تعثر الوحدة وآمال النهوض في ظل الانحدار ؟!
تاريخ النشر : 2020-09-22 10:29

إن ما تمر به القضية الفلسطينية اليوم ووفقاً لتقديرات المتابعين فأن تلك المرحلة هي الأشد خطراً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فما تمارسه اسرائيل والإدارة الأمريكية اليوم من توغل واضح في حقوق الشعب الفلسطيني ومحاولات لطمس معالم الدولة الفلسطينية بخطة جديدة تضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات والقرارات الدولية التي تنص على حقوق الشعب الفلسطيني في الحصول على كامل السيادة على الأراضي الفلسطينية المتعارف عليها حدود 67، والحديث عن صفقة القرن التي ستأتي بحدود جديدة تطمس معالم الدولة الفلسطينية وتقسم المقسم.

إضافة إلى الإنقسام الفلسطيني الذي بات العائق أمام أي خطوة تكون سبيل للخلاص من الواقع المؤلم الذي يهدد الوجود الفلسطيني في ظل التخاذل وموجة التطبيع العربية التي جاءت مخالفة لما ورد في مبادرة السلام العربية والتي نصت على أنه يشترط لتحقيق التطبيع بين إسرائيل والدول العربية تسوية جميع القضايا الفلسطينية العالقة مع إسرائيل.

لا يخفى على أحد منا أن ما يحدث اليوم في سياق مراحل التحول التي ضربت بعمق الفكر السياسي الفلسطيني في مواجهة السياسات الإسرائيلية التي تستهدف بوضوح تهديد الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية بخطوات متتالية ومتسلسلة، وخصوصا بعد تجربة للفصائل الفلسطينية والتفرد في الحكم وصنع القرار.

ولو نظرنا لواقع الحركة الأكثر حضوراً وشعبية في المجتمع الفلسطيني وهي حركة فتح لوجدنا أنها حاربت من أجل إدارة المشروع الوطني ولربما تفردها في ذلك كان عائق أمام تحقيق ذلك الهدف إضافة إلى الخلافات الداخلية التي انعكست على القضية الفلسطينية والموقف العربي منها.

وأيضا وبالنظر إلى حركة حماس التي مازالت غارقة في مأزق فوزها الغير متوقع في انتخابات 2006 وتشكيل الحكومة العاشرة منفردة، وسيطرتها بعد ذلك على غزة بقوة السلاح، وأيضا الارتهان لحضانة دول إقليمية ومحورية، ثبت بالممارسة أن حضانتها مضرة بالواقع الفلسطيني وتسعى لاستمرار حالة الفلتان والتشرذم.

وترافق مع كل ذلك عجز النخبة السياسية الفلسطينية من تشكيل تيار جديد قادر على لملمة الجراح وتوحيد الصفوف للخروج من حالة التيه والتخبط ولربما حرص البعض على الحفاظ على الموقع القيادي الحالي هو السبب في فشل أي محاولات لإصلاح البيت الداخلي، وحتى نتمكن الخروج من النفق المظلم الذي نحن فيه يجب علينا أولاً الاعتراف بالخطئ الفادح الذي كنا سبب فيه، والعودة لمربع الوحدة واستعادة القيم الوطنية التائهة.