من هنا يجب أن نلتقي لا نفترق
تاريخ النشر : 2020-09-30 08:46

بدات حالة الاغتراب وحقائق تزيف الوعي اصبحت تشارك فيها اطراف كثر منها فلسطيني وعربي بجانب الامريكي الصهيوني ووكالة الغوث ومؤسسات التمويل المشروط ومن يتعامل معها ، كلهم اطراف وكل طرف له دور منوط به ، والان اصبحت الناس اكثر نضجا لما يجري وهي في قاع البؤس ، فلا ثقة باليمين ولا اليسار ولا الاسلام السياسي ، والفرز قادم في ظل المعطيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وجائحة الوباء الكارثية ، من التقاعس في انجاز المشروع الوطني الى ذبح النسيج الاجتماعي بازماتنا الداخلية الى الفقر والاحباط وتراجع في القيم والأخلاق ، كل ذلك يدفع باتجاه البحث عن الخلاص ، فنقطة التحول بدات بالتراكم الذي سوف تفرزه عناوينها امام هذا الضعف و الخذلان ، وسوف تستخدم فيها الناس ادوات جديدة من النضال المطلبي والوطني ، فالافكار الجديدة وصيغ النضال الجديدة المصحوبة بالتمرد على هذا البؤس والضياع قد بدات معالمها تبرز واصواتها تتبلور في اي لحظة قادمة وليس بعيدة شيئا فشيئا ، انها تتجه نحو مرحلة ثورية خالصة انتفاضة عفوية في ضل الغياب المعنوي للمؤسسات الفلسطينية و منها لعربية المتهالكة ، مرحلة يشتبك فيها الثقافي مع الايديولوجي بهدف ازالة الوعي المزيف في حقبة كاملة اسمها ( اسلو ومسار التطبيع ) ، لذلك اصبحت قناعات الناس بالمواجه امرا مسلما به ومستمرة من اجل ازالة تراكم هزيمة استمرة اكثر من عقدين ونصف من الزمن ، أن انتاج القرن الماضي وبداية هذا القرن تكحلت بالهزيمة والفشل الميداني وهو انعكاس لفشل في راس الهرم السياسي والقيادي ، فمن يعجز عن اعطاء اجابات شافية وحلول جذرية لا اعتقد ممكن ان يستمر في قيادة شعب قدم واعطى اغلى ما يملك دون ان ياخذ شيئا غير الفقر وانتهاك الكرامة ، فالجماهير قادرة ان تضحي وتقود وتغير حين تتوفر قيادة حريصة عليها وعلى مستقبلها ، ففي نهاية الحرب العالمية الثانية وانتهائها انتهى معها تشرشل بعد ان ادركت الجماهير انها لم تاخذ شيئا بعد الحرب ، فمهما كانت اجراءات التجويع والحصار والظلم صعبة وقاسية ، فانها ستضل مثلومة رغم انها قد تشتد في الاسابيع القادمة تحت وطئة الكورونا والتضليل والتطبيع ، وذلك يعبر عن فقدان الرشد القيادي في قيادة الشعب ، فقيادة لم تحسن التصرف لن تدوم ولن تصمد ولن تنتصر وسينتهي دورها كمن انتهى دور من قبلهم في التاريخ ، فلم يتبقى امام هذه القيادة شيئا لم تستخدمه ، انهم استخدموا كل ادوات التجويع والظلم ، بل والقهر بكل أشكاله ، فاي انتصارات ومكتسبات يتم الحديث عنها ، 15 عام من الانقسام والتفكك والفقر المتراكم المدقع والحوارات الباهتة الغير مثمرة والثراء الغير مبرر واهانة جيش كبير من الموظفين ، 15 عام واكثر لا سلطة ولا وزارات موحدة ولا قضاء موحد ولا مجلس تشريعي موحد ولا وحدة وطنية في مؤسسات المجتمع والشعب وكل حركة وحزب يغرد بمفرده بدون رؤية وطنية موحدة تشكل رافعة للمشروع الوطني ، فعلى اي شيء مختلفين ولماذا كل ذلك ومن مصلحة من ، اننا امام مرحلة تحول جذري لا محالة ، فمن سينحاز لصالح شعبه سوف ينتصر في كل المعارك ، والآن ونحن أمام تحول يعصف في المنطقة العربية 
تتزعمه ممالك الرمال والذهب الاسود .. السعودية والبحرين والإمارات وقطر وعمان وربما هناك دولا أخرى تعمل على إجراء انقلابا استراتيجيا في المنطقة ، والموقف الأخير للجامعة العربية يشكل فارقة خطيرة اتجاه القضية الفلسطينية ، لذلك أن لم نكن أقوياء أمام حجم الاستحقاقات والاستهداف والضغوطات الامريكية والرجعية العربية والاحتلال الصهيوني ، فإن المشهد سيكون أسوأ مما يتوقعه العقل في المستقبل القريب ، أن الوحدة وإنهاء الانقسام سوف يمنع صفقة القرن وسوف يمنع بيع ما تبقى من فلسطين برسم ملكي وسلطان جائر ، ومن هنا يجب أن نلتقي لا نفترق