بين ثقافتين
تاريخ النشر : 2020-09-16 22:52

في نظرة عميقة الي الواقع الذي نعيشه ومع مقولة ان الشعوب لا تنسجم الا مع ثقافتها وان السلوك البشري يتحرك من خلال هذه المفاهيم لابد لنا ان نعلم ان الحياة لها مكونات ثلاث.
الانسان والزمن والطبيعة .
ولا بد ان نعي ان هذا العالم يعيش بين ثقافتين، الا وهي الثقافة الشرقية والثقافة الغربية.
وبما ان الانسان والطبيعة والزمن هي عناصر الوجود علي هذا الكوكب كان لكل ثقافة فهمها لهذه الاشياء.
ففي ثقافتنا الشرقية ننظر الي الانسان الي اي طبقة اجتماعية ينتمي واي مركز اجتماعي من خلال خلفيته القبلية او العائلية وننظر الي الزمن انه يسير بشكل دائري ويراوح في نفس المكان وننظر اليه بانه مجرد وقت لا قيمة له ولا نعيره الكثير من الجدية.
ونري الطبيعة علي انها مجرد ماء ورمال وغابات وجبال وانها من الاشياء الغامضة وكثيرا ما تكون العلاقة معها بشي من الرهبة والشك والمحرمات .
ومن منظور الحضارة الغربية تري الانسان من خلال انجازاته وعلمه وما يقدم للمجتمع بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمي اليها او العقيدة التي يؤمن بها او الاسرة التي ينتمي اليها.

وتري الثقافة الغربية ان الزمن غير ثابت ويتحرك الى الامام ولا يعود الى الوراء وانه يتحرك بشكل مستقيم ولا يتوقف ابدا وان اليوم ليس الغد ومن هنا كان العمل علي الاستفادة من هذا الفهم وعدم الانتظار لان الحاضر لن يبقى الى الابد ويصبح بعد لحظة من الماضي .

واذا ما نظرنا الي الفهم الغربي للطبيعة فقد كانت نظرتهم اليها بشكل مختلف تماما عنا في الشرق
لقد بادرو الى اقتحام الطبيعة بالغوص بالمحيطات والسفر الي الفضاء والدخول الي الغابات واكتشاف المخلوقات .

ومن هنا نجد الاختلاف في التعامل مع مكونات الكون.

ان القيمة الانسانية العظيمة علي هذا الكوكب تأتي من خلال ما نقدم للبشرية من انجازات في كل المجالات لخدمة الانسان ورقيه.

ان البقاء في الماضي والانغلاق لن يوجد لنا مكان تحت الشمس .

ان السر في قوة الامم تاتي من روح المبادرة وتعظيم قيمة الانسان .

ان هذه المقارنة ليست لتفضيل ثقافة على الاخرى بقدر ما هي دعوة لاعادة النظر في تعاطينا مع الحياة.