الاعلام الفلسطيني لا ينتمي لزمرة السلطة الرابعة
تاريخ النشر : 2020-09-21 18:46

وأنت تتصفح المواقع الإعلامية الفلسطينية تعتقد أنك أمام منابر إعلامية حرة ونزيهة وشفافة ولديها من الجرأة ما يقودها الى إظهار الحقيقة وتبيانها للناس حتى ولو كانت مُرة و على قاعدة كلمة حق في وجه سلطان جائر خيراً من عبادة ستين عاماً وأنك فعلاً ستجد ضالتك فيما يُكتب وفيما يُنشر وفيما يدور من حولك ظناً منك أنك أمام السلطة أُم السلطات والسلطة التي لا تعلُوها سلطة وقلم يكتب ويصف ويقدم للقارئ حقيقة قائمة ورؤية واضحة تتعلق بكل ما يجري حولنا علنا نهتدي الى ضالتنا ، وبالتالي يكون الإعلام قد أسهم معنا في تكوين فكرة حول الوضع القائم يفسح المجال أمام مشاهد قادرة على تقييم ما نحنه فيه بعد تقديم إنموذج لدارسة حالتنا وتشخيصها ووضع العلاج الوطني المناسب لها و بما يكفل الخروج من جائحة الوحل ومستنقع الهزيمة الوطنية و السياسية والمعنوية والمادية ، وبينما أنت تظن أن رسالة الإعلام كذلك فإنك ستصطدم عند وضع قدمك على أول عتبة من عتبات المواقع والمنابر الإعلامية الفلسطينية الا ما رحم الله

فغالبيتها تابعة وموجهة ولا تنطق الا بما يُملى عليها من قيادات أحزابها وفصائلها وأخرين ( حط خط تحت أخرين ) تستخدم التنظير لفكر الحزب أو الفصيل أو الآخرين وجماعات المصالح ، وبالتالي عليك الإحتراس لكل ما يُكتب أو ينشر فأنت ليس أمام منابر حرة مستقلة وإنما أمام ثكنات وخنادق حزبية وغرف إستخبارية لا تنشر ولا تكتب إلا ما يخدم مصالحها ولا يعبر إلا عن مواقفها وتعسُس أحوال خصمها وأهداف تريد هي الوصول اليها .

من الناحية الجدلية ربما يكون لها الحق في التعبير عن أفكار حزبها أو فصيلها أو جماعتها من باب التنظير لنهجها وفلسفتها الوطنية شرط أن يستند ذلك لشرف الخصومة وقبول الرأي الاخر ، أما أن تجتهد تلك المواقع في البحث والتحري عن هفوات وزلات الخصم أو تبني ما ينشره إعلام العدو فهذا غير منطقي وغير مقبول ولا يؤسس لمجتمع قوي ومتماسك .

ما من شك أن الإنقسام الفلسطيني شئنا أم أبينا جعلنا أمام معسكرين فلسطينيين معسكر الضفة الغربية ومعسكر قطاع غزة وأن الوزن النسبي لقياس معدل حرية الرأي والتعبير في كلا المعسكرين يستند الى أمرين غاية في الأهمية

الأول مدى الولاء والطاعة والثاني بما لا يتعارض مع نهج أيٍ من المعسكرين ، وهذا ما يُسهم بشكل كبير في تغييب الحقيقة وإعتماد سياسة التسحيج التي أُستحدث منذ عام2007 .

الخطير في الأمر أن القائمين على الإعلام في كلا المعسكرين نسوا أو تناسوا أن كل ما يُنشر في الإعلام الفلسطيني و على مواقع الإعلام الإجتماعي يتم رصده وتحويله الى غرف تحليل البيانات طرف العدو المركزي (دولة الإحتلال) و التي من شأنها تقديم مادة دسمة تساعد العدو في دراساته الإستقصائية عن الحالة الفلسطينية والتي في ضوئها يتم صياغة السيناريوهات والخطط المعادية وفرض رؤى غير وطنية على الشعب الفلسطيني .

الخلاصة في رسالتنا للقيادات الفلسطينية إتركوا الإعلام لأن يقول الحقيقة و اتركوا الناس تقول رأيها فيكم وتقبلوا الإنتقاد وافسحوا المجال أمام حرية التعبير وتقبلوا النقد وقيّموا أدائكم في ضوء رأي شعبكم بكم لتصويب مساركم وإيّاكم عند بناء المواقف الإعتماد على تقارير مندوبيكم الأمنيين تلك العناصر التي لا تعرف من الأمن سوا الحقد ونيل رضى الوالي وكونوا على يقين أنكم إن لم تَرَوّ أنفسكم في عيون خصومكم فأنتم عُمي ولو علم الله فيكم خيراً لأبصركم.....