للتاريخ .... وذاكرة الاجيال
تاريخ النشر : 2020-09-25 23:27

عادة ما يكتب من قبل المؤرخين الذين يسطرون بصفحاتهم ... حول مجريات الاحداث وتتابعها ... وفي ذات الوقت مدى ارتباطها بأحداث أخرى ... لان هناك الكثير مما نشاهده قد يخرج باستخلاصات ونتائج ... اكثر وضوحا بقادم الزمن ... كما ان هناك من الموضوعات التي يكتب عنها ونجد انفسنا ... قد اصبنا او اخطأنا بالرأي حولها .

مما يجعل التاريخ صادقا ... أمينا ... في اقواله واحداثه ... ان يقوم على كتابته من يتميزون بالموضوعية والتوازن ... والحيادية وعدم الميل للأهواء الشخصية ... وان لا يجعلوا بكتاباتهم من الرؤية الشخصية ... غالبة على حقيقة الرؤية ومجريات الاحداث وسردها .
منطقتنا العربية ... عاشت فترة تاريخية ... كانت تستهدف بإمكانية تقسيمها ... تفتيتها ... تشريد وتهجير سكانها ... والاستيلاء على خيرات ومقدرات البلاد والعباد ... وتشتيتهم بالصحاري والخيام .
مخطط مرسوم ... لم يكن أحد خارجا عنه ... بل الجميع من العرب ... انظمة وجيوش وشعوب بدائرة الاستهداف المطلوب !!.
لقد جاءت الخسائر ليس بكامل ما تم تخطيطه وتنفيذه
لان هناك بلد عربي ... وجيش عربي... وقائد عربي
أخرج المؤامرة عن سياقها ومضمونها ... وخلط على المخططين والمنفذين اولوياتها ... وجعل من المؤامرة حالة من الاشتباك ... وعدم اليقين من قدرة التنفيذ .
البلد العربي كانت مصر ... والجيش العربي كان الجيش المصري ... والقائد العربي كان الرئيس عبد الفتاح السيسي .
هذه الخلاصة التاريخية لمجريات فترة زمنية ليس في اطار المجاملة ... وما يمكن ان يغلب على الكاتب من حب لمصر ... لكنها الحقيقة الساطعة والثابتة ... والتي لا يمكن لأي محلل او خبير استراتيجي ... ومتابع ... ان يخرج عن اطار ما سوف يتم سرده وتفصيله .
1- مصر حماها الله ... قد كانت درعا وسيفا قويا منع استمرار مخطط تخوين المنطقة عبر بوابة أخونة مصر .
2- ان يكون المخطط ببدايته وتنفيذه على الارض المصرية باعتبارها محطة النهاية الحتمية التي سوف تسهل تنفيذ المشروع بمجمله ... والذي أفشل بفعل جيش مصر وارادة شعبها وقائدها عبد الفتاح السيسي .
3- لم يكن بإمكان المنفذين ان يستمروا الا اذا وقعت مصر ... وهذا لم ولن يحدث ... فتغيرت المخططات ... ودفعوا بمجموعات الارهاب ... لكن اهدافهم على حالها .... في انتظار الفرصة المتاحة لإعادة تنشيط مأربهم واهدافهم الخبيثة .
4- سرعة انقاذ مصر والتي تمت بثورة الثلاثين من يونيو ... وما جرى من تسلسل الاحداث حتى انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي وما جرى من بناء وتعمير وتنمية مستدامة وتطوير بقدرات مصر العسكرية والاقتصادية كان مانعا على تنفيذ المخططين ... لما تحلت به الخطوات المصرية من سرعة التنفيذ ووفق حسابات دقيقة ومحسوبة .
من هنا ... ولأسباب عديدة ... كان واجب التماسك .. واحداث الوعي الوطني الدائم ... وعدم الاستهانة والاتكالية ... بأننا قد خرجنا من اطار ما تم تخطيطه .

لا ... يا سادة ... فأهل الشر ومن بدعمهم مستمرون في مخططاتهم ... وهم لا يخسرون ... لكننا نحن من يخسر .... اذا مكنا احدا منهم بتمرير شائعة صغيرة او كذبة هنا او هناك ... او اهواء شخصية لها علاقة بمصالح فردية .
مصر ليست مجرد بلد عربي ... بل ان مصر وطن عربي كبير عليها من الاعباء والاثقال الكثير .

لذا فأن واجب العرب بدعمها بكافة سبل الدعم والاسناد ... وعدم تركها تدافع عن نفسها وعن بلاد العرب بالدعم السياسي والاعلامي ... بل ان مصر تحتاج لمن يقف معها ... ويدفع باقتصادها ... ويزيد من فرص الاستثمار على ارضها ... ويعالج البطالة وتدني مستوى الدخل .
التاريخ فاصل وحاسم .. ويسجل بصفحاته .. وبذاكرة الاجيال ... كل صغيرة وكبيرة ... وعليه فواجب الجميع من اداء دورهم .... بما يحفظ لهم تاريخ مشرف ... وذاكرة اجيال تشهد لهم ... وليس عليهم .
الكاتب : وفيق زنداح