الرهان الخاسر
تاريخ النشر : 2020-09-21 00:05

منذ زمن بعيد ونحن الفلسطينيون نرهن أنفسنا لنتائج الانتخابات الامريكيه والاسرائلية علي امل ان تفرز قادة يؤمنون بشعار الارض مقابل السلام.
كنا دائما نتعامل مع برامج الاحزاب الامريكيه اثناء فتره الانتخابات بسطحية شديدة.
كنا وما زلنا بعدين عن فهم طبيعة المجتمع الامريكي واولويات الناخب هناك وان اخر شي يفكر به الناس هناك او و التعاطي مع قضايا الشرق الاوسط عامة والصراع الفلسطيني الاسرائلي خاصة.نعم قد يكون مهم هذا الشآن لبعض اللوبيات والايدلوجية هناك ولكن للعامة لا يعني شي.هناك قضايا الاقتصاد والصحة والعمل هي مايهم الناخب الامريكي. والحقيقة الاهم ان كلا الحزبين الكبيرين واللذان يديران العمل السياسي هناك وهو الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي قد يختلفون في تعاطيهم مع القضايا السياسية والاقتصادية ولكنهم يجمعون علي دعمهم اللامحدود لاسرائيل ولا يمكن باي حال من الاحوال ان يتم التعويل عليهم بمساعدتنا ووقوفهم الي جانبنا لاسترداد حقوقنا السياسية
ان نفوذ اللوبي الصهيوني في الولايات المتحده وسيطرته علي اكبر وسائل الاعلام ومؤسسات المال والاقتصاد والدعم القوي المبني علي الايدلوجيا من قبل اليمين المسيحي والذي بات يشكل قوة كبيره في المجتمع الامريكي لاسرائيل والذي يتمثل الان بالادارة الحالية يفرض علينا ان ننظر الي الواقع هناك بنظرة عميقة بعيدة عن السطحيةوالطيبوية.
ان المجتمع الراسمالي والعلاقات في امريكا تقوم علي اساس المصالح .لا معني للحقوق بدون القوةولا تعني لهم الكثير بقدر مدي حجم القوة لديك واوراقك التي تمتلكها .ان هذه العقلية الاستعمارية لا يعنيها عدالة اي قضية بقدر ما تنظر الي مصالحها واذا لم ننطلق في التعاطي معهم علي هذه الارضية سنبقي في نفس المربع الذي نمكث فيه منذ سنين دون ان يتغير شي.
ثمانون عاما من التضحيات..الاف الشهداء والجرحى والاسري،تدمير الحجر والشجر،سلب للارض وهدر لكرامة الانسان
انه الاحتلال..وليزداد المشهد قسوة من خلال الانقسام المدمر لمعنويات الشعب الفلسطيني ويضرب اسس النسيج الاجتماعي ويذهب بنضال وتضحيات شعبنا الي جهد مفقود.منذ زمن نسمع جعجعة ولا نري طحين...مما انعكس سلبا علي حياة ومعنويات شعبنا في كل اماكن تواجده
ان اعداء شعبنا يعملون بكل قوة لتحويل هذا الانقسام الي انفصال .
ان يعيش الشعب الفلسطيني برأسين وهذا يودي الي ضرب الوحده التمثيلية لنا كشعب ويوجد حالة من صراع الشرعيات .
ومن هنا تاتي الهزيمةنسير باتجا ه سريع نحو الاندثار كشعب ولنا في الهنود الحمر في امريكا والشعوب الاصليةفي دول اخري عبرة.
ومن هنا كان لزاما علي القيادة الفلسطينية ان تبقي الامل
نعم...في هذه الواقع المرير والسقوط المدوي من حولنا علينا ان نعود الي ذاتنا وهذه العوده بحاجة الي اعادة تقييم شاملة...
نحن ملزمين بايجاد خيارات دائما وان لا ندفع الي ممرات اجبارية تكون عواقبها كارثية.
ان روح المبادرة الان هي انجع الطرق لكسر الجدار عبر اعادة الاعتبار للجماهير من خلال احترام ارادتها بممارسة حقها بالانتخابات
لاعادة الثقة المتآكلة بين الجماهير وقيادتها والسير قدما نحو التوافق علي برنامج وطني يكون ملزم للجميع وشراكة سياسية حقيقية
تتضمن للكل الوطني ممارسة حقه .
لا شك ان ما يحث الان في الاقليم سوف ينعكس سلبا علينا اذا ما بقينا في مرحلة الصدمة، علينا ان نعيد حسابتنا جيدا في كل ما مضي وان نعمل بروح الفريق ليلتفت الينا العالم ،لا مكان للضعفاء ولا مكانة لهم..
الي حين تحقيق ذلك...،لننتظر ونري