المثقفون العرب في مواجهة التطبيع  
تاريخ النشر : 2020-09-29 23:38

في اعقاب الاتفاق بين الإمارات والبحرين مع دولة الاحتلال، وفي ظل سياسة الهرولة الخليجية، وتعمق مشاريع الاسقاط الاستعمارية، تشكلت مبادرات شعبية ومدنية تحث على مناهضة ومجابهة التطبيع، قام بها مثقفون عرب على امتداد الوطن العربي، متجاوزين خلافاتهم الأيديولوجية والسياسية، ومنها عرائض وقع عليها عدد كبير من المثقفين، شعراء وكتابًا وفنانين، تندد بالاتفاق والخطوات الاماراتية والبحرينية، واعتبارها اعتداءً صارخًا على الحق الفلسطيني، وتنكرًا للقضية الفلسطينية،  كما شهدنا انسحابات عديدة من فعاليات ثقافية إماراتية، تنديدًا بهذا التطبيع. وفي هذا الصدد والسياق نشير بكل التقدير والاحترام لموقف الشاعرة والقاصة الاماراتية ظبية خميس المشرف، حيث تقف بجرأة وشجاعة منقطعة النظير ضد الاتفاق الإماراتي المذل. 

وحتى لا تقتحم عربة التطبيع معاقلنا الثقافية العربية، فالتحدي الأكبر هو توسيع هذه الهبة الثقافية، فضلًا عن ابتكار أشكال جديدة لإسقاط وإفشال التطبيع الخليجي، تكون أكثر فعالية وجدوى والتزامًا. 

المطلوب من المثقفين العرب في الوطن العربي، تحمل مسؤوليتهم التاريخية والقيام بدورهم الحقيقي في الاعلان عن رفضهم لاتفاقات العار بين الإمارات والبحرين مع دولة الاحتلال،  وإنشاء محور ثقافي أو جبهة ثقافية ومقاتلة، تستمد قوتها من عدالة قضايانا، والسعي بكل الادوات الابداعية الوقوف بكل الصرامة ضد كل أشكال التطبيع والتبعية والهرولة والسقوط ،واعتبار هذه الاتفاقيات عارًا على أمتنا العربية، ومواصلة الدعم والدفاع عن قضية شعبنا الوطنية التحررية.