موقفها ضد ارادة شعب السودان العربى . ان التطبيع لعدد من الانظمة العربية مع العدو الصهيونى لم يغير فى المعادلة الشعبية العربية فالشعب العربى فى السودان وقف بجموعه واحزابه وقواه السياسية والاجتماعية ادانت هذه الصفقة المخجلة التى لم تلراعى قدسية القضية الفلسطينية , ولا احترمت ارواح الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا دفاعا عن الارض العربية فى فلسطين ودفاعا عن المقدسات الاسلامية والمسيحية . والرد على التطبيع من هذه الانظمة لا يكفى الادانة والاستنكار انما المطلوب اقامة الجبهة العربية الموحده من كل القوى القومية فى الساحات العربية للنضال والمقاومة ضد العدو الصهيونى والقوى الرجعية المتحالفة مع هذا العدو التى خرجت عن ارادة شعوبها وتناست ما يسببه العدو الصهيونى لشعبنا الفلسطينى والتامر على امتنا العربية .

وما يوازى اتفاقيات التطبيع الذى يجابه شعبنا هو هذا الانقسام المستمر بين شطرى الوطن من قيادات لم تبالى بما يتعرض له هذا الوطن , وهذه القيادات التى تدين التطبيع وتستنكر وتشجب عليها ان تقف امام مواقفها وترى اى جريمة ترتكبها ضد شعبنا فى محنته والعدوان عليه , هذه الفصائل التى وقفت امام شعبنا تعده بانهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وتتلاقى فى الشوارع والميادين بقيادة موحده تقود المقاومة ضد العدوان من قبل المستوطنين على قرانا ومدننا ضد فلاحينا وهم يتوجهون لالتقاط حبات الزيتون وهم يتسللون للوصول الى اراضيهم ويعودون احيانا دون هذه الثمرات يختطفها المستوطنون .

وذهبت وعود الفصائل وتعهداتهم لشعبنا بالجدية هذه المره وطالبت الشعب ان يثق بتوجهاتهم ولكنهم للمرة العشرين يكذبون فلا قيادة موحده اقاموها , ولا لجنة لانهاء الانقسام ولا لقاء فى مقاومة شعبية انجزوا . وتجولوا كالعادة بين عدد من العواصم وفى هذه المرة انجروا الى استانبول والدوحه هاتان الدولتان اللتان تحولتا الى مراكز للتامر ضد امتنا وتقسيمها وتخريبها وتحويلها الى مراكز للجوء بعشرات الملايين . اصبحت هذه الدول فى نظرية حماس مرجعية وثقة لانهاء الانقسام اى مهزلة نقف امامها هاتان الدولتان اللتان لا تريدان مصالحة ولا انهاء انقسام وتدعمان وصول الاموال بملايين الدولارات التى تضاعفت فى الاونة الاخيره تسلم الى قيادة حماس من اجل تهدئة مستمره , ماذا يختلف هذا الموقف عن اتفاقيات التطبيع هو موقف مواز لهذا التطبيع وقد يفوقه , السودان يطبع من اجل الحصول على مطالب خاصة وقد حصل اليوم على 82 مليون دولارا ثمنا لهذا التطبيع وحماس تحصل شهريا على ستين مليون دولارا شهريا من اجل استمرار التهدئة ثم نتساءل او يتساءل البعض حسن النية اين القيادة الموحده للمقاومة ؟ وماذا تم فى عملية المصالحة والانتخابات ؟ ثم يخرج القيادى فى حماس صلاح البردويل الليلة من على قناة الميادين ليقول : ان ضغوطا كبيره على فتح تمنع من الوصول الى انهاء الانقسام فى الوقت الذى يقول فيه القائد الفتحاوى على نفس القناة ان الرئيس ابو مازن بانتظار موافقة حماس على ما تم من توافق فى اجتماع اسطانبول والدوحة ودمشق . نحن امام مهزلة كذبة كبرى تحاك وتسرب لشعبنا الامر الذى افقده الثقة بهذه القيادات كما افقه الثقة بالانظمة العربية المطبعة . وعليه فعلى هذا الشعب ان يخرج من بين صفوفه قيادات تقود المقاومة بعيدا عن اشباه القيادات ويحافظ على صموده اولا ويقاوم ما استطاع دون انتظار لوعود كاذبة سيحاسبها التاريخ وسيحاسبها الشعب قريبا على ما اقترفته بحق هذا الوطن . سيبقى الشعب وحده مخلصا لدماء الشهداء وعذابات الاسرى فى الوقت الذى يبحث فيه هؤلاء القادة عن مكاسب ومراكز توهموا انهم حققوها من انتصارات فى جبهات المقاومة وهم يسعون للقاءات وتحالفات مع اعداء هذه الامة . علينا ان نعيد الحديث عن جبهة تحالف القوى الشعبية على ارض الوطن من اجل المقاومة واسقاط العدوان على شعبنا وانهاء الاحتلال . الم تكن الانتفاضات المتتالية على ارضنا عملا شعبيا قادته رموز وطنية بعيدا عن هذه الفصائل ؟ شعبنا قادر ان يفرز قياداته كما حدث فى معارك القدس وجنين وغزه . فى ظل غياب القيادات التى لحقت نفسها ببيانات وتصريحات وادعاءات .

اعان الله شعبنا تعددت القوى المعادية فى الداخل والخرج لمسيرتك ولكنك ستنتصر بارادة الله .