حمد بن جاسم.. لا مروؤة لكذوب ولا ورع لسيء الخلق
تاريخ النشر : 2020-08-22 08:18

رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني ، والمُعاقب بعزله أمريكياً ، لفشله وأميره حمد بن خليفة آل ثاني في إسقاط الدولة السورية والرئيس بشار الأسد ، بالتعاون والتنسيق التامين مع السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ، بحسب اعتراف حمد بن جاسم في مقابلة على القناة القطرية الرسمية العام 2017 . يطل علينا اليوم في تغريدات ، من غرائب ما تضمنته أنها انتقدت بشكل مباشر الاتفاق الإماراتي مع الكيان الصهيوني ، برعاية الرئيس الأمريكي ترامب الذي حرص شخصياً في الإعلان عنه .
التغريدات التي أطلّقها حمد بن جاسم ، تحمل الكثير من التناقضات والأكاذيب ، على الرغم من إقراره أنّه مع ما أسماه " السلام " ، والعلاقات المتكافئة مع كيان الاحتلال الصهيوني . كما أنّ لديه أصدقاء كُثر في أمريكا والكيان ، وهو على تواصل دائم معهم . ومن جملة ما تضمنته تلك التغريدات من تناقضات وأكاذيب :-
• أنّه مع السلام الذي يقوم على أسس واضحة حتى يكون التطبيع دائم ومستمر ومقنع للشعوب . متناسياً أنّه ودولته من أولى الدول الخليجية ، التي شرعت أبوابها للتطبيع مع الكيان ، عندما افتتحت في العام 1996 ممثلية تجارية للكيان على أراضيها ، والتي توجت آنذاك في توقيع " شمعون بيريز " عدداً من الاتفاقات التجارية ، وإنشاء بورصة قطرية للغاز في مستعمرة تل بيب في فلسطين المحتلة . وذلك بعد أن كشف حمد بن خليفة آل ثاني ، في لقاء مع قناة أم بي سي ، عن خطة لمشروع غاز بين قطر والكيان والأردن ، مطالباً في ذلك الوقت بإلغاء الحصار الاقتصادي المفروض من جانب العرب على الكيان .
• على الرغم من انتقاده اللاذع للجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ، أقرّ أنّ الجامعة العربية ومجلس التعاون حاله ميؤوس منها . حمد بن جاسم في اكتشافه عن راهن الجامعة العربية ومجلس التعاون الميؤوس منهما ، بأثر رجعي يمتد إلى أكثر من عقدين من الزمن ، يطرح سؤالاً ، أليست دولة قطر والإمارات والسعودية ، وبقوة البترو دولار ، هم المسؤولين عن تحويل الجامعة قبل مجلس التعاون إلى أداة لتشريع التدخل الدولي في ليبيا ، عندما دفعت الأموال لأمين عام الجامعة آنذاك عمرو موسى لتمرير القرار ؟ . وأيضاً أليست قطر هي من طلبت من السلطة الفلسطينية التنازل لها عن ترأسها للقمة العربية ، بهدف تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية ، واستجلاب من أسمتهم ب" المعارضة السورية " ، وقدمت لهم ملايين الدولارات لإسقاط الدولة السورية ورئيسها بشار الأسد ، وهذا ما اعترف به حمد بن جاسم ، بأنّ قطر تعاونت والسعودية وتركيا والولايات المتحدة من أجل ذلك ، مستخدماً عبارة تهاوشنا على الفريسة وفشلنا في صيدها ، ولا زلنا نتهاوش عليها .
• التباكي على حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته الوطنية ، أصبحت معزوفة مشروخة يعرفها شعبنا ، لأنّ قطر واحدة من الدول التي عملت على طمس حقوقه من خلال التطبيع المبكر مع الكيان ، ولا يغرينا الكلام عن أنّ الفلسطينيين لم يفوضوا أحداً التحدث بالنيابة عنه ، وهو أصلاً لم يفوّض حتى قياداته الاعتراف بالكيان والتنازل له عن 78 بالمائة عن أرض فلسطين بموجب اتفاقات أوسلو . وبالتالي التباكي على الجولان العربي السوري ومزارع شبعا اللبنانية ، من خلال أنّه يعاير الإمارات أنها تكذب في وقوفها وراء تأجيل عملية الضّم . وسؤالنا ماذا فعلت دولتك يا شيخ حمد عندما أعلن ترامب بأحقية سيادة الكيان الصهيوني على الجولان ؟
• مؤكد أن الشعب العربي بما فيه الخليجي أذكى من أن تسوّق له الأوهام لا من الإمارات ولا من قطر ، ولا من أية أنظمة تصطف اليوم لتوقيع اتفاقات التطبيع مع الكيان ، أو وقعت الاتفاقات معه .
• الشيء الوحيد الذي ساهم بالكشف عنه ، أنّ الثمن الذي تمني الإمارات تمريره بموجب الاتفاق ، هو صفقة طائرات ال إف 35 التي طلبتها الإمارات من واشنطن ووعد نتنياهو بالمساعدة في تمريرها ؟ ، الأمر الذي نفاه لاحقاً في تصريحات له .
• يُسجل له فقط ، أنّه اعترف ، بأنّ ليس للقادة العرب أهداف وهو واحد منهم ، غير الدسائس والمغامرات حتى يحترمهم الغير عليها ؟ .
أنت يا شيخ حمد من تلك البطانة التي قدمت المصالح الصهيو أمريكية ، على المصالح العليا لأمتنا . وأنت يا شيخ حمد ، كما تلك البطانة ومنها الإمارات ، قد عرضتم ولا زلتم الأمن القومي لأمتنا للخطر ، واستجلبتم الكيان إلى عقر الدار ، تحت ذرائع واهية اختلقتموها لتبرير مساركم ومسيرتكم السياسية المذلة والمخجلة والمهينة لإرث أمتنا الذي سيبقى عهدة وأمانة لدى أحرار وشرفاء هذه الأمة .