من أجلك نطق نوار اللوز
تاريخ النشر : 2020-08-10 20:58

قصيدة مهداة لروح الشاعرالقدير / محمود درويش
ابن بروة/ الجليل / فلسطين / في ذكرى وفاته/ سيد الأبجدية شاعر الوطن

إن أرصفة المنافي تعرف نبض فكرك
وتعلم جيدا سرسحرك وبسمة فجرك ..
وهمس لياليك ولما هاجرت نوارس وطنك
يا درويش البروة بعد رحيلك من روابيك..
نطق نواراللوزبقوافيك مدغدغا أهداب فجرك
ما الذي أغراه في ظل زيتونك وخبز أمك ..
وكيف فلسفه أشعارك على مسامع طيورك
لتغوص كرصاصة قاتلة في قلب عدوك..
يا درويش يا عبق التاريخ وحضارة أجدادك
المحفورة كالزبرجد على جبين شمس وطنك ..
كنت ومت وأنت تشكل حروف الضاد في قصيدك
كمدفع أفشل مخططات بني صهيون على أرضك..
وثار في أعدائك ثورة جرح يثأر لشموخك
رحلت قسرا في جنح الليل نوارس بحارك ..
كما رحلوك عنوة مع العتمة من البروة لمنفاك
وعدت من المنفى لتملك قراراتك وتعلن تنهيداتك ..
كماعادت الطيور لشاطىء أمانك وأستقرارك
حبلى بحقائب السفر والقهر وذاكرة من أشعارك..
وتركت خلفك في منفاك قارورة فاخرة لعطرك
من زعتر وعذاب سفوح جبل المكبر تناديك..
وفي ليالي القهر هطلت عيون قلب أمك
كمطرأغرق الأخضر واليابس وقهوة أمك..
واليمام والبرتقال والزيتون بجوارأقصاك
تنشد أن محمود أبن البروة شهيد حي بأشعارك ..
وأنك ما تخاذلت يوما من أجل خدمة زيتونك
فمسحت الغباروالغباش مرات عن مآذن أقصاك..
والكل بات يناديك شهيد الأمة فاستوقفني إسمك
وبعدك أوقفت صدى العتاب على أرصفة غيابك.