ترحيب عربي ودولي بوقف إطلاق النار في ليبيا.. وأردوغان يشذ ويصفه بـ"ضعيف المصداقية"
تاريخ النشر : 2020-10-23 17:01

عواصم: رحبت الخارجية المصرية بالاتفاق الليبي على إعلان وقف شامل لإطلاق النار الذي توصلت إليه حكومة الوفاق و"الجيش الوطني" في المفاوضات الجارية في جنيف تحت رعاية أممية.

وأشار المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد حافظ، في تصريح نشرته الوزارة على صفحتها في "فيسبوك"، إلى أن النجاح الذي تحقق اليوم جاء استكمالا لأول اجتماع مباشر بين طرفي النزاع استضافته الغردقة المصرية أواخر سبتمبر الماضي.

وثمن الدبلوماسي المصري اتفاق الوفدين العسكريين الليبيين على الحفاظ على الهدوء في الخطوط الأمامية وتجنب التصعيد، داعيا الدول المنخرطة في الشأن الليبي إلى الإسهام في الجهد الحالي وضمان عدم التصعيد.

وأعرب المتحدث عن تطلع مصر إلى مواصلة الجهود ذات الصلة بالمسار السياسي ودعم جهود المبعوثة الأممية إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، لتحقيق الهدف الرئيسي، وهو "ضمان استقرار ليبيا والحفاظ على سيادتها وسلامة ووحدة أراضيها مع ضرورة خروج القوات الأجنبية من البلاد".

من جهته، رحب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بالتوقيع ،صباح يوم الجمعة، بمقر الأمم المتحدة في جنيف على الاتفاق الدائم لوقف اطلاق النار في عموم الأراضي الليبية، والذي تم التوصل إليه في سياق مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي.

وأشاد أبو الغيط، بهذه الخطوة الهامة ووصفها بالإنجاز الوطني الكبير الذي من شأنه أن يثبت الأمن والاستقرار في كافة أرجاء الدولة الليبية، وأثنى في هذا الصدد على شجاعة والروح الوطنية العالية التي تحلت بها قيادات حكومة الوفاق والجيش الوطني ووفديهما إلى المفاوضات؛ كما عبر أبو الغيط عن تقديره الكبير للدور المحوري الذي اضطلعت به البعثة الأممية في ليبيا، ورئيستها بالإنابة ستيفاني وليامز، في سبيل رعاية وتيسير جولات التفاوض التي أجريت بين الجانبين. 

وصرح مصدر مسئول بالأمانة العامة للجامعة بأن أبو الغيط ناشد بهذه المناسبة الأطراف الليبية بمواصلة انخراطها الجاد في هذا الجهد، تحت رعاية الأمم المتحدة وعبر اللجنة العسكرية المشتركة ولجانها الفرعية، وتحمل مسئولياتها بغية إنفاذ هذا الاتفاق والالتزام بأحكامه، وخاصة في سبيل تطبيق مجمل ترتيبات وقف اطلاق النار في الميدان، ومراقبتها والتحقق منها، وتأمين عمليات الإنتاج والتصدير الكامل للنفط، واخراج كافة المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية؛ كما دعا أبو الغيط الأشقاء الليبيين إلى اغتنام هذا الحدث المفصلي من أجل حلحلة الأزمة الليبية على كافة مساراتها الأخرى، وخاصة توطئة لانعقاد منتدى الحوار السياسي الليبي الذي تحضر له وترعاه البعثة الأممية، وبهدف الخروج بتوافق وطني عريض لاستكمال المرحلة الانتقالية في البلاد والتمهيد لانعقاد الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي طالما ظل الشعب الليبي ينتظرها ويتطلع إليها.

وأضاف المصدر أن أبو الغيط جدد التزام الجامعة العربية الكامل بدعم ومساندة كل جهد يرمي إلى التوصل إلى تسوية سياسية متكاملة ووطنية خالصة للوضع في ليبيا، بعيداً عن التدخلات الخارجية وتهديد الميليشيات المسلحة، ووقوفها بجانب الأطراف الليبية لإنفاذ الترتيبات العسكرية والأمنية المتفق عليها، والنتائج التي يمكن أن يفضي إليها منتدى الحوار السياسي، ومتابعة تنفيذ كل المخرجات التي تم التوافق إليها في إطار عملية برلين.

وعلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا بأنه ضعيف المصداقية.

وأعرب أردوغان، عن تشاؤمه إزاء اتفاق وقف إطلاق النار المبرم ،يوم الجمعة في جنيف بين طرفي النزاع الليبي.

وأبدى أردوغان في تصريح للصحفيين أمله في أن يلتزم طرفا النزاع بوقف إطلاق النار، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا يعتبر أن للاتفاق المبرم مصداقية كبيرة.

وقال: "اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا ليس اتفاقا على أعلى مستوى والأيام ستظهر مدى صموده".

وأشار أردوغان إلى أن الجانب التركي لا يعلم مدى صحة التوافق بين طرفي النزاع على انسحاب كافة المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد في غضون ثلاثة أشهر.

ووقع وفدا حكومة الوفاق و"الجيش الوطني" الليبيين في وقت سابق من اليوم في جنيف على اتفاق ينص على وقف شامل لإطلاق النار في عموم البلاد.

ورحب الاتحاد الأوروبي باتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا الذي وقّعه طرفا النزاع الليبي، الجمعة، بعد محادثات استمرت خمسة أيام في الأمم المتحدة.

ووصف الاتحاد الأوروبي اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا بـ"النبأ السار".

الاتحاد الأفريقي يرحب باتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا

وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي عن ترحيب الاتحاد باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه طرفا الصراع الليبي في اللجنة العسكرية الليبية المشتركة بجنيف.

وشدد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج، على أن اتفاق وقف إطلاق النار، يحقن الدماء، ويرفع معاناة المواطنين، ويمهد الطريق لنجاح مسارات أخرى اقتصادية وسياسية.

وأشاد السراج، في بيان، بدور بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا في الوصول إلى الاتفاق، معربا عن تقديره لمساعي البعثة لتحقيق السلام القائم على "العدل والمرتكز على ضمانات تبعد شبح الحرب والقلاقل عن البلاد".

كما أكد السراج أنه لا يجب أن "نهمل قضية المساءلة، فلا تساهل مع من ارتكب جرائم في حق الليبين، ومن خلف عند انسحابه ألغاما ومقابر جماعية".

يذكر أن البعثة الأممية أعلنت ظهر اليوم، توصل اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم، موضحة أن اللجنة توجت محادثاتها "بإنجاز تاريخي، حيث توصل الفرقاء الليبيون إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا".

وأكد وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، على دعم إيطاليا القوي للحوار الليبي الداخلي وفقاً لمبادرات بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، معرباً عن أمله في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار واتفاق سياسي دون تدخل خارجي.

جاء ذلك خلال لقاء جمع دي مايو مع وزير داخلية الوفاق، فتحي باشاغا، في روما حيث بحث معه آخر تطورات الوضع في ليبيا، وفق ما أوردته اليوم الخميس وكالة نوفا الإيطالية.

كما أعرب دي مايو عن الأمل في الاستئناف الكامل لإنتاج النفط في جميع أنحاء ليبيا.

وأشاد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بإعادة تأكيد الليبيين لسيادتهم من خلال محادثات جنيف، مشدّدا على ضرورة خروج القوات الأجنبية من ليبيا، تمهيدا لحل النزاع، وترك الشعب الليبي يقرر مصيره.

ومن جانبه، أعلنت السفارة البريطانية في ليبيا ترحيبها باتفاقيات محادثات اللجنة العسكرية، مؤكدة أنه" يمكن تحقيق وقف إطلاق النار والتهدئة من خلال وحدة الليبيين في صف واحد والجلوس لحوار شامل"، كما عبّر السفير الألماني في ليبيا أوليفر أوفتشا، عن سعادته بالنتائج الأولية لهذه المحادثات، مؤكدا دعمه للوفود الليبية للاستمرار والتحلي بحسن النية من أجل السلام ووحدة ليبيا.

غوتيريش: اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا "خطوة أساسية" للسلام والاستقرار

وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الجمعة 23 أكتوبر/تشرين الأول، إن اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، يعتبر "خطوة أساسية" نحو السلام والاستقرار.

وكانت الأطراف الليبية نجحت اللجنة العسكرية الليبية "5+5" على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الدائم، وتشكيل لجان مشتركة للعمل على دمج وحل المليشيات وفق التصنيفات التي تتوافق عليها.

وذكر بيان يوم الجمعة، أن تفاصيل هذا الاتفاق تتمثل في أهمية التأكيد على وحدة الأراضي الليبية وحماية حدودها برا وبحرا وجوا، والامتناع عن رهن القرار الوطني ومقدرات البلاد لأي قوى خارجية.

وتضمن الاتفاق المساهمة في مكافحة الإرهاب، وضرورة احترام حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي، فضلا عن الوقف الكامل لإطلاق النار ويسري ذلك منذ لحظة التوقيع، وكذلك إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية في مدة 90 يوم، وإعادة الوحدات العسكرية لثكناتها بالتزامن مع خروج المرتزقة، وإيقاف التصعيد الإعلامي وخطاب الكراهية في مختلف الوسائط الإعلامية.

كما شمل الاتفاق فتح الطرق والمعابر على كافة التراب الليبي، الساحلية والجنوبية والجبلية، وتشكيل غرفة أمنية من ضباط الأمن المشاركين في اجتماعات الغردقة، للقيام بتأمين الطرق في المناطق التي تغادرها التشكيلات المسلحة، وتكليف آمر حرس المنشآت في القوات المسلحة وحكومة الوفاق بالتنسيق مع مؤسسة النفط لإعادة هيكلة هذه القوة.

كما شمل حصر وتصنيف المجموعات المسلحة بجميع مسمياتها لدمجها وإيجاد فرص عمل لمن يرغب تركها، وتبادل المحتجزين المقبوض عليهم أثناء العمليات العسكرية أو بسبب الهوية.

ولا يسري وقف إطلاق النار على المجموعات المسلحة المصنفة كمجموعات إرهابية من الأمم المتحدة، مع تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي وإخراج أطقم التدريب الأجنبية إلى حين استلام الحكومة الجديدة الموحدة لأعمالها.

واختتم بيان وقف إطلاق النار بتشكيل قوة عسكرية محدودة من العسكريين النظاميين لتحد من الخروقات المتوقع حدوثها وتوفير احتياجات عملها، وإحالة الاتفاق لمجلس الأمن لاصدار قرار لكافة الأطراف للالتزام ببنوده.

ومن جهته، رحبتالمنظمة العربية لحقوق الانسان في ليبيا، بالجهود التي أدت لتوقيع اللجنة العسكرية «5+5» اتفاق وقف إطلاق نار دائم في ليبيا.

وتعرب العربية لحقوق الانسان في ليبيا عن ترحيبها باستمرار الحوار وإيجابية التقارب الذي شهدته الجولة الحالية من المحادثات بين وفد الجيش الوطني الليبي ووفد حكومة الوفاق، ما سمح بوضع الأطر التنظيمية والهيكلية المعنية بالمسار العسكري.

وتثمن العربية لحقوق الانسان بليبيا الجهود التي تبدلها بعثة الأمم المتحدة للحفاظ على وحدة مؤسسة الجيش الليبي ودعمها للنهوض بالمهام المناطة بها.