لدى حلم
تاريخ النشر : 2020-09-30 19:44

“لا تقتلوا فينا الحلم”،.. نداء نوجهه ويوجهه وبدون أدنى شك كل واحد منا وكل يوم للآخرين خاصة ونحن نستعد لماراثون الأنتخابات البرلمانية الثانية عقب ثورة ٣٠يونيه وأسترجاع السيادة الوطنية التي نريدها مناسبة لأستعادة الشرعية الديمقراطية ، ومناسبة لإحياء وإعادة بعث أحلام وآمال  وطموحات أجدادنا وأبنائنا في وطن عزيز غالى يجمعنا ولا يفرق بيننا مهما أختلفنا، وطن العزة والكرامه يسوده الأمن والطمأنينة والعدل والمساواة،والوفاق والأخاء وطن نقدر ونحترم فيه النساء والرجال والكيانات والمؤسسات، ولا نقدس فيه الأشخاص فكل يمضى والوطن باق ،وطن يعيش فينا ولا نعيش فيه و أفضاله علينا ولا فضل لنا عليه مهما عملنا من تضحيات، وطن نبنيه بعرقنا وبدمائنا ودموعنا‭ ‬،‭ ‬وليس‭ ‬بالشعارات‭  
البراقة  والوعود الكاذبة 
وطن يحلم فيه الخريج بوظيفة، ويحلم فيه الموظف بالكرامة وراتب يغنيه عن السؤال والمذلة، ووطن يحلم فيه كل طفل وشاب بالأمن والأمان والطمأنينة وبتحقيق أماله في كنف جو عام يسوده الحب والأخوة والوئام، وتحلم فيه المرأة المصرية بتكافؤ الفرص والأحترام والتقدير لدورها فى المجتمع ووظيفتها، ويحلم فيه المريض بالشفاء والمعوق بالعناية‮ ‬والرعاية والجاهل والآمى‭ ‬بالتعلم،‮ ‬والعالم‮ والمخترع والأديب والمثقف ‬بالأحترام‭ ‬والتقدير،‭ ‬ويحلم‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬بتحقيق‭ ‬طموحاته وتطلعاته  ‬المشروعة‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬دون قلق  ‬خوف‭ ‬ودون‭ ‬شعور‭ ‬بالحقارة‭ ‬والإقصاء والتهميش‭..‬‮ ‬‭ ‬

وطن يحلم فيه الجميع بتوافر كافة الخدمات بسكن محترم أدمى ورعاية صحية ضرورية وتكافل أجتماعى ومنظومة تربوية لائقة وعدالة أجتماعية ، ومرافق خدميه أقتصادية وتعليمية وتربوية وصحية وثقافية وترفيهيه سياحية ورياضية، ومنشآت قاعدية إضافية تلبي حاجياتنا المتزايدة، ومستقبل مضئ ومشرق لوطن لا يغدر ولا يقتل ولا يأكل أبناءه ويملك كل المقومات والإمكانات‭ ‬التي‭ ‬تغنينا‭ ‬عن‭
الأغتراب ‬والهجرة‭ ‬أو  الموت فى عرض البحر   ‬‭ ‬

نداء من القلب ونداء العقل نوجهه للأولياء والأساتذة والأئمة والفقهاء والعلماء والأدباء والمديرين والوزراء وللرئيس أيضا.. لنقول: لا تضيعوا علينا وعليكم فرصة العمر، ولن تعوض لا تقتلوا فينا أحلامنا وآمالنا المشروعة، وأغلقوا منافذ الشر والخبث حتى لا تنفذ إلينا كونوا رحماء ولا تتركوا لليأس منفذا لقلوبنا وعقولنا ما دمتم أوصياء علينا، ومادامت مصر تملك كل المؤهلات والمقومات للنهوض والتنمية الشمولية ، ومادام الشعب صبورا ومتحمل ومتفهما وواعيا بالتحديات في ظروف أستثنائية تتميز بحراك داخلي وخارجي لا يرحم كل متردد أو منافق مشكك في أن الأجيال الصاعدة لن تتخلى عن حقها في المساواة والعيش الكريم، وواجبها في بناء وطن يظل الجميع بمظلة العدل، ولن تسمح بالمزيد من التراجع والأنحدار للهاوية .

أرجوكم يا سادة لا تقتلوا فينا الحلم والأمل في رسم مشروع مجتمع نموذجى حديث فاضل نخطط له ونرصد الإمكانات لتجسيده على أرض الواقع، والحلم في رؤية الوطن الكبير  يرقى إلى مستوى قدراته، ورؤية المواطن ينعم بخيرات بلده، ويحقق طموحاته وأماله في كنف الحرية والمساواة والعدالة الأجتماعية وتكافؤ الفرص، هذا المواطن الذي يحتاج حاليا إلى قلب يطبطب يحكمه ويحضنه وليس إلى عقل متغطرس يتحكم فيه، ولنا في تاريخنا وتجاربنا على مر العصور وفيما يحدث عند غيرنا من أزمات وكوارث عبر ودروس نحلم أيضا بالأبتعاد عنها وتجاوزها وعدم تكرارها لأننا ندرك مدى قسوتها ومرارتها وما فعلت بنا وبغيرنا عبر الأزمنة المنقضية وما تركته من جرح عميق..

أقول هذا الكلام في ونحن فى ظرف يتميز بالجمود والتردد وعدم الثقة وفقدان الأمل لدى الكثير من فئات المجتمع بخاصة شبابنا، ويتميز بتراجع رهيب في صناعة الأمل وتسويق الحلم في أوساط أبنائنا الذين  أصابتهم حالة من الألتباس ولا يجدون أمامهم من يقتدون بهم ومن يثقون فيهم في ظل التناحر والشك والتشكيك السائدين في كثير من الأوساط، ورغم الجهود المبذولة والنوايا الحسنة لبعض النخب والرجال والمؤسسات التي تؤمن بأن المستقبل يصنعه جيل الشباب المتسلح بالإرادة والعلم والكفاءة وحب الوطن،ونكران الذات والذي سيسعى بدوره إلى تسليم الراية والمشعل للأجيال اللاحقة إيمانا منه بأن لكل جيل دوره وزمانه، فمن المحال لأي من كان أن يعيش زمنه وزمن غيره‭..‬‮ ‬

لقد حرمنا بعضنا البعض من التمتع بالديمقراطية الفعلية الحقيقية والحرية، والتمتع بخيرات وطننا  وقدراته الحقيقية ، وحرمنا اجيالا بأكملها من العيش في رغد وسعة الأرزاق والأمن والأمان، وحرمنا أنفسنا وشعبنا الصامد الآبى قاهر أعداء الأمة وبلدنا أرض الكنانة من بناء دولة القانون والمؤسسات وبعيدا عن تقديس الشخصيات والزعامات في ظل أفتقادنا‭ ‬لأعلام محايد‭ ‬قوي‭ ‬يصنع‭ ‬الرأي‮ ‬ويفسح‭ ‬مجال‭ ‬التطلع‭ ‬إلى‭
النهوض ‬والتغيير‭ ‬ويسوق‭ ‬الحلم‭ ‬ويرافق
الأنجازات ‬والمبادرات‭ ‬ويتفتح‭ ‬ويفتح‭ ‬النقاشات‭ ‬للجيل‭ ‬الجديد‭ ‬لكي‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬نفسه وماهيته‭ ‬ويتحدث‭ ‬عن‭ ‬طموحاته‭
 ‬وتطلعاته وآماله في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبله‭.. ‬
وبترددنا في الذهاب نحو النهوض وتغيير ما يجب بالضرورة تغييره، وإصلاح ما أفسده الخونه المفسدون، وتصحيح منزلقات وهفوات المخطئين سنتراجع ونضيع المكتسبات ونحرم وطننا من الأنتقال إلى عهد عصرى جديد يكفر بالشرعية التاريخية في هذه الألفية الثالثة ولا يؤمن سوى بشرعية التكنوقراط والكفاءة وسنة الحياة في التغيير دون تهميش وأحتقار وإراقة‭ ‬قطرة‭ ‬دم‭ ‬واحدة،‭ ‬ودون‭ ‬تكسير‭ ‬أو‭ ‬تخريب‭ ‬للمنشآت‭ ‬والمكتسبات‭ 
رافعين شعار لا الفوضى الهدامه 

أرجوكم يا سادة لا تقتلوا فينا الحلم والأمل